حكاية شعبية :
(باشْ درتي يا يدّي تودّي) 1
محمد الراشق
كان يا ماكانْ حتى كان لحبق والسـّوسان، والملك مالكو الرحمانْ ونصلـّيوْ على نبينا العدنان،
ياسادة ياكرامْ
هذا واحد الملك فارسي يعني (من بلادْ فارس) تعيش هاني فالمملكة ديالو، وحاسّ باللي دايرينْ بهْ وزارا ومستشارين، سامعين طايعين، والشعبْ على عايشْ مايرامْ بالتـّمامْ... ومنين كان دوامْ الحالْ من المحال، الملك فيوم من ليـّام، وهو فوسطْ الحمّامْ، اكتشف باللي ذاتو اهزمْ عليها ( البرصْ) وقريب يوصلْ الوجهو، الأطبا ء حاولو ولكن بلا نتيجة، الملك تغيراتْ حوالو، وقرّرْ يسدّ عليهْ وما يخرج لنـّاسْ، وفنفس الوقتْ المستشارين والوزارا ،اتصلو بكل الأطباء اللي تيعرفو واللي تيسمعو بهمْ، وكل واحد تيجي تيديرْ شي محاولة، والنتيجة ديما والو.
وفواحد النهار اظهر فمملكة ملك الفرس واحد الرجل من بلاد اليونان، اشهر راسو باللي اطبيبْ حكيم، وعارف باسرار اكثيرة واعلومْ كبيرة، وكانت ديانتو مسيحية، أما ديانة الفرس فكانت هي الماجوسية، ومنين دوّزْ يّام ساق لخبار المرض الملك، وفالحال اقصد باب لقصر واطلب يقابل لوزيرْ " شامان" وبالفعل رحبْ بهْ وسوّلو: أشنو الغاية من الزيارة؟ وفالحال الحكيم قالوا:
- أنا عندي علاج يداوي الملك من البرص فرمشتْ عينْ.
ومنينْ ردّو لخبار على الملك قال ليهمْ:
- أنا عييت من كلام الأطباء، قولو الهاذْ الحكيمْ إيلا داواني بالصحّ غادي نهديهْ اللي ماتيحلمشْ بهْ ، ويكون طبيبي الخاص، ويلا افشل، غير يعوّلْ على راسو يطير، ويكون عبرة ليهْ وللغيرْ...
لجكيمْ اقبلْ وازعمْ، وقبل اللي اسمعْ بلا ما يندمْ/ وفالحال اطلب من الملك يحيّدْ الباسو باشْ يعالجْ باسو، وكانت طريقة العلاج غريبة مافيها لادهنة ولا عشوبْ، ولا وصفة كلها كذوبْ ، العلاج يركـّزْ عليهْ بالنظرْ، وبالزربة يتحقـّقْ لأمرْ...
ومن بعد دقايقْ معدودة، صبحاتْ الحكمة مشهودة، البرص طار، والملك ادهشْ وجارْ وهو تيتمتـّعْ بذاتو ف،لمرايا، وقال ليه:( ياحكيم: من هذا اللحظة بلاصتكْ معايا وحدايا.) وفالحينْ آمرْليه بأغلى الهدايا، وارجّعو اصديق وونيس، الساعة شكون يخلــّيهْ "يبليسْ" يتمتع باللي جاهْ ، حيث لوزيرْ" شامان" حسدو وبغضو، وعملْ كلّ ما فجهدو، باشْ يمحي أثار لحكيمْ، وهذي هي حالة كل ماكرْ الئيمْ.
ومن بين ما اقنع به الوزير شامان الملك حيث قالو:
- يامولاي ماتنساسْ باللي هاذ الساحر راه جانا من اليونان بلاد الديانة المسيحية، وحسيتْ باللي هو جاسوسْ جا يقضي على دينتنا " الماجوسية"
ردّ عليهْ الملكْ:
- ولكن ياوزيري لكبيرْ، هاذ لحكيمْ راه دواني وهنــّاني.. وهنا قاليهْ شامان:
- يامولاي راهْ دواكْ بالنظرة، ويقدّ يقتلك بها منين يحسّ باللي اتمكـّنْ ويقدّ يفتنْ.. وبقا عليهْ حتى تاقْ وانسى الخير وآمر بالراسْ يطيرْ...
ومنين مسكينْ جابوهْ فالحينْ حرّاسْ لقصر، تخلط عليهْ لآمرْ، وعيا مايشرحْ ويزاوكْ، الساعة الله الله حسّ باللي" الفاسْ طاحتْ فالرّارسْ"2، والملك عمّروهْ وسواسْ... ومنينْ تيقـّن باللي غادي يتـّدفن خاطب الملك وقال:
- يامولاي آمرهمْ قبلْ موتي نرجعْ لدّارْ، باشْ نهديلك كتابْ لعجايبْ ولغرايب،واللي منينْ تقلــّبْ صفحاتو وتلقى صفحة ( دوا الموتْ،) حط عليهْ راسي يدوي، وانت غير اتمنى وحتى من الموتْ غادي التهنــّا...
الحراس الدّاوْ لحكيمْ وردّوهْ ، وبوثاقْ حديدْ شدّوهْ، والسياف خدّمْ سيفو البطــّارْ 3، وفرمشة العين الرّاسْ طار....شومان افرحْ، وقدّمْ الراسْ المغدورْ، والملك بدا عقلو تيدورْ مع لكتاب اللي قدّامو، وبدا تيقلـبْ الصفحات، وفلكثيرْ تيلقاهمْ ملاصْقات، وهنا بدا تيستعمل ريقو باش يفكّ الورقة على ختها، وبدا الوقت يفوتْ، ومازالْ ما وصلش لصـّفحة المقصودة واللي عليها مكتوبة عبارة " ادوا الموتْ" لكتاب كان كبير، ومع الصفحات اللاصقاتْ كيفْ يدير؟ ماينفعو غيرْ الرّيق والريق والريق، وفجأة قبطو حريق، وماجا يقولْ (آحْ )حتى تقطعْ طرافْ، كلشي صاحْ: ( أناري هذا السمّ الهاري...) 4 وهكذا الملك اللي اسمع لوزيرو،ز خـْضا جزاء لغدرْ، واللي زادْ حيّرْ فلأمرْ، الصفحة اللي وصلـّها الملك كان مكتوب عليها: ( هذا اخلاصْ لغدرْ- وباشْ درتي أيدّي تودّي...)
وهكذا حكايتنا مشات مع الوادْ ، وراكمْ افهمتوها يلجوادْ....
محمد الراشق باحث بمركز اليونسكو
الثقافات الخميسات - المغرب
1- مثل مغربي: يدل على أن ثمن اليد الخيرة جزاءها الخير، وثمن اليد الشريرة جزاءها الشر.
2- مثل مغربي يعني : لامفرّ فالتنفيذ حاصل.
3- القاطع، حيث يقولون يقطع الشعرة لحدّته
4- السمّ الذي يمزق الأعماق وبعض الأجزاء الخارجية سمّ خطير