http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  مهرجان فاس للثقافة الصوفية
 

موقع المهرجان على الإنترنت

فعاليات اليوم الأول السبت 17 أبريل 2010





 
انطلاق الدورة الرابعة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية بندوة
حول شعرية التصوف وبُعده الاجتماعي

انطلقت عشية السبت بمدينة فاس فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الصوفية، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 24 أبريل الحالي، وقد اختير لهذه الدورة شعار: "التصوف والشعر". كما يقام في إطار نفس التظاهرة المنتدى الفكري الدولي: "القيم والعولمة".

 
يجمع كثيرون على أن مهرجان فاس للثقافة الصوفية أضحى مناسبة هامة لتأمل مختلف مسالك التصوف، التي اختبرها الإنسان عبر التاريخ، وفرصة للتداول بشأن الاستعمالات الجديدة لحصيلة المعرفة الصوفية في حياتنا المعاصرة. أمر تأكد بجلاء خلال حفل افتتاح الدورة الرابعة من المهرجان، بانعقاد ندوة علمية تمت خلالها العودة إلى مضامين مفهوم التصوف في التراث الإسلامي وغيره.
الندوة التي شهدت حضورا جماهيريا كثيفا ومتنوعا، ومشاركة لافتة لباحثين بارزين في مجال التصوف، عكست الأهمية التي اكتساها هذا الأخير عبر التاريخ؛ باعتباره تلك اللحظة التي تسمح للأفراد والجماعات بتحسس جمال القلوب واستكناه حقيقة الحياة الباطنية وبهجتها. وأشار أحد المتدخلين إلى أنه بعدما تم إفراغ الدين ـ في أحيان كثيرة ـ من محتواه الداخلي الروحي بجعله مجرد مؤسسة أو أداة تضطلع بأداء وظائف ذات أبعاد اجتماعية وسياسية واقتصادية، كان فكر التصوف يطفو إلى السطح من جديد، ليعيد إلى الدين كنهه الروحي والشعري، ويرسم خرائط نورانية تحدد مسالك الولوج إلى حقائق الذات والروح، وتعيد إلى القلب دوره في المعرفة الحقة، وذلك في أفق إنقاذ الإنسان من شرور الضلال والجهل.
في ظل هذا وذاك، أفاد بعض المتدخلين في الندوة أن المغرب أصبح أرضا للصوفية بعد بزوغ فجر ثقافات تصوف عديدة، ابتعدت عن المقاربة الوظائفية للدين، وانتهجت أحيانا مسالك علمية حاولت حصر مراحل التحول الداخلي التي تسبق انبعاث اللحظة النورانية الخالصة السابرة لأغوار الذات، والمصغية لمكنونات الفؤاد، متحررة بذلك من شوائب الملموس.
واللافت للانتباه أن مهرجان فاس للثقافة الصوفية يعرف هذه السنة مشاركة زمرة من الأسماء اللامعة في مجال الفكر الصوفي والمديح والسماع والتي تسهم في تنشيط فعاليات المهرجان، سواء من خلال الأمسيات الصوفية والحفلات الموسيقية، أو من خلال الندوات والمنتديات التي تناقش مواضيع من قبيل: "سبل علاج الباطن"، "مفهوم الفتوة باعتبارها مسلكا أخلاقيا لوقتنا الحاضر"، "علاقة السينما بالبحث عن الحقيقة"، "التصوف والشعر عند ابن عربي"، "قوة المحبة"، "مفاهيم جديدة للتنمية في ضوء المعطى الصوفي"، "الإسلام والغرب: معالم تنويرية"...
وكما يشير إلى ذلك الدكتور فوزي الصقلي (مدير المهرجان)، فإن كل مجتمع وكل حضارة تحمل في طياتها تراثا روحيا، ففي بلاد الإسلام مثلا، تغذى هذا التراث بثقافة التصوف الروحية الذي تولدت منها دينامية الذكاء الجماعي الذي يطلق عليه اسم حضارة. وفي حالة الثقافة الإسلامية، فإن أبعادها المعنوية اللامادية تجعل من هذه الحضارة حضارة باطنية، مفعمة بالبعدين الجمالي والشعري. يذكر أن المهرجان سوف يخصص برنامجا للاحتفاء بيوم الأرض (الخميس 22 أبريل) من خلال ندوة ستحاول الإجابة عن سؤال "الإيكولوجيا: ضرورة مادية أم أسلوب للعيش؟"، ومن المنتظر أن يؤطر هذا اللقاء كل من: كمال الودغيري، كارولين شابو، نيكولا مولير، فطومة بنعبد النبي، سلماتو صو، وعبد العزيز الدباغ.
 

 
فعاليات اليوم الثاني الأحد 18 أبريل

 
أصوات وإيقاعات من سوريا والهند تشذو بأشعار روحية
 
يتيح مهرجان الثقافة الصوفية المنعقد حاليا بمدينة فاس لجمهوره المغربي والأجنبي فرصة الاطلاع على ثقافات وفنون العديد من الشعوب، لاسيما في الشق الروحي الذي يسمو بالذات إلى مقامات الصفاء والطمأنينة النفسية.
في هذا السياق، أقيم عشية السبت والأحد حفلان في الإنشاد الديني والسماع الصوفي، أحيتهما ـ على التوالي ـ مجموعة الكندي من سوريا ومجموعة الشيشتي من الهند. وقد قدمت مجموعة الكندي موشحات وأناشيد دينية ومدائح نبوية، وفق خلفية إيقاعية قائمة على التخت الشرقي. والجدير بالذكر أن هذه المجموعة التي يرأسها عازف القانون الفرنسي ـ المسلم جلال الدين فايس، تضم بالإضافة إلى العازفين المنشد السوري الشيخ أحمد حبوش والشيح بكير بويوكباس إمام المسجد الكبير في إسطمبول بتركيا. وقد طافت مجموعة الكندي العديد من بلدان العالم، حيث صدحت بالمديح النبوي المصاغ بأشعار عميقة الدلالات والممزوج بترانيم موسيقية تخاطب الروح والوجدان.


ومن منطقة أجمير بشمال الهند، جاءت مجموعة "الشيشتي"، التي عكست ارتباطا روحيا بتراث إسلامي عريق. ذلك أن أعضاء هذه المجموعة الذين يقدمون فن "القوالين" (السماع) مرتبطون بمقام قطب روحي وولي صالح في الهند، اسمه محيي الدين الشيشتي، فمنذ القرن الثاني عشر، تاريخ وفاة هذا الأخير، وأجداد هذه المجموعة يقيمون بجوار مزار القطب المذكور الذي يفد إليه الكثيرون من داخل الهند وخارجها، ولاسيما من باكستان والعراق وإيران. وفن "القوالين" الذي تقدمه مجموعة "الشيشتي" يقدم عادة في الحفلات الجماعية، خصوصا تلك المتعلقة بتقليد سنوي يعتبره مريدو الطريقة الشيشتية بمثابة عرس، يتعلق الأمر بتاريخ وفاة شيخهم الأكبر، ويفسرون ذلك بكون مغادرة الحياة الدينية هي في الواقع فرح بلقاء الله عز وجل، ومن ثم اعتبروا هذا الحدث عرسا يستحق الاحتفال به من خلال الأذكار والابتهالات والأناشيد الدينية.
  
 


فعاليات يومي الإثنين والثلاثاء




أجانب جاؤوا إلى فاس خصيصا لحضور مهرجان الثقافة الصوفية:
 
فرقة من جزر القمر ومجموعة الطريقة الشرقاوية تأخذان بألباب الجمهورتتواصل بمدينة فاس إلى غاية 24 أبريل فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الصوفية الذي يقام هذه السنة تحت شعار "التصوف والشعر"، وذلك بمشاركة مجموعات للإنشاد والسماع الدينيين من سوريا والهند وجزر القمر وتركيا والعراق ومصر، بالإضافة إلى البلد المنظم المغرب.


في هذا الإطار، احتضن فضاء "متحف البطحاء" التاريخي عشية الاثنين، حفلا صوفيا أحيته مجموعة من الطلبة القمريين الذين يتابعون دراستهم العليا بالجامعة المغربية، حيث قدموا باقة من الأمداح النبوية مستعينين بآلات إيقاعية فقط (الدفوف والطبل)، ما استأثر باهتمام الجمهور الحاضر الذي كان مكونا في غالبيته من سائحين أجانب وفدوا خصيصا إلى المغرب من أجل حضور هذه التظاهرة ذات الطابع الروحي.

وقبل انطلاق الحفل، ألقى طالب من المجموعة المذكورة كلمة أوضح فيها أن مجموعته تقدم أناشيد دينية عربية، ليبين أن جذور سكان جزر القمر ليست إفريقية فقط، وإنما أيضا هي عربية وخاصة من اليمن.وقال الطالب محمد بدوي مولانا آل الشيخ إن الشعب القمري شعب متصوف ومعروف عنه حب العلماء والصالحين وآل البيت النبوي الشريف، وأشار إلى أن القصائد والأمداح الدينية عادة ما تقدم خلال حفلات الزواج وذكرى المولد النبوي الشريف وفي حوليات المشايخ أي الذكرى السنوية لوفاتهم؛ مضيفا أن تلك القصائد تُنشَد كذلك في الحلقات المسماة الدائرة والمقصود بها زوايا المشايخ والأولياء الصالحين.وأضاف أن جزر القمر تتوفر على طرق صوفية كثيرة، على رأسها الطريقة الشاذلية التي ترجع نشأتها إلى أبي الحسن الشاذلي (وهو من أصل مغربي)، علاوة على الطريقة القادرية والرفاعية وغيرها...

ومساء الثلاثاء، أحيت مجموعة الطريقة الشرقاوية من أبي الجعد حفلا في نفس الفضاء (متحف البطحاء) تضمن سماعا صوفيا وإنشاد مجموعة من القصائد والأمداح النبوية. ويطلق على القصائد الدينية التي تؤديها هذه المجموعة المكونة من عشرة أفراد، اسم "العمارة البجعدية"، وتكمن فرادة تلك الأمداح في أنها من تأليف أولوياء وفقهاء أبي الجعد، كما أنها ذات إيقاعات خاصة لا توجد إلا في هذه المدينة، وتحمل القصائد المؤداة دلالات روحية قوية، الشيء الذي جعل الأجانب ينسجمون معها ويستشعرون معانيها ويدخلون في حالة انصهار واندماج قوية معها، رغم أن أغلبهم لا يفهمون اللغة العربية.والجدير بالذكر الطريقة الشرقاوية لأبي الجعد تأسست في مطلع القرن التاسع الهجري (السادس عشر الميلادي) من طرف سيدي بوعبيد الشرقي، وقد أعطت هذه الطريقة مجموعة من الأولياء والصالحين كان لهم باع طويل في نشر المعرفة والتصوف، من بينهم محمد المعطي الشرقاوي صاحب "ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج" التي تقع في 76 جزءا.
 
 
 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free