قبعة ويكيليكس
هل العالم بات يلعب على شفيرحرب كونية !!؟ حرب ليست كمثيلاتها في القرن الماضي ، تجرجرها إيديولوجيا شمطاء إلى وديان الدم المقدس الذي حرمت سفكه كل الأديان والشرائع الإلاهية ؟
هاته الآن حرب ثالثة تحمى على نارإلكترونية هادئة قد تستعرفي العشرية القادمة لتأتي على اليابس والأخضروتحرق بنيرانها رقميتها مايسمى في سيادة كل دول العالم ب(سري للغاية) تلك الشفرة /الطلسم التي تتغيى الحفاظ على المصالح العليا للدولة وتأمين ما أمكن إستمرارإسقرارها وأمنها الداخلي ...
مناسبة هذا الكلام العابر، طبول القيامة القادمة التي قرعها موقع (ويكيليكس) والتي بلغت زهاء 250000 وثيقة سرية نثرها الموقع (السيء الذكر) على قارعة الإنترنت لتتفرج على أحابيل أسرارها كل الشعوب سواء منها المنغمسة حتى أذنيها في بحبوحة الدولارأوالشعوب الغارقة حتى أذنيها في لهيب الأسعاركي يلمس الجميع وبالدليل القاطع ما يصنعه الإنسان بأخيه الإنسان ...
السؤال الذي شغل رأي الخاص والعام في هذه الأيام الأخيرة هوكيف بل من هذا المارد الذي إستطاع فك شفرات الصناديق الفولاذية المرصودة للعبث على راحته ومهله بالملفات الساخنة في أرشيف الخارجية الأمريكية وعلاقتها الطيبة بحلفائها الشرقيين أوصراعها المحتدم مع دول (محورالشر)
لقد لاحظ جل المتتبعين درجة الغيظ الذي صعد إحمراره إلى مقلتي السيدة كلينتون في ندوتها الصحفية الأخيرة ولوحظت أيضا درجة الإمتقاع والتوترالتي علت محياها المهيب وهي تتوعد بالرد اللائق وفي الوقت الملائم بإعادة عفريت (ويكيليكس) إلى قمقمه والطوح بزجاجته السحرية إلى قعرالأقيانوس الأسترالي .
طبعا في كل جدالاتي السياسية العابرة على رصيف الشارع العام أوفي حلقات المقاهي أعقب على رأي محدثي قائلا : فلنصمت أحسن وأفيد لنا ياصديقي فنحن معا لسنا سوى فضوليين لسبب بسيط هوألاأحد فينا جميعا بقادرعلى أن يفك ويفطن أي بالدارجة المغربية (يعيق) بمقالب ويكيليكس ومقاصده ومن وكم عدد الرؤوس العربية المطلوبة في المسرحية القادمة ... ثم ألا يذكرنا عري (ويكيليكس) بعري (لوينسكي) التي كانت قاب قوسين أوأدنى من أن تهدم سقف العائلة كلينتون لولا رباطة جأش السيدة الرصينة هيلاري وتفطنها للعبة القذرة التي كانت تحوم حول بيتها الأبيض الحميم ...
والأكيد أخيرا أن تكنولوجيا المعلوميات باتت تهدد الكثيرمن الكيانات السياسية والإقتصادية سواء بالإفتراء عليها أوبالصدق الوثيق ... إما عن طريق الوثيقة الرقمية الدامغة أوعن طريق التوضيب الماكروالمخادع للفيديوهات السياسية القصيرة وبالتالي نطرح السؤال الأخير: ألا يمكن أن يكون تسريب ال 250000 أرنبا من قبعة ويكيليكس مجرد (ملهاة) أو(لهاية) أخرى من أجل إقتراف المزيد من المناورات السياسية وترتيب بيت العالم بديكوروتأثيث وأضواء وشخوص وإخراج جديد !!؟
وجوابي : الله أعلم .. الله أعلم ، ألم أقل لكم قبل قليل أنني مجرد فضولي !!؟
|