http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الفلسفة بين الغرب والشرق: التراكم والهدم
 

الفلسفة بين الغرب والشرق: التراكم والهدم
 



نورالدين علوش- المغرب
 
لم تتطور الفلسفة في الغرب، إلا باعتمادها على ثقافة التراكم ؛ في حين أن الشرق لم تعرف الفلسفة فيه ازدهارا بسبب غياب ثقافة التراكم وطغيان ثقافة الهدم.
 
فالمشاريع الفلسفية العربية المطروحة في العالم العربي ( الجابري وحنفي وتيزيني واركون والجابري..) ، لم تؤسس على ثقافة التراكم بل نجد ها تعتمد على هدم المشاريع الاخرى لتقيم بنيانها على العكس من المشاريع الفلسفية الغربية حيث نجد الانسجام والترابط والتراكم هو السائد .
 
نعم في القدم كانت الثقافة العربية الإسلامية تعتمد على التراكم سواء في الفقه ( مذاهب فقهية ) أو النحو ( البصرة والكوفة ) او الفلسفة ( الكندي والفارابي وابن سينا....) ؛ أما الآن فلقد سادت ثقافة الهدم والتراكم وفلسفة القطيعة بين المثقفين في العالم العربي ، ليس في المحال الفلسفي بل حتى في المجال السياسي . على العكس من ذلك نجد أن المشاريع الفلسفية الغربية يغلب عليها الطابع الجدلي والتاريخي والتراكمي فمثلا نجد أن فلسفة هابر ماس تعتمد على كانط وماركس ، وماركس يعتمد على هيغل وهكذا...فالمدارس الفلسفية الغربي حققت الكثير من النتائج بفضل هذا المنهج واستطاعت أن تسيطر عل المجال الفلسفي سوار بصياغة المفاهيم و بإبداع النظريات و بخلق مناهج جديدة...                    
لما نحن فلا زالت ثقافة التحطيم هي السائدة ولانجد أي ترابط بين تلك المشاريع الفلسفية ؛ ها هو الجابري قد ترك مدرسة فلسفية كبيرة فهل هناك من التلاميذ من سيكمل المهمة .؟
 
وها هو أركون الفيلسوف الفرنسي من أصل جزائري قد ترك مدرسة مهمة فهل من خلف يتابع المهمة؟
 
لا وألف لا مادامت ثقافة الهدم هي السائدة في بنية العقل العربي بالمقابل نجد أن المدرسة الفلسفية الغربية وعلى سبيل المثال مدرسة فرانكفورت النقدية لازالت قائمة ونحن اليوم في الجيل الثالث منها على رأسهم اكسيل هونيث ( مدير مدير معهد فرانكفورت )وسيلا بنحبيب ( استاذة جامعية في امريكا من اصل تركي) بعدما عرف الجيل الثاني هابرماس وابل ..
 
فلامناص لتقدم الفلسفة عندنا من سيادة ثقافة التراكم والاعتراف بالأخر. ولا بد من العمل على سيادة ثقافة البناء وليس ثقافة الهدم .
 
فلازال الطريق أمامنا لتشهد الفلسفة العربية ازدهارا وتقدما.
 
اسبانيا والمغرب: اسر التاريخ وعقدة الجغرافيا
 
لم تتحرر اسبانيا من اسر التاريخ وعقدة الجغرافيا؛ فلازالت العقلية الاسبانية أسيرة الماضي سواء على مستوى الإعلام أو السياسة او الثقافة .
 
بالرغم من دخول اسبانيا إلى عصر الديمقراطية سنة1 198- فلازالت اسبانيا لاترى في المغرب سوى عدوها الاستراتيجي ( في عقيدتها العسكرية) وجارها المزعج المصدر للازمات والكوارث .
 
وها هي الأحداث الجارية تؤكد على مدى عدائيتها للمغرب شعبا وحكومة وأرضا، حيث أن الإعلام الاسباني فضح نفسه بتزوير الحقائق وتمرير المغالطات حيث حاول التضخيم من ضحايا أحداث العيون ( بالمناسبة كلهم من أفراد القوة العمومية) وتوظيف صور لضحايا الاعتداء الإسرائيلي غزة من اجل تشويه سمعة المرغب حومة وشعبا .
 
فاسبانيا تحاول التغطية على احتلالها لمدينتي مغربيتين والجزر الجعفرية وجزر كناري ، بمساندة البوليساريو ودعمه ماليا وإعلاميا حتى لايطالب المرغب باسترجاع مدنه المختالة عل غرار ما وقع لمدينة هونغ كونع وجزر ماكاو التي استرجعتهما الصين سلميا وعن طريق اتفاق .
فلماذ تبقى مدن المرغب مستعمرة ومرحلة الاستعمار قد ولت؟
 
ولا ننسى أن الملك الراحل سنة 1985 قد دعا الى خلية تفكير في مستقبل المدينتين ، لكن هذا المسعى لم يلق أذانا صاغية وفي نفس الإطار دعا الملك محمد السادس 2002 إلى التفكير في هذه القضية لكن بقيت دار لقمان على حالها.
 
والجدير بالإشارة إلى هناك من الأسبان من يدعو إلى استرجاع سبتةومليلية إلى المغرب من بينهم ؛ الدبلوماسي المتقاعد ماكسيمو كاخال دعا في كتابه" سبتةومليلية وجبل طارق " ثم الكاتبين اينريكي كاراباثا واكسيم دي سانتوس في كتابهما" سبتة ومليلية أخر المستعمرات".
 
 
نتساءل لماذا المغرب لا يوظف منظمة ايتا في صراعه مع الأسبان؟
 
ولماذا لايدعم مطالب الكاتلان في الانفصال؟
فللمغرب مجموعة من الأوراق التي يمكن لعبها جيدا في الساحة الدولية لمحاصرة اسبانيا /، ف الصيد البحري والهجرة والفلاحة....
 
لكن   المغرب بطبعه مدافع أكثر من اللازم ، فلا يتحرك إلا إعلاميا 
 
ونتساءل ما هي نتائج هذه الإستراتيجية؟
 
هل دفن المغرب رأسه في الرمال له نتائج جيدة؟
تعلمنا التجارب الدولية إن أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم ، فبعد تجريب الاستراتيجة الدفاعية التي لم تؤدي الى نتائج كبيرة فلماذا لايتم تطبيق الاستراتيجة الهجومية.؟
 
فمواقف اسبانيا لن تتغير بل بالعكس تزايد يوما بعد يوما وهنا استحضر ما وقع للمغرب في قضية جزيرة ليلى ؛ الايدفعنا الأمر إلى التفكير جديا في استراتيجة بديلة؟
 
فلماذ لانخوضها حرب إعلامية وسياسية ومخابراتية ؟
 
كيف يعقل أن اسبانيا تمارس حربا باردة ضد المغرب ونحن نقف مكتوفي الأيدي؟
فلا مناص من المواجهةوالخطابات لن تنفعنا في استرجاع الأرض ؛ فالمرغب مهدد في وحدته الترابية والثقافية والتحديات كثيرة فلماذا السكوت والصمت؟
فلنتحرك في إطار الدبلوماسية الثقافية والشعبية والبرلمانية والرسمية ، فالمسؤولية مشتركة بين كل الهيئات السياسية والنقابية والمدنية والفكرية .
 
فالقضية وطنية ملقاة على عاتق كل المغاربة سواء في الداخل أو في الخارج ونحن معروفون بتعلقنا بقضايانا الوطنية .
 
فلا زال الوقت في صالحنا ، لتدارك غيابنا عن الساحة الدولية ولملء الفراغ في الساحة المتوسطية.
 
فشعار تازة قبل غزةلن يمكننا من استرجاع أراضينا فلابد من العمل في جميع الواجهات والصعد للدفاع عن مصالحنا ، بالإضافة إلى ربط علاقات مع أحزاب اسبانية ومنظمات مدنية قريبة من أطروحاتنا وتدعم مصالحنا .
 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free