كيف تقضي يومك في رمضان؟ سؤال طرحناه على بعض الصحفيين والكتاب المغاربة لكي نعرف إلى أية درجة تنزاح طقوس يومياتهم عن عاداتها المتكررة في الأيام العادية .. وكيف تنقل عادات قراءتها وكتابتها .. وأخيراكيف تدبرزمن سمرها الطويل ؟
لحسن لعسبي
صحافي بجريدة الإتحاد الإشتراكي
في القراءة والقراءة والقراءة. في هذا الشهر أقرأ أربع إلى خمس كتب. تلك متعتي الكبرى. وأنا الآن أقرأ كتاب قيم عن تاريخ كريان سنطرال للأستاذ تقي، وكتاب تاريخ العلاقات المغربية البريطانية للأستاذ خالد الصغير ورواية "دروز بلغراد" لربيع جابر ومذكرات ليوطي حول المغرب التي أترجمها في حلقات يومية بجريدة "الإتحاد الإشتراكي". واتمشى يوميا ساعة كاملة قرب البحر قبل الفطور بساعتين..
محمود معروف
مراسل صحيفة القدس العربي بالرباط
بحكم طبيعة عملي لاشيء يتغيربيومي الرمضاني عن يومي العادي الالقاءالاصدقاء التي تتحول من لقاءات بعدالظهرالى اللقاءات بعدالفطور
إدريس علوش
شاعروصحافي بإذاعة كاب راديو
رمضان في بداياته وتحديدا في اسبوعه الاول يكون صعبا ومختلفا ومغايرا،وبمعنى اخر يغير كل استراتيجياتي في تدبير شؤون وقضايا وتفاصيل حياتي اليومية وعلى بساطتها تصبح في رمضان مركبة ومعقدة وصعبة للغاية.كيف اقضي يومي في رمضان ،فهذا سؤال صعب للغاية،لأنه اجرائي بالأساس،ويحتاج لكثير من التحايل على شأن النهار ليمر بسلام ودون "ترمضينة" تتغذى من ريح الشرقي و"سهض" الصيف.ليس لدي وصفة سحرية سوى ان أكون "بيتوتيا" وبامتيار في رمضان،وجود اطفالي الى جواري يثلج صدري ويقوي من اراداتي في التحمل،والغريب هما من يشعراني باني بدأت "اترمضن" ،ساعتها اضحك وأعيد عقارب ساعة المزاج الى رشدها وحالتها الاعتيادية.بين صفحات الكتب وشاشات الفضائيات يمر النهار،لكن بعد اذان المغرب يكبر العالم من حولي وتبدأ ساعات السعادة والمزاج العالي.ادريس علوش
محمد أحمد عدة
صحافي بجريدة أخباراليوم
اعمل بالجريدة طوال النهار الى حدود الثالثة، بعد ذلك اقوم بالتسوق واعداد الفطور وفي الخامسة أقرأ رواية أو شعر لا استطيع قراءة اكثر من ذلك احب على الخصوص السير الذاتية في رمضان
المصطفى لكليتي
كاتب مغربي
يومي في رمضان أخصصه للقراءة أي قراءة ماتراكم عندي خلال الموسم الدراسي الذي أضحى يجفف كل طاقة وقطرة عرق
لدي عناية خاصة في هذا الشهر المائز بالقرآن الكريم حيث أقف مليا عند دلالات اللفظ القرآني من الناحية اللغوية الصرفة . فمثلا كلمة كافر لاتعني فحسب الخارج عن طاعة الله والمضمر للكفر والمخفي للإيمان بل الكافر لغة هو الفلاح الذي يخفي الحب بين تجاويف الأرض وفي بعض البلدان العربية يطلقون على الحقل الكفر وهكذا دواليك .أقوم بسياحة لغوية تجمع بين الفائدة اللغوية والطرافة من جهة أخرى
فهناك عدة روايات على وجه الخضوص تشدني قراءتها وأنا قارىء نهم لكافة التجارب الروائية ، مادامت الرواية قادرة على رسم ملامح لحظات قوية في الحياة ، أنتقل بين عدة أعمال والتي تأخذ سحابة النهار فبعد قراءة " النبطي " ليوسف زيدان و" نزهة الدلفين " ليوسف المحيميد ، بين يدي رواية يوسف فاضل " قط أبيض جميل يسير معي " وراية " زمن العودة إلى واحة الأسياد " لعبده حقي والبقية ستأتي ..
أتلافى سخافة البرامج التلفزية السمجة وإن عرضت علي كرها في مجلس عائلي أشعر بالمضاضة فشركات الهادفة إلى الحث على الإستهلاك تتحكم بسلطتها على الذوق العام
أبوالقاسم الشـــبري
باحث أثري
طقوس رمضان الجميلة بالمغرب التي يتلاقى وينسجم فيها الروحاني بالاجتماعي بالترفيهي تجعلك تشرك الليل بالنهار والنهار بالليل، كما تجعل المتفطن يفهم كيف أن الإنسان هو كائن معقد ورائع تجد فيه كل النزوات موقعا مريحا لها.
رغم سهر الليل أستيقظ صباحا لأكون في عملي وفق ما يفرضه القانون الوضعي، حيث أحس خلال رمضان بطاقة لا تتوفر لي في أشهر الإفطار وبالتالي فإن مردودي يكون في رمضان أقوى بكثير وأكثر تنظيما، وهذا كلام لا أقوله للاستهلاك الرمضاني كما يحلو للكثيرين أن يفعلوا.
قبل صلاة المغرب يحلو لي البحث عن أصحاب الهندية والكرموس (الباكور) لأن هذا الأخير يعشقني وأعشقه منذ طفولتي بالبادية وابتلي به أبنائي اليوم ويؤنبونني إن لم أحمله إليهم على مائدة الإفطار التي نريدها مائدة للتقاة لا للمباهاة والمضاهاة. كما أقوم عادة بجولة بميناء الجديدة أو بجانب البحر سواء بحثا عن السمك أو للتجزية والتملي في الكون والكائنات وسلوكيات الناس الصائمين والمترمضنين على حد سواء. وخلال الأيام الأولى من رمضان هذا العام استمتعت بمجاورة الغطاسين محترفي جمع الطحالب البحرية بسيدي الضاوي والمويلحة والذين سأتردد كثيرا على عالمهم هذا الشهر، من أجل الاستفادة الطوعية وربما لتحضير مادة علمية لاحقا.
في الليل أقرأ الملفات الرمضانية لبعض الجرائد بعد أن أكون قد تصفحت عناوينها الإخبارية في صبيحة اليوم. ويبقى انشغالي خلال رمضان الجاري هو سلسلة مقالات تغطي شهر رمضان أكتبها لفائدة جريدة وطنية أتناول فيها علاقة الدين بالسياسة والمجتمع. ولتحرير هذه المقالات لا فرق عندي بين النهار والليل، متى اختمرت الأفكار في "أحشائي"، أختلي لأضع مولودي، وتلك هي عادتي في الكتابة.
قبل رمضان قرأت مجموعة قصصية لأنور خليل وخلال رمضان هذا سأنكب على مجموعة قصصية لهشام ناجح، قبل الإفطار حيث يحلو لي عادة قراءة الشعر والرواية. لقد قررت مؤخرا أن أقرأ للمغمورين، متى تيسر نهم القراءة الذي لا يأتيك دائما.
الجديدة : 23-7-2012