إتحـاد كتـاب الإنتـرنت المغاربـة |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
هل يسعى إليها المثقفون؟
سباق المسافات القصيرة
للوصول للسلطة الثقافية
|
محمد برادة، شعيب حليفي |
عرف المركب الثقافي سيدي بليوط بالبيضاء مساء يوم الأربعاء 3 نونبر 2010 لقاء للمرصد الثقافي حول «المثقف والمجتمع» شارك فيه عدد من المثقفين والنقاد، ليليه لقاء آخر في المركب الثقافي أكدال بالرباط، دعا إليه الكاتب محمد برادة قصد التحاور حول «الثقافة المغربية، وعلاقة المثقف بالسلطة». وقبل هذين اللقاءين بأسابيع عبر الشاعر عبد اللطيف اللعبي،
في رسالة كتبها وتم نشرها في عدد من الصحف الوطنية، عن سخطه لما آلت إليه الساحة الثقافية من تدني على جميع المستويات.. أصوات ترتفع هنا وهناك في محاولة لجس النبض لعلاقة المثقف بالسلطة، وكيف ينبغي عليها أن تكون...
لم يعد المثقف المغربي يتجلى في حضرة المدينة ولا في حضرة المجتمع.. لم يعد يسائل القضايا والإشكالات التي يفرزها البشر في علاقتهم في ما بينهم وبالعالم.. لقد أضحى هذا المثقف يراقب ويتفرج على التدني الذي يشهده المشهد الثقافي على جميع المستويات..
أسئلة الثقافة المغربية، الآن، كثيرة.. منها ماهو مرتبط بها، ومنها ما هو خارج عنها. المرتبط يخص تقريبا كل الإنتاج الثقافي من أفكار وكتب وبنيات ثقافية، والخارج عنها هو السعي لاحتلال المناصب للتحكم في دواليبها (أي الثقافة).
عندما كان المثقف في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي يطرح الأفكار ويسائل حركية المجتمع كان في الغالب لا يطلب السلطة الثقافية داخل سياق النظام السياسي، بل بالأحرى كان يناقض وينتقد لدرجة تعرضه أحيانا للسجن أو النفي.. ولهذا كنا نجد كل الشرائح المرتبطة بالمجال الثقافي (من طلبة وأساتذة وباحثين وكتاب ومبدعين) مهتمين بما يتم إنتاجه إن على مستوى الثقافة نفسها أو على مستوى المجتمع ومشاكله وقضاياه. أما اليوم فالوضع تغير تماما، وابتعدنا عن سنوات الأفكار والمفاهيم والتفكير في المغرب، كما فعل ذلك المرحوم المفكر عبد الكبير الخطيبي حين فكر في المغرب كأفق للتفكير والمساءلة، أو كما فعل المؤرخ والباحث عبد الله العروي حين جعل من المغرب القديم والمغرب المعاصر مجالا لتفكيره.
هذا الوضع، الذي ذكرناه أعلاه، لا يختلف فيه المثقفون حاليا، حتى إنهم ينعتون الحال الذي صارت تعرفه وتعيشه الثقافة في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بأنه «مؤلم.. ومؤلم جدا.. وأن الثقافة المغربية في تدهور مستمر.. وأنه لا ينبغي الوقوف حيال هذا الوضع المزري في موقف المتفرج والصامت بدل موقف المتكلم والفاعل...».
فغير بعيد كتب الشاعر عبد اللطيف اللعبي رسالة وجهها لكافة الفاعلين في مجال الثقافة والإبداع، يعرض فيها تذمره من ما يحدث اليوم في المشهد الثقافي والصمت والغياب اللذين بدأ المثقف يتدثر بهما، ناسيا أن وظيفته الأساسية هي السعي لإنتاج الأفكار ونقد ما يترتب عند تبنيها أو تفعيلها من سلبيات.. وها هو الكاتب والروائي محمد برادة يخرج هو أيضا ليعلن تشكيل لجنة حوار تجمع معظم الفاعلين الثقافيين والفنيين، من أجل تحليل الأوضاع الثقافية الراهنة، وإعادة المثقفين والمبدعين لدورهم الريادي في الساحة الثقافية، والسعي لصياغة أسئلة ثقافية تحلل وتسائل الإنتاج الثقافي خاصة إنتاج الجيل الجديد، وإعادة طرح سؤال المثقف وعلاقته بالسلطة. فالثقافة بالنسبة للكاتب محمد برادة، كما أعلن هو ذلك في جلسة الحوار التي عقدت مؤخرا بالرباط، «صيغة للحياة وأداة يمكن من خلالها تصويب السياسي وغرس الوعي في المجتمع..». المرصد الثقافي، الذي ينسقه الكاتب شعيب حليفي، عقد هو أيضا عدة جلسات لمناقشة المزايدات حول الثقافة والاختلالات التي أفرزتها السياسة الجديدة لوزارة الثقافة في عهد وزيرها الحالي بنسالم حميش.. ولم يقتصر المرصد في حواراته ومناقشاته على المساءلة والنقد، بل دعا إلى الوقوف والاحتجاج على هذه السياسة الوزارية الجديدة التي «ضربت في العمق كل ما تم إنتاجه سابقا وحاليا في المجال الثقافي».
وغير بعيد عن عقد هذه الجلسات والحوارات، نجد أصواتا ثقافية أخرى تهمس في السر وفي الظل بأنها غير راضية عن الوضع الذي آلت إليه الثقافة المغربية، وغير راضية أيضا عن هذه الطريقة التي يتم بها تداول هذا الوضع، معتبرة إياه يدخل في إطار التهافت والسباق للوصول إلى احتلال مناصب في وداخل السلطة الثقافية.
بوجمعة أشفري
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|