http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  العربي يواجه الكثير من الرقباء
 
العربي يواجه الكثير من الرقباء
كتبها : مجموعة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في السبت، 18 ديسمبر، 2010 | التعليقات
الكاتب العربي يواجه الكثير من الرقباء
القاهرة: داليا عاصم
مستقبل الرواية العربية في ملتقاها الخامس بالقاهرة
جانب من الجلسة الافتتاحية للملتقى ويظهر فيها د.جابر عصفور رئيس المجلس القومي المصري للترجمة، ود.عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والروائية الفلسطينية سحر خليفة
تحت شعار «الرواية العربية إلى أين؟»، انعقد ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي، في الفترة من 12 إلى 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفي محاولة جادة لتلمس الإجابة عن سؤال الملتقى ناقشت 6 موائد مستديرة مستقبل الرواية العربية من خلال مجموعة من الرؤى والأفكار طرحها الكتاب والنقاد على طاولة الحوار. استهلت بمائدة تحمل عنوان «رواية المستقبل»، حاول المشاركون فيها تحسس الطريق الذي ستسير عليه النصوص الروائية في ظل التغيرات التكنولوجية والتطور المتلاحق في جميع المجالات، والسرعة التي طغت على نمط الحياة، مما أدى إلى عزوف القراء عن الاطلاع على المنتج الروائي، وبالتالي تحول بعض الروائيين إلى كتاب سيناريو سينمائي أو تلفزيوني، بشكل يوحي بما ستؤول إليه الرواية في المستقبل.
وأجمع المشاركون في الندوة التي أدارها الناقد الروائي المغربي محمد برادة على أن الإنترنت قد أثر بشكل كبير على شكل الرواية، وأفرز ما يسمى الرواية الرقمية والتفاعلية التي يكتبها أكثر من مؤلف. وأشار الروائي السعودي يحيى إمقاسم إلى أن بصيرة الروائي التي تنبع من روايته أصبحت متجاوزة لحدود الأزمنة، وهو ما يسهل علمية التفاعل مع فضاء الإنترنت.. فيما أكد الكاتب المصري منتصر القفاش أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور أشكال فنية مرتبطة ومتأثرة بالتطورات التكنولوجية، ستوسع فضاء النص الروائي، كما ستترك تأثيرا مباشرا على لغته وأدواته.
ورأى عبد الرحيم كردي أن اليسر المفرط الذي أحدثته التكنولوجيا في سوق الرواية دمر كل أشكال الانتخاب الفني، فمن لا يجد ناشرا ينشر على الإنترنت، كما تتوالد أشكال جديدة من الروايات مثل «المتواليات القصصية» أو النص الروائي المهجن بالقصة القصيرة، أو «الواقعية السحرية»، وهي في الحقيقة محض نص روائي مهجن بالأسطورة. بينما يرى الكاتب سمير الفيل من مصر، أن «الفن الروائي بعد كل هذه المنجزات العلمية التي نعيشها سيحدث إزاحات جمالية في الشكل للاستفادة من عنصر الصورة، محركا بعض العناصر للهامش، فيما تتصدر الصورة المتن كي تشكل جهدا رئيسيا، وهو ما بدأنا نراه في كتابات حديثة لأجيال شابة، ويفترض أن يستثمر الكاتب إمكانيات الصورة ليعمل عليها ويحورها كليا أو جزئيا لإثراء الرواية».
وذهب الناقد المصري الدكتور محمود الضبع إلى أن الرواية في هذا العصر لم تعد مجرد «حدوتة»، وإنما أصبحت تطرح أسئلة تمس الواقع الثقافي والديني والسياسي، لافتا إلى أن هناك تطورا في أبنية الرواية، كما أنها أصبحت أكثر اشتباكا مع المجتمع ودخلت إلى وصف الهامش الذي يسعى المجتمع إلى نفيه.
وعلى مدار يومين، أدار الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد مائدتين بعنوان «الرواية بوصفها حرية بديلة»، ناقشت الأولى حدود ثورة الروائي وتمرده على واقعه، واتفق المشاركون مع الكاتب المصري عادل عصمت على أن الكاتب ينبغي عليه انتزاع حريته، بينما أوضحت الروائية الأردنية سميحة خريس أن الكتابة محاولة للبحث عن طاقة للحرية في ظل تنامي قوة التابوهات وانغلاق المجتمعات العربية. واستنكر الناقد الأردني فخري صالح الاستبداد الذي يعاني منه العالم العربي على كل الأصعدة، مما ينجم عنه قمع سياسي واجتماعي وثقافي. وأجمع المشاركون على أن الكاتب في الوقت الحاضر عليه أن يواجه الكثير من الرقباء، خاصة بعد أن أصبح بين مطرقة المجتمع وسندان السلطة.
بينما شهدت المائدة الثانية التي ناقشت الموضوع نفسه مساء اليوم الثاني من أيام الملتقى، سجالات ومشاحنات كثيرة بين الأدباء المشاركين، حيث اتهم بعضهم بعضا بالعيش في برج عاجي بعيدا عن مجريات الوسط الثقافي، فيما اتخذت الأديبات موقف المدافعات عن حريتهن في الكتابة ومنهن: الكاتبة الليبية رزان مغربي التي أكدت أن الكاتبات الليبيات يكتبن تحت أسماء مستعارة، خاصة إذا كانت أعمالهن الأدبية تصور مشاهد جنسية لتفادي اعتبار المجتمع أن تلك المشاهد نابعة من تجربة الكاتبة.
من جانبه، أكد الأديب السعودي يوسف المحيميد أن الروائي لا يملك الحرية التي تسمح له بطرح الموضوعات التي يريدها، بسبب الرقابة التي يفرضها المجتمع من ناحية، والسلطة من ناحية أخرى. في حين أجمع المشاركون في تلك المائدة على أن الرواية أصدق من التاريخ لأنها تكشف الواقع وتعريه أمام القارئ، وتقدم رؤية خاصة له.
وفي اليوم الثالث، عقدت مائدة مستديرة تحت عنوان «التجمعات الروائية الجديدة»، أدارها الناقد د.حسين حمودة، وركزت على التجمعات الأدبية الشبابية التي ظهرت مؤخرا، وأطلقت الكاتبة سحر الموجي عليها «حضانات نفسية وأدبية»، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب يفتقدون أي فكر آيديولوجي، ولا يقومون بإثراء بعضهم بعضا ثقافيا، كما أن فكرة مقعد تحت الشمس لا تحقق وجودا أدبيا جيدا، لأن المشروع الأدبي الفردي هو الذي يصنع ذلك. ورفضت الموجي مسمى «تجمعات جديدة» لأن تلك التجمعات – في رأيها - كانت موجودة عبر التاريخ الروائي، وأطلقت على الجيل الحالي من الأدباء الشباب في مصر «جيل الطوارئ» باعتبار أن معظمهم ولدوا بعد عام 1981 وعاشوا في ظل قانون الطوارئ وتعرضوا لمستويات من القهر، مشيرة إلى أنهم لا يملكون صوتا سياسيا، مؤكدة أن فكرة «البلوجز» بمثابة طوق نجاة لهم. واتفق المشاركون على أن تلك التجمعات تعاني من عدم الاستمرارية نتيجة انفصال أعضائها بعد أن يجد كل منهم مشروعه الأدبي الفردي.
ورأى د.فيصل دراج، من فلسطين، أن الأنظمة السياسية القمعية التي برزت في الستينات من القرن الماضي، أسهمت في تطور الرواية ودفعها إلى نطاقات أرحب. ودفعت الرواية إلى مواجهة السلطة واستبدادها والدفاع عن كرامة الإنسان، مشيرا إلى أن المجلات الثقافية في الستينات قامت بدور مهم، حيث أخرجت المبدعين والنقاد الذين أثروا الساحة الثقافية، أما الآن وفي ظل اختفائها فقد ظهرت تلك التجمعات التي تتمرد تمردا زائفا.
بينما رأى الشاعر محمود بطوش أن تلك التجمعات تختفي بمجرد وجود اتفاق بين الفرد والمجتمع، لذا فإن ظهورها يمثل افتقار الشباب لحرية التعبير والخبرة.
ومن جانبهم، دافع عدد من الشباب الممثلين لتجمعات أدبية مثل «مغامير» و«آدم» و«إطلالة» عن موقفهم، معترفين بعدم وجود بيان تأسيسي لهم يوضح أهدافهم وأفكارهم، إلا أن هناك اتفاقا ضمنيا على السرديات الصغرى في ما بينهم.
وفي اليوم الثالث، عقدت مائدة مستديرة عن الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار كإنسان وروائي. وتطرقت المناقشات إلى نصوصه وتجربته المتميزة في عالم الرواية، وتجليات الحداثة في الخطاب الروائي عنده، وشارك فيها كل من الدكتور جابر عصفور، وجمال مقار، وحسونة المصباحي، وواسيني الأعرج، ويوسف القعيد، وندى مهري، وإبراهيم عبد المجيد.
وفي رابع أيام الملتقى، أدار الناقد هيثم الحاج علي مائدة بعنوان «رواية الخيال العلمي»، طرحت خلالها تساؤلات كثيرة حول الفارق بين رواية الخيال العلمي والفانتازيا، وقلة الإسهام العربي في هذا النوع الروائي، كما ناقشت العلاقة بين رواية الخيال العلمي ووضعية الثقافة العربية الآن، وعدم انتشارها جماهيريا وانحصارها بين الشباب.
وأرجعت ضحى عاصي، مترجمة الأدب الروسي، تراجع رواية الخيال العلمي عربيا إلى أن هذا النوع من الكتابة الروائية يتطلب تحررا من الأفكار الدينية والمعتقدات الاجتماعية السائدة وغيرها من المعوقات أمام التفكير العلمي. أما الكاتبة عزة سلطان فترى أن السينما فتحت المجال أمام كتاب هذا النوع الروائي باعتبار أنها تتيح من خلال الخدع البصرية إمكانية تحويل النص إلى عمل سينمائي. ورأى رؤوف وصفي، أحد أهم الكتاب المتخصصين في رواية الخيال العلمي، أن تقدم رواية الخيال العلمي ينبني على العلوم الحديثة وتقدمها، لأن الكاتب يعتمد على الأخبار العلمية، ورأى أن هذا النوع الروائي يمكنه أن يجد حلولا لأزمات مستقبلية متوقعة مثل حروب المياه والاحتباس الحراري وغيرهما.

 

 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free