فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فتح الله بوعزة
(1)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ
تَنْتَهِي الْبَجَعَاتُ مِنَ الرَّقْصِ:
تَغْسِلُ مَاءَ الْحَوْضِ
وَ عُرْيَ السِّباحَةِ
وَ الصَّحْوَ الْمَشْدُودَ إِلَى قَدَمَيّْ !
(2)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ
يَنْتَهِي الْقَنَّاصُ مِنَ الرَّقْصِ:
تَطْرَحُهُ الْبَجَعَاتُ بَعِيداً
خَلْفَ بَيَاتِ الْخُيُولْ !
(3)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ دَائِماً
يَكْبُرُ الْخَوْفُ
يَحْبُو الْغَرِيبُ إِلَى نَسْلِهِ
وَ يَدَاهُ عَلَى حَاشِيَةِ الزِّحَامْ!
(4)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ دَائِماً
يَنْتَهِي كُلُّ شَيْءٍ:
دُخَّانُ الْحَلاَّجِ، وَ خِلاَّنُهُ الْمُتْعَبُونَ مِنَ الصَّحْوِ
وَ الْعَادِيَاتُ الْمُتَّكِئَاتُ عَلَى رَغْوَةِ الزِّلْزَالِ
(جِوَارَ أَبِي تَمَّامٍ وَ مَنْ مَعَهُ مِنْ حُرَّاسٍ وَ جَوَارٍ مُحْتَشِمَاتٍ !)
رَصِيفُ الْقِيَامِ / رُوَاةُ الْغِوَايَةِ
وَ الْفِينِيقُ الْهَارِبُ
مِنْ رِيحِ النِّسْوَةِ الْبَاقِيَاتِ
الْمُتَّكِئَاتِ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ!
(5)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ دَائِماً
بَيْنَ الرَّشْفَةِ وَ ارْتِعَاشِ الرَّمَادِ
تَضِيقُ الْمَرَايَا بِالْبَجَعَاتِ
وَ مَا شَابَهَ ذَلِكَ مِنْ غُبَارٍ
وَ أَقْرَاصٍ لِعِلاَجِ الرَّبْوِ
وَ دَاءِ الْفَالِجِ
وَ الْجُدرَانِ الْمَعْجُونَةِ بِالدَّمِ وَ الْحَلِيبِ
إِلَى آخِرِي... !
(6)
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ دَائِماً
يَنْتَهِي كُلُّ شَيْءٍ
تَقْرِيباً
يَبْدَأُ كُلُّ شَيْءٍ :
رُمَاةٌ يَقِيسُونَ حَجْمَ الْكِنَايَةِ
بَيْنَ الْبَيْتِ وَ نَافُورَةِ الدَّمِ
فِي الشَّارِعِ الْخَلْفِيِّ
رُعَاةُ الْمَوْتَى الْمُقْبِلِينَ إِلَى مَوْتِهِمْ
فِي ضَجِيجٍ تَامٍّ
جَوَارِي الْمَدِينَةِ
يَصْرِفْنَ الْهَوَاءَ عَلَى مَهْلِهِنَّ
كَمَا لَوْ كُنَّ طَبِيبَاتٍ
دِيكُ الْجِنِّ الْغَامِضُ
وَ الْبَلَشُونُ نَدِيمُ الثَّعْلَبِ
وَ الْجُدرَانُ الْمَعْجُونَةُ بِالدَّمِ
وَ الصَّيْدُ وَ الْعَثَرَاتُ إلى آخري
وَ مَا شَابَهَ ذَلِكَ... !
يَبْدَأُ كُلُّ شَيْءٍ
فِي الْوَقْتِ الْمَائِلِ دَائِماً
فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ فَقَطْ !
شاعر من المغرب
Fathallah63@yahoo.fr