http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  tangerina
 


Tangerina
 



نَسِيمَة الرَّاوِي


.....
أَتَعَثَّرُ فِـي أَهْذَابِ حُلُمِي،
أَزْحَفُ سَدِيـمَةً،
طِيناً يَتَمَادَى فِـي الاغْتِرَابْ،
أُشَارِكُ صَوْتـِيَ الصُّعُـودَ،
أُغَنِّـي لِلْمَدِينَةِ..
..........
 (1)
أُهَدْهِدُ أَوْجَاعِيَ عَلَى سَرِيرِ الرُّوحِ
بِالْـحـُلُـمِ، لاَ بِالنِّسْيَـانْ؛
لأَنَّ طَنْجَةَ لاَ تَنْسَى وَضْعَ ذَاكِرَتِـي فِـي سَلَّتِهَا،
كُلَّمَا نَزَلَتْ إِلَـى الْـبَـحْـرْ..
(2)
فِـي طَنْجَةَ -بِخَرِيفٍ مَـا-
أَذْكُرُ أَنِّي ضَلَلْتُ طَرِيقِي إِلَـى الـنُّوطَاتْ؛
فَصَارَتْ تَعْـزِفُنِـي قِيثَـارَتِي عَلَى مَسَامِعِالْمَدِينَةِ..
(3)
فِـي طَنْجَةَ،
تَطْرُقُ الرِّيحُ نَافِذَتِي:
أَدْخِلِينِي
 يَطِيـرُ فَرَاشٌ فِي الْـحُـلُـمِ..
(4)
هَلْ كَانَ عَلَى الرِّيحِ الْمُثْقَلَةِ بتَبَارِيحِ الشَّوْقِ،،
أَنْ تَجْرِفَ كُلَّ مَا يَدُورُ بِبَالِ الـسَّـتـَائـِرِ الْـحَـمْـرَاءِ؟
فِـي فُـنْدُقِ الْمَنْـزَهْ..
هَلْ كَانَ عَلَى الْقَصِيدَةِ أَنْ تَخْرُجَ لِلْبَلَكُونَةِ؟
تُدَخِّنَ صُوَّرَهَا..
أَوْ تُذِيبُهَا قِطْعَةً قِطْعَةً فِي الشَّايِ،
لِيَـرِانِي
وَيَرِى فَرِاشَاتِي..
(5)
فِي طَنْجَةَ نَمْشِي مُتَوَازِيَيْنِ
لِنَتَـقَاطَعَ فِي الْهَشَاشَةِ،
نُسْقِطُ السَّمَاءَ مُتَدَحْرِجَةً مِنْ جِسْرِهَا
لاَ لِشَيْءٍ،
سِوَى أَنَّهَا تَلْتَصِقُ بِالْـبَحْـرِ عِنْدَ اللاَّنِهَايَاتْ..
 (6)
رَأْسِي الْمَغْرُوسُ فِـي كَتِفِهِ سُؤَالٌ وُجُودِيٌ لِلْمَرَايَـا..
مَاذَا أَكُونُ لَوْلاَ انْصِهَارُ الشَّكْلِ فِي الشَّكْلْ؟
مَاذَا أَكُونُ لَوْلاَ هَشَاشَةً تَتَسَكَّعُ حَافِيَّةً
فِي شَوَارِعَ طَنْجَةَ؟
مَاذَا أَكُونُ
...؟
(7)
فِي طَنْجَةَ لاَ نَرَى الصُّوَّرَ الْمُتَعَدِّدَةَ الأَبْعَادِ فِي قَصَائِدِ لُورْكَا،
بَلْ نَشُمُّ مِلْحَهَا مَمْزُوجاً بِرَائِحَةِ الْـبَـحْـرْ..
(8)
فِي طَنْجَةَ يَخْرُجُ الْـبَـحْـرُ مِنْ قُـبَّعَةِ سَاحِرٍ
تَخُونُهُ خِفَّةُ يَدِهِ..
(9)
كُلَّمَا أَوَجَعَتْنِي الْحَيَاة،
أَذَبْتُ قُرْصَ شَمْسٍ
فِي كُوبِ بَـحْـرْ..
تَتَشَابَهُ الْـبِـحـَارُ عِنْدَ الْغُرُوبِ،
لِهَذَا تَحْضُرُنِي كُوپَـا كَابَانَا
في الْـپْـلاَيَـا..
وَرُبَّمَا لأَنَّ هُنَاكَ تَطَابُقاً نِسْبِياً
فِي تَأْوِيلِ الْغَرَقِ..
(10)
أَنْتَـزِعُ حَـوَاسِّي عَلَى دَرَجِ الْـبَـاخِرَةِ،
كَيْ لاَ أَتَبَعْثَرَ فِي الأَزْرَقْ..
أَنْتَـزِعُ بَعْضاً مِنْ شَرَايِينِي
كَيْ لاَ يَنْكَسِرَ زُجَاجُ قَلْبِي
مِنْ فَرْطِ الْحُبِّ
أَنَـا وَأَنْتَ، وَطَنْجَةَ ثَالِثُنَا
فِي الأَسْفَارْ
........................
 
طَنْجَةَ 2010

 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free