- قراءاتي أصبحت قليلة في الفترة الأخيرة ، بسبب كثرة الانشغالات الحياتية
، وحالة وجودية من الملل واللاجدوى تتلبسني منذ مدة طويلة ، آخر رواية قرأتها كانت رواية الصديق يحيى القيسي الأخيرة 'أبناء السماء' ، وهي رواية جيدة فنيا ومحبوكة بطريقة ممتعة مع اختلافي الكبير مع مضمونها الميتافيزيقي رغم أنه يطرحه بشكل جديد ومختلف ، وقرأت قبلها رواية عبده الخال الفائزة بجائزة بوكر ، وهي رواية متوحشة بكل معنى الكلمة ، وتشبه الكوابيس التي ترتادني في ليالي الوحشة.كتاب ندمت على شرائه او قراءته.
- لا أندم على شيء أفعله فكيف بكتاب أشتريه أو أقرأه ، لكني أحيانا اشتري كتبا ولا تشدني لقراءتها ، مثلا رواية 'شيفرة دافنشي' اشتريتها منذ مدة طويلة ، وحاولت قراءتها أكثر من مرة من دون نجاح ، لم تشدني أبدا ، والرواية التي لا أشعر بها من أول كلمة أضعها جانبا ، لكن هذا ليس حكما معياريا ، هناك أعمال لا تشدني منذ البداية ، ولكن بعد قرائتها اكتشف عملا في غاية الدهشة ، حدث هذا مثلا مع رواية 'جابرييلا قرنفل وقرفة' لجورجي امادو ، اشتريتها وحاولت قراءتها لكن بدايتها كانت مملة تماما ، وبعد مدة طويلة ذات ليلة أرق أخذت بقراءتها ، ولم أتركها من يدي حتى أتيت عليها ، وهي رواية طويلة ، يعني يومين من دون نوم من المتعة والألم.
هل وجدت شيئا يروق لك في السينما أو المسرح؟ أم شاهدت شيئا لم يعجبك؟
- السينما هي قراءتي الحقيقية ، أنا مدمن سينما ، أجمل ما شاهدت مؤخرا كان فيلم 'آفاتار' ، فيلم مدهش وممتع لأقصى حد ، أحسست أني عدت طفلا فيه وأخذني لعوالم أحلم بعيشها ، بعد 'آفاتار' أصابتني حالة من التلوث المشهدي إن صح التعبير ، لم أعد استمتع بالأفلام العادية ، أريد كل الأفلام أن تصبح ثلاثية الأبعاد (3) ومدهشة ، وهذه معضلة ، لكني اتطلع للمستقبل وأحلم به بل اعيشه ، وهذا هو مستقبل السينما كما هو مستقبل الكتابة.
ما الذي يشد انتباهّك في المحطات الفضائية؟
- قنوات الأفلام بالدرجة الأولى ، تقريبا لا أشاهد شيئا سواها ، وهي تسليتي اليومية الحقيقية وقراءتي اليومية أيضا. عن طريقها أنمي الحس المشهدي لدي وأحافظ على بريقه وحداثته.
ماذا تكتب هذه الأيام؟
- لا شيء .
ما الذي أثار استفزازك مؤخراً؟
- لا شيء ، وأتمنى لو يوجد ، ربما لعاد للروح بعض وهجها.
حالة ثقافية لم ترق لك
- لا شيء غير عادي في الحقيقة ، الأمراض الثقافية هي نفسها في كل مكان ، والأشخاص نفسهم بغض النظر عن تغير الأشكال ، وهو شيء عادي وتعودنا عليه ، نتمنى أن يخرجوا لنا بمرض ثقافي جديد ومدهش وغير ممل كي نتفاعل.حالة أو موقف أعجبك.
- توقف أدونيس عن الكتابة ، مع أنه أخذ وقتا طويلا حتى يكتشف (لا جدواها).
ما هو آخر نشاط إبداعي حضرته؟
- مؤتمر الشارقة حول القصة التفاعلية في العالم العربي الذي عقد الشهر الماضي ونخطط أنا وجواهر والأولاد أن نذهب نهاية هذا الاسبوع إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب.
ما هي انشغالاتك الاجتماعية؟-
نذهب أنا وجواهر والأولاد وبعض الأصدقاء إلى البحر كثيرا ، مع أن جواهر لا تحب البحر ، لكنها تجاملني كالعادة ، شخصيا أعشق البحر كثيرا مع أني لا أعرف السباحة.
فرصة ثمينة ضاعت منك.
- لا يوجد.
ما الذي يشغل بالك مستقبلاً؟
- أن أخرج من الملل ، وربما أن أعود لمشروعي الابداعي في الكتابة الرقمية مع أنه تنقصني الروح ، وذلك الوهج الذي كان يشعلني في السابق هل لديك انشغالات وجودية؟
- لا يوجد.
ما الذي ينقص الثقافة العربية؟
- الصدق. الصدق مع الذات ومع الآخر ، الثقافة العربية حالة مجاملة ، تجامل التاريخ ، تجامل الحاضر ، وتجامل المستقبل ، وفي خضم كل هذا الكذب تنسى نفسها. هذا مع أن تاريخنا مشوه وحاضرنا مريض ومستقبلنا معتم ، ومع ذلك ترى كل هذا الكم الهائل من الدجل.
ما الذي ينقص بلدك على الصعيد الثقافي؟
- الصدق أيضا. بلدي ليس منبتا عن حالة الكذب الشاملة التي تعيشها الثقافة العربية.
هل أنت راض عما حققته حتى اليوم ، وهل تسعى لمنصب معين؟
- لا أعرف ، أعتقد أني نجحت في رمي حجر ضخم في بركة الثقافة العربية الراكدة وأربكت سكونها وهذا جيد ، أما المناصب فهي مضحكة تماما .