قناة (الجزيرة ) والنفاق الإعلامي
هل كنا في حاجة إلى مشاهدة ذلك الفيديو(الفضيحة) الذي بثته قناة (الفيحاء) العراقية والمتعلق بزيارة أميرقطرلإسرائيل واستقباله من طرف وزيرة الخارجية الإسرائيلية وعضوحزب كاديما (تسيبي ليفني) حتى نتأكد بالدليل القاطع على أن العديد من القادة العرب في السرأوالعلن كانوا ومازالوا (تايسيلو ريوكهم ) كما قال الملك الراحل الحسن الثاني غداة لقائه بالوزيرشيمون بيريزبمدينة إفران في أواسط ثمانينات القرن الماضي وردود الفعل في الشرق الأوسط التي أعقبت هذه الزيارة وخصوصا في سوريا حيث بلغت درجة الغضب إلى الإعتداء على السفارة المغربية هنالك ... أقول أن العديد من الزعماء العرب كانوا ومازالوا (تايسيلو ريوكهم ) لكي يرتبوا الإتصالات ويتبادلوا الزيارات السرية مع العديد من وجوه الديبلوماسية الإسرائيلية المعروفة ، لكن ماهو أشد أثرا وأعظم وقعا من هذه الزيارة السرية القطرية التي إنفلتت مؤخرا من قمقم الفايس بوك هوهذا النفاق الإعلامي الذي تتمكيج به قناة (الجزيرة) التي تشبه فعلا جزيرة معزولة يقتات إعلامها فقط على زرع الكمائن وتفريخ المكرالسياسي والنفاق الإعلامي والكيل بمكيالين ...
إطلاق هذه القناة المشبوهة كقنبلة ذرية على الخارطة العربية قبل عقد ونصف جاء من دون شك ضمن إستراتيجية إعلامية محبوكة تهدف بالأساس إلى إضرام الفتن بين طوائف المجتمعات العربية الإثنية والسياسية والعرقية والدينية تنفيذا لأجندة غايتها تقسيم المقسم في الخارطة العربية إستكمالا لما تبقى من تقسيم إستعماري بائد منذ أواخرالقرن التاسع عشر... كل هذا خدمة لأسيادها في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ... ولنتساءل مع هذا الزعاف الإعلامي ، لماذا تكتمت هذه القناة النابتة على أرض دولة قطر، على هذه الزيارة المعلومة في (خفاء) والسرية في (فضيحة) إذا كانت حقا قناة (مستقلة) ومنبرا لمن لامنبرلهم كما تدعي في إعلانها الرئيسي ؟ لكنه وكم من مرة تبين بالملموس وفي الكثيرمن المواقف والأحداث السياسية أنها فعلا منبرا لمن لامنبرلهم فحسب لشرذمة من الخونة السياسين الإنفصاليين اللاجئين إلى الدول الغربية والذين كل غاياتهم الإنقضاض على كراسي السلطة في دويلات مصطنعة لاوجود لها إلا في أوهام أطماعهم الشخصية .
هذه الزيارة الحدث وهي حدث الأحداث في الوقت الراهن لما إكتنفها من تعتيم وتكتم إعلامي لقناة الجزيرة التي دأبت على إطلاق صواريخها المسمومة من أرض قطرفي الجهات الأربع .. هذا الحدث يؤكد أن لجوء المغرب إلى إغلاق هذا البوق الإعلامي المشبوه وإقفال مقره بالرباط كان فعلا إجراءا متعقلا ورصينا لأن صبرالمغاربة قد نفذ .. إذ لاتسامح مع المساس بوحدة ترابنا الوطني .
لاجرم أننا في حاجة إلى إعلام عربي مستقل ومسؤول .. إعلام قطري متطوروحر.. يواكب حركية المجتمعات العربية .. ينتصرللمستضعفين .. يقدس الخبروالمعلومة وينزههما عن كل مزايدات تروم إبتزازومساومة السلطات الشرعية المحلية في هذا القطرأوذاك وأخيرإعلام ينتصرللحداثة ويحترم وحدة الشعوب وخصوصيات هوياتها .
إن مايطفح اليوم على سطح الخارطة العربية من قلاقل وفتن وعمليات إرهابية وهرولة غيرمسبوقة في التاريخ العربي إلى الإنشقاقات والتحريض المقصود على الإنفصالات وخلق كيانات سرطانية في جنوب الوطن العربي كما هو الحال (في السودان واليمن والصومال والصحراء المغربية و...) ماهوإلامحصلة طبخة إعلامية تتمكيج بمساحيق الديموقراطية والدفاع عن حق الشعوب في تقريرمصيرها إعتمادا على قرارات أممية ليست الغاية منها سوى توسيع هذا الشرخ في جسد الخارطة العربية والإيغال ما أمكن في ما تبقى من عمليات تقسيم هذا المقسم العربي من المحيط إلى الخليج .
هذه القناة الملغومة (الجزيرة) التي تقوم على أرض قطرعربي كيف ياترى يمكن أن يكون رد فعل المسؤولين القطريين لوأن قناة فضائية مغربية أوحتى إذاعة مغربية مستقلة مغمورة فجرت خبرهذا الفيديو(الفضيحة) في إحدى نشراتها الإخبارية ؟ قد لايحتاج الجواب إلى إرهاق أذهاننا في التفكيروالتحليل السياسي وتمثل عواقب ذلك بحيث أن الآلة العسكرية الإعلامية في (قاعدة) قناة (الجزيرة) لن تتردد في توجيه قاذفاتها إلى المغرب مع العلم وكما يعرف ذلك كل المهتمين الإعلاميين والمتتبعين أن هذا البلد الأمين والآمن قد وفرلمكتبها بالرباط كل أجواء العمل اللائقة والمتفردة في العالم العربي والتي لاتتمتع بها حتى في حضن (أمها) قطر، بل أكثرمن ذلك لقد رخصت الرباط لقناة الجزيرة إطلاق حصاد مغاربي يبث كل مساء على الساعة العاشرة نشرة مغاربية حرة بالطول والعرض وكثيرا ما وجه هذا الحصاد قذائفه الإعلامية إلى الصدرالأرحب الذي إستضافه وأغدق عليه من كرم إنفتاحه الديموقراطي وكثيرا أيضا ماتسببت رياح هذا الحصاد المغاربي في توترالعلاقة بين المغرب وجيرانه سواء منهم المناوئيين لوحدته الترابية أوالذين يلوحون بين حين وآخربفزاعة الإعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية ...
إن قرارالحكومة المغربية القاضي بإغلاق مكتب الجزيرة بالرباط هوقرارأملته بالأساس ضرورة الحد من الضربات تحت الحزام التي توجهها هذه القناة إلى مقومات وحدتنا ورموزسيادتنا وكان من الأولى لهذه القناة أن تلتفت على الأقل ولومرة واحدة إلى زلازل الأرض التي تقف عليها والبئرالإعلامي العكرالتي ترتوي منها لكن كما يقول المثل المغربي (الجمل ما تايشوفش حدبتو)
|