طنجة المشهدية تحتفي في دورتها السابعة
بالوسائطية والفرجة المسرحية
المغربية
يحتضن فضاء متحف القصبة بطنجة وقاعة الندوات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 5 يونيو 2011، الدورة السابعة من الندوة الدولية السنوية لفرقة البحث في المسرح التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بكلية الآداب بتطوان، والمركز الدولي لدراسات الفرجة، وباقي شركائهم، تحت شعار "الوسائطية والفرجة المسرحية". وتتميز هذه الدورة على غرار سابقاتها بحضور باحثين ومفكرين ومبدعين مختصين في دراسات الفرجة عامة والوسائطية خاصة، والمنتمين إلى أكثر من 12 دولة من القارات الخمس، على رأس هؤلاء المفكرة الألمانية إريكا فيشر، مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين الألمانية، وكابرييل براندسلتر، وكريستل فايلر من الجامعة الحرة ببرلين، ونيكولا سافاريس، مؤسس المعهد الدولي لأنثروبولوجيا المسرح رفقة أوجينيو باربا، وحسن المنيعي، عميد النقد المسرحي بالمغرب، وأندي لافندر، عميد البحث بجامعة لندن ورئيس مجموعة الوسائطية والفرجة المسرحية بالفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، وفوزية أفظل خان، مديرة برنامج الدراسات النسوية بجامعة مونت كلير الأمريكية، وشخصية الدورة، مؤسس المسرح الإذاعي بالمغرب، أستاذ الأجيال عبد الله شقرون، والمؤلف المسرحي المتميز محمد قاوتي، المدير العام لمؤسسة "البيان"، والمدير الجهوي للثقافة بأكادير، الباحث عز الدين بونيت، وثلة كريمة من الباحثين في مجال المسرح بالجامعة المغربية، أمثال يونس لوليدي من كلية الآداب ظهر المهراز بفاس، وحسن يوسفي من المدرسة العليا للأساتذة بمكناس، ونوال بن ابراهيم، وبوحسين مسعود من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وزهرة مكاش، من كلية الآداب بأكادير، وآخرين… وتتوزع أشغال الندوة على محورين أساسيين: المحور العلمي يتناول موضوع الوسائطية في المسرح، فيما يتضمن المحور الميداني أنشطة فنية موازية، تحتضنها فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق كمتحف القصبة، ورحاب كلية الآداب بتطوان، ومنها ما هو مفتوح كساحة المشوار بالقصبة، وحدائق المندوبية، ومواقع أخرى بالمدينة القديمة بطنجة. وإضافة إلى ذلك، تتميز الدورة بحفل توقيع آخر الإصدارات المسرحية الوطنية والعربية، والدولية، وأيضا بتكريم أحد رموز المشهد المسرحي والإعلامي المغربي عبد الله شقرون. وفي تقديمها لهذه الدورة، تشير اللجنة المنظمة إلى أن "الممارسة المسرحية شهدت في العقود الأخيرة تغيرات عميقة، نتيجة ظهور وسائل إعلام وتقنيات رقمية جديدة، فأصبحت تتحكم في إنتاج وتلقي العديد من العروض المسرحية المعاصرة، دراماتورجيا بصرية، ومؤثرات رقمية قلما يمكن إخضاعها للنص الدرامي. تضع الصيرورة الوسائطية اللغات الواصفة موضع تساؤل، كما تستلزم الدفع بالجمهور إلى اختبار هاوية التمثيل باستحضار وسيط معين، ضمن وسيط آخر. ورغم أن التراتبيات والاختلافات بين الحضور الحي والنسخة المسجلة (كالإحداثيات المكانية والزمنية، الفروقات بين الأصل والنسخة) هي متداخلة في ما بينها، فإنها تزحزح الافتراضات المسبقة حول الحضور والتمثيل، وتعمل على تغيير إدراك المتلقي. وهذا التحول في الإدراك لا يقلل من جودة الفرجة الحية، وإنما يؤكد – كما ترى الباحثة الألمانية إريكا فيشر- أن الأداء الحي والأداء الوسائطي لا يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض". وتضيف اللجنة أن "تزايد الاهتمام النقدي بالوسائطية في المسرح المعاصر، يسعى إلى تقصي أشكال تعاطي الفرجة المسرحية للمضاعفة. فمن المؤكد أن هذه الظاهرة، التي أصبحت خاصية مميزة لبنية التفكير، تتوزع خطابات عصر "ما بعد الحداثة" لدى الغرب، ومقابلها في الضفة الجنوبية "ما بعد الاستعمار". إذ لم يعد العالم مجرد فضاء شاسع من العناصر المتنقلة/المتحركة، بل فضاء من "الذوات الانعكاسية" المستقبلة والحوارية في أبنيتها. وإذا كنا سجلنا دخول بعض التجارب المسرحية العربية في هذه الدائرة، التي وصفها هانس ليمان بـ "مسرح ما بعد الدراما"، والتي تتميز عموما بحوارية تقعيرية وانزياح متعمد للسيميوزيس المسرحي عن التسنين الخطي المعتاد، فإن ما تقوم عليه هذه التجارب يدفع إلى تأجيل القبض على المعنى، ذلك الذي لم يعد ينبثق من انتساب إلى مدلول موضوعي خارج مدار المسرح بقدر ما ينبني (كسيميوزيس)، ضمن العلاقة الحرة الناشئة عن حلقة الأثر المرتد، التي تؤطر علاقة المؤدين والمتفرجين داخل فضاء الفرجة ذاتها. ألم يحن الوقت إذن للتحقيق في هذه الممارسات المسرحية، التي أصبحت تغزو المسارح العربية المعاصرة؟". في هذا الاتجاه، تسعى الندوة، كما جاء في كلمة اللجنة المنظمة، إلى تعميق التفكير في تواتر النصوص والفضاءات الوسائطية، ومختلف العلائق الوسائطية المتاحة بينها، ضمن تفاعل الوسيط المسرحي المتسم بالحيوية والمباشرة مع تقنيات السينما والتلفزيون، والتقنيات الرقمية خاصة، سواء في ضوء النقاشات النظرية، أو ضمن مسارات التأمل، الذي تخضع له أشكال الأداء والتقبل المسرحيين لهذه النصوص المفعمة بحيوية الوسائطي. من هنا، فإننا ندعو الباحثين والفنانين الجادين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تأمل وتفكير الإشكاليات المختلفة، التي نراها مؤطرة للنقاش في المحاور الخمسة التالية: - مكانة الفرجة المسرحية الحية في إطار ثقافة تسيطر عليها وسائل الإعلام والاتصال الرقمية. - التراتبيات والاختلافات بين الفرجة الحية والفرجة الوسائطية. - الواقعية الموسعة، وإعادة صياغة مفاهيم علوم المسرح. - التكنولوجيا، الاتصال المتزامن، وجسد ما بعد التمثيل. - المنعطف الفرجوي في المسرح العربي المعاصر وأسئلة "ما بعد الدراما".
|