http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  لماذا لن أشارك في أنشطة معرض الكتاب ؟
 
لماذا لن أشارك في أنشطة معرض الكتاب ؟
كتبها : مجموعة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في السبت، 29 يناير، 2011


لماذا لن أشارك في أنشطة معرض الكتاب ؟
عبد اللطيف محفوظ
للمرة الثانية في أقل من شهر أضطر لإصدار بيان حقيقة آخر لأؤكد أنني في توافق تام مع زملائي في المرصد، وأن ما يروج من جديد ليس سوى تلفيقات مغرضة تريد النيل من حركتنا الثقافية ، بل تريد الإيقاع بصداقات سرمدية عميقة تتعالى عن المصالح على اختلاف أنواعها..
إن ما يروج من كوني سأشارك في فعاليات المعرض ليس سوى ذريعة لتشجيع المدعوين على قبول الدعوة، على اعتبار أن أحد المراصدة مدعو، وذلك من خلال قيام البعض بتمرير الدعوة التي توصلت بها من المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب ضمن رسالة جماعية. وإذا كان البعض ممن توصلوا بنفس الدعوة أو مررت لهم قد اتصلوا بي مستفسرين ليس عن المشاركة وحسب بل عن مصير حركتنا وكل الهيئات الجمعوية والعلمية التي نشتغل بداخلها ، بل حتى عن علاقتي بصديقي الحميم شعيب حليفي. وقد أكدت لهم أنني لن أشارك طبعا، لكن تبين لي أن الرسالة وهي تتناقل بهذا الشكل تحاول أن تفيد ضمنيا أن المراصدة منقسمون على أنفسهم. ولذلك صار واجبا علي أن أوضح موقفي الثابت والنهائي، ليس موقفي المندمج ضمن موقف المراصدة الذين يتكاثرون بشكل غير مسبوق والذين بات موقفهم معروفا للجميع. بل موقفي الشخصي أساسا، وسيتضمن الإجابة على الاتهامات الضمنية الموجودة في رسالة الكاتبة العزيزة الزهرة رميج التي لمحت إلى كوني قد شاركت سابقا في ما أنتقده الآن وخاصة في اللجن:
- أولا أنا لم يسبق لي إطلاقا أن قاطعت أنشطة وزارة الثقافة ولا لجنها، ببساطة لأنني منذ أن أصبحت أدعَى لمؤتمرات دولية بالعالم العربي وأوروبا ولندوات وطنية ـ وقد زامن تحقق ذلك وصول المبشرين بالديمقراطية إلى تسيير دواليبها في إطار ما سمي بالتناوب ـ لم أحظ قط بأية دعوة للمشاركة لا في اللجن ولا في الأنشطة أواللقاءات بما فيها تلك التي أعتبر من القلائل المتخصصين في موضوعاتها، ولا في بعثات تمثلية للخارج، والواقع أن منة هذا الإقصاء يشمل عددا كبيرا من المثقفين والكتاب المغاربة المرموقين والجادين الشرفاء.
كما لم يسبق لي إطلاقا أن قاطعت الكتابة في مجلتها الأساس "المناهل" ببساطة أيضا لأنني لم يسبق لي أن تلقيت دعوة للكتابة في أحد محاورها، ولا بد أن ذلك يعود إلى تطبيقها لمبدأ تكافؤ الفرص بين الكتاب المغاربة، والذي من تجلياته الرائعة، التمييز بين الكتاب ليس في توجيه الدعوات للكتابة بل في التعويض أيضا..
ويبدو أن هذا الإقصاء هو تفعيل للدمقراطية من وجهة نظر من حملتهم حكومة التناوب للمناصب في هذه الوزارة، وهي دمقراطية رائدة في طمر تكافؤ الفرص وإعلاء شأن الحظوة لدى المسئولين، ومن بعض نتائجها قصر التمثيلية الخارجية على المقربين وفق صفة ما سياسية أو علائقية، أهم سماتها التبعية.. حيث لا يهم بعد ذلك القدرة التمثيلية العلمية والمعرفية للمنتدبين، علما أنهم يساهمون في رسم صورة مستوى الثقافة الوطنية. وتحويل مناسبة المعرض الدولي للكتاب إلى مناسبة لتوزيع الهدايا المادية المتمثلة في توفير الإقامة بالفنادق الراقية، والتعويض الذي قد يكون مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات، وقد تستمر الإقامة مددا أطول لذوي الحظوة، والهدايا المعنوية المتمثلة في إشاعة الاسم بالنسبة لفئات والاحتفاء بإصدارات فئات أخرى وتمييزها كما لو كانت مؤلفاتها الجديدة تحفا علمية، رغم أن التجربة أثبتت أن قراءته بعضها يعتبر بمثابة مضيعة للوقت.
ومن خلال قراءة برامج الدورات السابقة يتبين إن المعيار الوحيد الذي يبرر دعوة البعض دون البعض الآخر وتعديد مشاركات البعض دون البعض، وعقد ندوات لقراءة كتاب دون الاهتمام بعشرات الكتب، هو المزاجية وتنفيذ سياسة التقرب لغاية ما، وسياسة تكريس الأسماء عوض الأفكار، دون أن ننسى وجود بعض الدعوات الملتبسة التي قد تكون رشاوى مقنعة، أو تغطية على طبيعة السياسة المتحكمة في الانتقاء سواء للمشاركين المغاربة أو الأجانب. وغالبا ما تكون هذه الدعوات المفبركة في اللحظات الأخيرة إما لإرضاء فلان أو علان أو لمداراة إحراج مكالمة، أو لإسكات البعض. وكل ذلك للتمويه على حقيقة النسق العام. وما يكشف حقيقة هذا النوع من الدعوات كونها مرتجلة وبدون موضوع، لأن الهدف الأساس منها هو إصباغ المصداقية على اللعبة التي تتحكم الأيادي الخفية ـ العلنية في شد حبالها من بعيد..
- ثانيا أصبح ثابتا أن أغلب الندوات بدون نتيجة معرفية، لأنها كلها خاضعة لمبدأ الكلام الخفيف (لايت) وغير مرتبطة بمشروع معرفي ما واضح المعالم. وأغلبها بدون أوراق عمل ولا أرضيات معرفية صلبة،الشيء الذي يجعلها تبدو ترجمة لأفكار متناثرة في أوقات قياسية..
وبناء على ما سبق، فإنني أثمن مواقف زملائي، أما بالنسبة لي فكما وضحت لا أقاطع لأنني من عشرات الكتاب الذين أعفتهم الوزارة من مقاطعتها لأنها قاطعتهم منذ عقد من الزمن، بل أرفض دعوة المكتب المركزي لاتحاد الكتاب لأن الندوة التي دعيت لها بدون موضوع، وتدخل في النمط الذي سميته تبييضا للنسق. ثم لأنها بشراكة مع الوزارة.
لا يعتبر رفضي للدعوة ومقاطعتي السنة السابقة وهذه السنة موقفا دائما بل مرحليا في انتظار سيادة المعايير الشفافة والموضوعية التي على أساسها تتم دعوة المشاركين، وعلى أساسها تتعدد مشاركة البعض دون البعض. ويتم الاحتفاء بكتابات دون أخرى.. وعلى أساسها نقتنع بتعدد مشاركات البعض عدة مرات في كل دورة وفي كل الدورات.. ومنها الفعالية خلال السنة والإشعاع الوطني والعربي والدولي، والرصانة العلمية. وسيادة الموضوعية في اختيار لجن قراءة منشورات الوزارة والكتب المدعمة من قبلها.. ووجود لجنة علمية حقيقية تعمل طوال السنة للتهييء العلمي للندوات وغير ذلك.. أي حين تصبح المشاركة في فعاليات المعرض مناسبة لمكافأة من يستحق، وليست حكرا على أمزجة ما..


 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free