http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الطاهر بن جلون يتسلم جائزة
 
في حفل مغربي صرف تحييه مجموعة ناس الغيوان
الطاهر بن جلون يتسلم جائزة الأركانة بالرباط
10:52 | 29.11.2010 سعيدة شريف | المغربية
 
على غير العادة، وبعيدا عن تاريخ 24 أكتوبر الذي اختاره الشاعر الفلسطيني محمود درويش تاريخا لتسلمه جائزة الأركانة في دورتها الثالثة سنة 2008، التي لم يمهله الموت لتسلمها في الفضاء الأثير لديه، وتسلمها بدلا عنه شقيقه أحمد
 
 
وسط حضور بهي لمجموعة من الأصدقاء من الشعراء العرب والمغاربة، ينظم "بيت الشعر في المغرب" ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، يوم 13 دجنبر المقبل، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حفل تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي فاز بها برسم هذه السنة، وفي دورتها الخامسة، الشاعر والكاتب المغربي المقيم بين المغرب وفرنسا، الطاهر بن جلون، الحاصل على جائزة الغونكور، وعضو تحكيم هذه الجائزة الفرنسية الرفيعة.

لم يكن "بيت الشعر في المغرب" يرغب في تغيير تاريخ تسليم الجائزة، لكنها مشاغل وظروف الشاعر الفائز الطهر بن جلون، التي تحكمت في الأمر، فلم يكن بإمكانه الحضور في ذلك التاريخ، ولا في التواريخ التي تلته، والتي سبق وأعلن عنها الشاعر نجيب خداري، رئيس بيت الشعر في المغرب لـ "المغربية"، ولم يكن من الممكن تنظيمها في الشهر الجري، لأن قاعة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، كانت محجوزة.

وفي تصريح لـ"المغربية" ذكر الشاعر مراد القادري، عضو المكتب المسير للبيت، أن حفل تسليم الأركانة العالمية للشعر هذه السنة سيكون مغربيا صرفا، لأنه سبق وعيب على الجائزة انحيازها للشعر الأجنبي والعربي، وعدم اهتمامها بالشعر المغربي، فهذه كما قال القادري، فرصة لإعادة الاعتبار للشعر المغربي، وخاصة للمتن الشعري الفرانكفوني.

وأضاف القادري أن حفل الجائزة ستحييه مجموعة "ناس الغيوان" بناء على اقتراح من الشاعر المتوج، الذي سبق وكتب عن هذه المجموعة الغنائية المغربية الذائعة الصيت، كما سيصدر البيت بالمناسبة نفسها، منتخبات من شعر الطاهر بن جلون، قام بترجمتها إلى اللغة العربية والتقديم لها الناقد خالد بلقاسم، كما سيصدر بالموازاة مع الحفل عدد جديد من مجلة "البيت" سيتضمن حوارا مطولا مع الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، ومنتخبات من شعر الراحل خير الدين، وقصائد أخرى باللغة الفرنسية، تتصدرها قصيدة للشاعر المتوج بجائزة الأركانة، الطاهر بن جلون.

فبعد فوز الشعراء: الصيني بيي ضاو، والمغربي محمد السرغيني، والفلسطيني محمود درويش، والعراقي سعدي يوسف، بجائزة الأركانة العالمية للشعر في دوراتها السابقة، جاء الدور على الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، الذي بدأ إنتاجه الأدبي بكتابة الشعر، كما جرى الالتفات للمتن الشعري الفرانكفوني، الذي لا يقل أهمية عن نظيره المكتوب باللغة العربية. وقد جاء في تقرير لجنة تحكيم الجائزة، التي تشكلت هذه السنة من الشاعر محمد السرغيني رئيسا، ومحمد العربي المساري، وعبد المجيد بن جلون، وحسن نجمي، وعبد الرحمن طنكول، ومحمد بناني، ونجيب خداري، وخالد بلقاسم أعضاء، أن استحقاق التتويج بجائزة الأركانة العالمية "لا يكرس الطاهر بن جلون شاعرا مغربيا منصتا لحوار العالَمِ وحسب، بل يكشف، أيضا، تعدد الألسن واللغات في خريطة الشعر المغربي المعاصر، وحيوية هذا التعدد في إغناء الشعرية المغربية".

وأضاف التقرير "بالشعر بدأ الطاهر بن جلون الكتابة، قبل أن تقوده إلى السرد، لكن من غير أن يتنكر لفتنة البداية الشعرية ووعودها. هكذا أتاحت له الكتابة، على مدى قرابة نصف قرن، إقامة خصيبة بين شكلين إبداعيين، عرف الطاهر بن جلون كيف يدير حوارا سريا بينهما بما يقوي وشائجهما، في ممارسته النصية، ويجعل كلا منهما يتغذى من الآخر".

وارتبطت كتابة الشعر عند الطاهر بن جلون، منذ إصداره "الذاكرة المستقبلية، أنطولوجيا الشعر المغربي الجديد" عن "دار ماسبيرو" سنة 1976، الذي قدم فيه، للمرة الأولى، شعراء مغاربة باللغتين الفرنسية والعربية، ودواوينه الشعرية، التي بدأها بـ "رجال تحت كفن الصمت"، وأنهاها بمجموعته الأخيرة "جِنِين وقصائد أخرى"، بألمِ الإنسان وبالدفاع عن قيم الحرية والكرامة، وهو الارتباط، الذي تشعب في ما بعد، منصتا لهذا الألم لا في بعده الوطني وحسب، وإنما، أيضا، في بعده الكوني.

مارس الشاعر الطاهر بن جلون الكتابة بما هي مسؤولية، وتصدى شعره للقضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تحضر في منجزه انطلاقا من رصد فداحة الدمار، ومن إدماج الشهداء الفلسطينيين في البناء النصي، بما يستتبعه هذا الإدماج من تفاصيل صامتة، تخول للقصيدة أن تواجه النسيان بلغة رفيعة، وأن تدين الخراب بإيقاعِ الكلمة الشعرية واستعاراتها.
 
مختارات شعرية ترجمها خالد بلقاسم بمناسبة جائزة الأركانة
قصائد من ديوان 'ظلال عارية' للشاعر الطاهر بن جلون
يصدر "بيت الشعر في المغرب" بمناسبة تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر للشاعر المغربي الطاهر بن جلون، مختارات شعرية للشاعر المتوج تحت عنوان "ظلال عارية: منتخبات شعرية للشاعر الطاهر بن جلون" قام بترجمتها من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية الناقد والمترجم خالد بلقاسم.

جاء في مقدمة الديوان "يتوزَّعُ هذا المسارُ إلى محطّاتٍ مُتباينة، تتحدَّدُ بقصيدَةٍ طويلة أو بمجموعةٍ شعرية، بل إنّ الحُدودَ بينهما تَضيقُ أحياناً، في إنجاز الطاهر بن جلون، كما هي، تمثيلاً، حالُ قصيدة "حديث الجَمل"، بما يضمنُ لِمفهوم المجموعة الشعرية خصيصَتَيْ التماسُك والانسِجام. لِهذه المحطّات البانية للمسار الشعري علاماتُها البيِّنة من الإصداراتِ التالية: "رجالٌ تحت كفن الصّمت"، "نُدوبُ الشمس"، "حديث الجَمل"، "أشجارُ اللوز من جروحِها تموت"، "في غفلة عن الذكرى"، "مارسيليا مثل صباحِ أرَقٍ"، "مُصابٌ بالصحراء"، "صاعِداً الرّماد"، "مجهولو الهُوية"، "جِنين وقصائد أخرى"".

يُغطّي هذا المُنجَزُ الشعري أكثرَ من أربعةِ عقودٍ من الكتابة، ويَطرَحُ على القراءةِ أسئلة تَمَسُّ، من جهة، علاقة بدايَتِهِ، في ستينيات القرن الماضي، بالشعر المغربي المُعاصر، وتَمَسُّ، من جهةٍ أخرى، مَفهومَيْ الهُوية والاختلاف، ومسألة عُبور المُتخيَّل المغربي والعربي إلى مادّة الكتابة، أي اللغة التي بها تتحقق المُمارسة النصية. بالنسبةِ إلى الشّقِّ الأوّل، اِنطوتْ بدايَة الطاهر بن جلون على التصوُّر ذاتِهِ الذي وَجَّه الشعرَ المغربي المكتوبَ بالعربية في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، فيما كشفَ الشّقُّ الثاني عن الحمولة الثقافية التي اِخترَقت اللغة الفرنسية في الإنجاز النصي للطاهر بن جلون، وهيّأتْ لهذه اللغة حياةً موشومة بأثر الذات الكاتبة. إنه الأثر البَيْنِيُّ المُتحصِّلُ من مُحاورةِ اللغةِ الفرنسية لثقافةٍ مُختلفةٍ عنها.
 
وهذه بعض المقتطفات الشعرية من الديوان:
أطفالٌ يَعشَقون الأرض
حُفاةً يمْشونَ على الطينِ المُبْتَلّ
المَصيرُ مَرْسومٌ
على جناحِ طائرٍ مُهاجر

*****

بعيداً
ينحني النّهار
كيْ يمْحوَ الفقر
ويَجْمَعَ تِِِينَ الموت
****
اليَدُ
تَرْسُمُ شمساً
تُوقِفُ الجدارَ الذي يَتَحرّكُ
هي يَدٌ
كبيرةٌ كالحُلم
ناعِمة كالغابة
عَجَنَتْ
خُبزاً بطعْمِ الأرض
ومِلحِ السماء

******

شيِّد سُكناك
في الكلام المحفوظ
على حافةِ العبارة.
لا تكن عجولاً
اُنظر إلى عُشب الكلمات
الطفلُ
سوفَ ينزلُ سَرخَسَ المغيب.

*******

اِمرأةٌ
أرضٌ هشّة
رَجَّتْها الرياح
على جسدك
أثرُ وجهٍ
فتحهُ النسيان
في صوتِك
ذكرى سرير هدّمه
منفى سُباتٍ عميق.


مِنْ بلادي
أتاني نَهارٌ
بطيب المِسْك
في غِطاءٍ من أغصان

في بلادي
لا نُعيرُ
بل نقتَسِم
لا نُعيدُ الصّحْنَ قطّ
فارغاً
نَضَعُ فيه
خُبزاً
حبّاتِ فولٍ
قليلاً من المِلح
 
الشعر، الحياة
الطاهر بن جلون

" لا قلبَ لطائرٍ كيْ يتغنّى في دغَلٍ من الأسئلة". هكذا ينعتُ روني شار الشاعرَ المثقل بالانشغالات اليومية، المُتحدر من بلدٍ حيث الأسئلةُ مشاكل، حيث الشعر ليس موسيقى تصاحِبَ غروب الشمس، حيث الكاتب شاهدٌ يقظٌ ومسؤول.

كنّا نتمنّى أن نكتبَ تزجيةً للوقت، من أجل التغنّي بجماليات العالم، للاحتفاء بالزمن السعيد. لكنّ السعادة ليست في حاجة إلى الأدب. إنّ الحياة المُكتملة والمُنسجمة والمتوازنة ليست في حاجة إلى الشعر. إنّ مثلَ هذه الحياة هي مجرّد خيال. الحياة صِراع يقتضي كلّ يوم إنقاذ روحنا وأحيانا جسدنا. الشاعرُ يعاندُ قصْـدَ تغيير العالم بكلماته وتغيير الناس بإرادته وأمنيته في الخير. غير أنّ الشعر لا يغيّر الإنسان والعالم فقط، بل يندِّد بهفوات الذات، يعمِّقها ويبرزها. صحيحٌ أنّ هناك أملا مهما وإلا لن يكتب أحد ٌ:

الشاعر هو الذي يتكلم في حِضن الزمن. إنه في الزمن، مُختبئ كالقـنّاص في غابة غامضة. إنّه، كما يؤكّد ذلك ويليام فولكنر في روايته "أنا أحتضر" هو الذي يتحقّق من " وجع ويأس العظام التي تنفتح، الحبة الصلبة التي تُشدّ على الأحشاء المنتهكة للأحداث". إنّ الشعر هنا، في هذا الاقتضاء المطلق، لا يترك مكانا لأي شيء إلا لوجَع العالم الذي ينتشر كل يوم أكثر بين الناس الأكثر حاجة والأكثر إهمالا. الرجال والنساء الذين ينامون كي يحتمون من الريح، من الغبار ومن احتقار أناس آخرين.

ينبعث الشعر من هذا الرماد الذي تنبت عليه، من غير توقع، الوردةُ التي تكذّب مخاوفـنا وانقباضاتنا.

لا يشكّل الشعر حِصارا ضِدَّ الفقر، لكنّه ذرّة الصمت التي تثبت الكرامة في جوهرها. إنّه يعكسُ في أعيننا جمال السماء، براءةَ نظرة الطفل الذي لا يطلب أيَّ شيء من العالم الذي يتجاهله. الشاعر يندّد، يصرخ، يهزّ الضمائر من غير أن يتمكّن من الانتصار.

أتذكر حديثا مع الفقيد محمود درويش حول لا جدوى الشعر. فبفضلِ حياةٍ كلُّها شعر، كان بالإمكان أنْ نعتقدَ أن فلسطين ستحرر. لقد رحلَ مُتعبًا، منكسرا بسبب انعكاسات هذا التوهم. لكن في المقاومة وبالمقاومة يُشيّد الإنسانُ كرامته كإنسان، أي كشاعر.

في "المسكونون" يضع ألبير كامو على لسان ليبوتين ما يلي: "ينبغي أنْ نذهبَ إلى ماهو أكثر استعجالا، هو أولا أن يأكل الجميع. أما الكتب، الصالونات، المسارح فإلى ما بعد. إنّ فردتيْ حذاء أفضل من شكسبير". إنها طريقة فظة لطرح مشكل حقيقي. ماذا تساوي قصيدة، وماذا يساوي كتاب أمام رجل يموت جوعا؟ أمام شعب سُلبت أرضه؟ نسيته الهيئاتُ الدولية؟ ألقيَ به في المخيمات في انتظار عودة إلى البيت تبدو أكثر فأكثر وهمية؟ من البديهي أنّ الشعرَ لا يمنحُ الأكل ولا العدالة لشعب مُمزّق من قبل مستعمر طاغ . لكنْ عِند الاستعجال، يتوقّف الشعرُ ويتركُ المكانَ للفعلِ كيْ لا يأكل الإنسان فحسب، وإنما أيضا كيْ تُصانَ كرامتُه. إنَّ صيانة الكرامة هي نوعٌ من القصيدة.
الصراع من أجل الكرامة هو بامتياز فعلٌ شعري. إنه ليس أمرا تجريديا أو تخييليا. إنه واقعٌ لا يمكنُ دحضُه.

أنْ نجعلَ الحياة ترقص! أنْ نجعلها تغنّي في أنفسنا، في آمالنا والمطالبة بأن تكون عادلة، جميلة وكريمة. في هذا الموقف تَكمنُ القصيدة. إنّ الحياة هي الخلود الذي يلتحق بنا ويرغمنا على الدفاع عنها وإلى تجنيبها أوساخ الرداءة. لهذا فالشعر نادر. لا يقبلُ أيَّ ضعف ولا مُساومة. إنه مستقيمٌ وعنيد ولا يقبلُ التواطؤَ ولا اللـّغو. الشعرُ قاسٍ مثله مثل الرياضيات. الشعر من الطبيعة نفسها: لا يساوم مع الحقيقة. صحيح، كما يلاحظ هرمان ملفيل " إن للحقيقة المعبّر عنها من غير تواطؤ حدوداً ممزقة". الأمر هو نفسه بالنسبة للشعر الذي يَسخر كثيرا من حدوده التي مزقها الشقاء الذي يعلو على النجوم التي تُغرينا.

الزمن هو الحراق الأكثر اندماجا بالنسبة للشعر. إنّ قوة القصيدة تكمُن في مقاومتها للزمن والتاريخ، لاشيءَ يتحرّك ولا شيءَ يضعف أو يشحُب.

فرجينيا وولف (1882-1941) التي لم تكنْ شاعرةً كتبت في "بيت جاكوب": " أحب الجمل التي لا تتحرك حتى ولو مرت فوقها عدة جيوش. أحب أن تكون الكلمات من فولاذ. لهذا الشعر وحده سيبقى حينما ستنسى الإنسانية كل شيء".هذا ما نلاحظه اليوم: نستشهد بالشعراء وليس بالروائيين أو المؤرخين، نجعلُ منهم شهودا ونقول من بعدهم: " كما قال المتنبي، أحمد شوقي، شكسبير .. إلخ". و في هذا المساء، وكما محمود، أنا أيضا أحـِنّ إلى خبز أمي. واسمحوا لي أن أذكّركم بهذه القصيدة التي كتبها الراحل محمود إلى أمه سنة 1996:

إلـى أمّــي
محمود درويش

أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي

خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبِ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي..
بخصلةِ شَعر..
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع..
لعشِّ انتظاركْ..

(كلمة الشاعر الطاهر بن جلون المتوج بجائزة الأركانة العالمية للشعر لسنة 2010، التي سيلقيها يوم 13 دجنبر المقبل، في الحفل المخصص لها بالرباط، والمترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية من طرف الناقد عبد الرحمان طنكول).
 

 
 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free