http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الجنديّ في الغابة
 
الجنديّ في الغابة
كتبها : مجموعة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في السبت، 8 يناير، 2011
الجنديّ في الغابة
باولو كويلو
 
ترجمة عزّة الطويل
حين كنت أتسلّق درباً يصل إلى جبال البيرينيه، باحثاً عن مكان أمارس فيه الرماية، وقع نظري على معسكر للجنود الفرنسيين. حدّق إليَّ جميع الجنود، لكنني تظاهرت بأنني لم أرَ شيئاً (حسناً، جميعنا يصيبنا بعض البارانويا من أن نُتهم بأننا جواسيس) وأكملت طريقي.
وجدتُ المكان المثالي، قمت بتمارين التنفس التحضيريّة، ثم لاحظت عربة مسلّحة تقترب.
اتخذتُ فوراً موقع الدفاع، وسلّحتُ نفسي بأجوبة لأيّ سؤال من الممكن أن يُطرَح عليّ: لديَّ ترخيص لاستخدام القوس، المكان آمن تماماً، وأي اعتراضات هي من شأن حرّاس الغابات وليست من شأن الجنود ...إلخ. مع ذلك، ترجّل كولونيل من العربة، سألني ما إذا كنت كاتباً وأخبرني بعض الحقائق المثيرة عن المنطقة.
ومن ثم، متغلّباً على خجله الواضح إجمالاً، تابع ليقول إنه هو أيضاً كان قد ألّف كتاباً، وشرح لي الطريقة الغريبة التي بفضلها تحقق ذلك.
كان هو وزوجته يقومان برعاية طفلة مصابة بالجذام، ولاحقاً نُقلت الطفلة، التي كانت أساساً تعيش في الهند، إلى فرنسا. ذات يوم، شعرا بالفضول للقاء الفتاة الصغيرة، وذهبا إلى الدير حيث كانت تعتني الراهبات بها. أمضيا ظهيرة جميلة، وفي النهاية، سألته إحدى الراهبات ما إذا كان يفكر في المساهمة في إعطاء التعاليم الروحية لمجموعة من الأطفال الذين يعيشون هناك. أوضح جان بول سيتو (اسم الكولونيل) أن ليس لديه أيّ تجربة في التعليم، ولكنه سيفكّر في الموضوع لبعض الوقت، ويسأل الله ما الذي يجب عليه القيام به.
تلك الليلة، بعد الصلاة، سمع الردّ: "بدلاً من مجرد تقديم الإجابات، حاول معرفة ما هي الأسئلة التي يريد الأطفال أن يسألوها".
بعد ذلك، خطرت لسيتو فكرة زيارة العديد من المدارس وطلب إلى التلاميذ أن يكتبوا كل ما يودّون معرفته عن الحياة. وشدد أن تطرح الأسئلة عبر الكتابة كي لا يخاف الأطفال الأكثر خجلاً من أن يطرحوا أسئلتهم أيضاً. تم تجميع كل الأسئلة في كتاب L'Enfant qui posait toujours des questions منشورات Altess، باريس (الطفل الذي كان يطرح دائما الأسئلة).
وهنا بعض من هذه الأسئلة:
إلى أين نذهب بعد أن نموت؟
لماذا نخاف من الغرباء؟
هل سكان المريخ والكائنات الفضائية موجودون حقا؟
لماذا تقع الحوادث حتى للأشخاص الذين يؤمنون بالله؟
ماذا يعني الله؟
لماذا نحن نولد إذا كنا سنموت في النهاية؟
كم عدد النجوم التي في السماء؟
من اخترع الحرب والسعادة؟
هل الله أيضاً يستمع إلى الذين لا يؤمنون بالله نفسه (كاثوليكيون)؟
لماذا هناك فقراء ومرضى؟
لماذا خلق الله الذباب والبعوض؟
لماذا لا يكون ملاكنا الحارس إلى جانبنا حين نكون حزينين؟
لماذا نحب بعض الناس ونكره الآخرين؟
من سمّى الألوان المختلفة؟
إذا كان الله في السماء ووالدتي هناك أيضاً لأنها ماتت، فكيف يكون حياً؟
آمل من بعض المدرسين، إذا قرأوا هذا العمود، أن يتشجّعوا على القيام بالشيء نفسه. بدلاً من محاولة فرض فهمنا الهرم عن الكون، قد نُذكَّر ببعض الأسئلة من طفولتنا التي لم نلقَ أجوبتها حتى الآن .

 

 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free