وطني .. هذا القادم مرفوع الهامة
ربما لم يستوعب بعد جيراننا لافي الشرق المغاربي ولافي شمال المتوسط أن جارا لهم إسمه المملكة المغربية قد تجاوزعتبته الأولى في تدشين عهده الجديد منذ عشرسنين .. وهو قادم من دون شك إليهم بإصراروعزيمة ـ ملك وشعب ـ من أجل صقل ذلك الألق والبهاء التاريخي العظيم الذي نقشه الأجداد على مرمرالذكرى بدم الذود وحبرالعلوم ونورالحضارة التي بلغت أمداؤها إلى تخوم السينغال جنوبا وطبرق شرقا وبلاد الغال شمالا ... المغرب هذا القادم إليكم وهو منخرط في خمسينيته الثانية بعد الإستقلال بمفهومه الجديد للسلطة وبمجتمعه المدني المصطخب المتماوج الملتف حول وحدة ومقدسات الأمة ... مغرب قادم إليكم مرصع الكتفين .. مرفوع الهامة .. واثق الخطوة يمشي ملكا وشعبا إلى تحقيق نموذجه المغاربي العربي الإفريقي المتفرد الذي عجزت عن تحقيقه ديكتاتوريات ليس لشعوبها أحلام ... يامعشريعرب في قناة الجزيرة وفي كل القنوات المأجورة من يدلني على شعب واحد فيكم قادرفي رمشة أسبوع أن يتوحد ويستجمع صفه ثم ينزل إلى الشارع بثلاث ملايين متطوع ، لايصرخوا ويرفعوا الشعارات المنددة بأحابيل التآمرعلى وحدتنا الترابية ولكن ليقولوا للأصدقاء والأعداء أننا شعب (واعر) .. قد نصبرعلى الجوع والعراء وشظف العيش إلا المس بأرضنا ... وما أسرعنا حين ينادينا الوطن . وطننا هذا القادم إليكم ممتشقا حقه وحقيقته التاريخية والجغرافية .. لقد آن للتاريخ بيننا اليوم أن يجهربحقيقة الجغرافيا ... وآن للجغرافيا التي بيننا أن تجهربحقيقة تاريخها ... فسبتة ومليلية من سيادتنا وليس من سيادتكم ... أم إستهوتكم لعبة النسيان وغركم منا إيلاء ظهرانينا إلى ثغورنا وجزرنا وانشغالنا بالذود عن حوزة صحرائنا العزيزة ... أتدرون أن إحتلالكم لهو أكبركذبة قد عمرت طويلا في تاريخ الإحتلالات .. فمتى ستعلنون للعالم وتعترفون بأخطائكم وبزيف ظلالكم على الأرض التي تحتلون...
|
