http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الصديق بودوارة
 
ملف حول ظاهرة الشبكات الإجتماعية الإلكترونية
 
 
مارد.. "الفيس بوك"


 
 
 
الصديق بودوارة

"1"

عام 2003، والطالب المثابر "مارك جوكر بيرج" يجلس أمام شاشة حاسوبه الشخصي في البيت الداخلي المخصص لطلبة جامعة "هارفارد" الأميركية.

لم يكن مارك يمر ببصره على الشاشة مرورالكرام، ولم يكن يكتب التعليقات المقززة
كما يفعل الكثيرون، فقط كان يمسح شبكة العنكبوت هذه بعينيه بحثا عن الابتكار،عن جديد يخلقه من عدم اللا وجود.

"2"

انه يصل أخيرا إلى ما يريده، ويصمم موقعا سيكون له "ما بعده " على رأي
أجدادنا الطيبين، انه يصمم موقع ، "الفيس بوك" ذائع الصيت، مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام.

"3"

في البداية كان كل ما يطلبه مارك من موقعه الجديد أن يكون موقعا يحقق التواصل بين طلبة الجامعة يتعارفون من خلاله ويتبادلون الصداقات ، ويدبرون المواعيد
على اختلافها.

"4"

هذا ما كان "مــارك جوكر بيرج" يريده عندما صمم الفيس بوك، ولكن هل رضخ الفيس بوك لما كان يريده مارك؟

"5"

في قصص الخيال العلمي ثمة اتجاه يجنح صوب مناقشة تمرد الآلات على صانعيها، أنها تصل إلى درجة من النضج بحيث تقرر مصيرها بيدها دون الرجوع إلى رأي من ابتكرها، فهل هذه قصة مارك جوكربيج مع الفيس بوك ؟

"6"

لقد تطورت الأمور مع الفيس بوك، وتوسع مع الوقت منذ افتتاحه عام 2004 لينضم إليه طلبة المزيد من الجامعات وكذلك طلبة المدارس الثانوية حتى كان عام 2006 عندما فتح مارك موقعه للراغبين دون النظر إلى كونهم طلابا أم لا، فارتفع العدد إلى 40 مليون مستخدم، واستعمله المصممون ليعرضوا برامجهم: إن شجرة مارك تثمر إلى حدٍ لم يكن يتصوره أحد، فيما تحولت حجرته الصغيرة في نزل الطلاب إلى نافذة يطل منها على الكرة الأرضية كلها دون اعتبار للحدود
والموانع.

"7"

لكن مارك لم يدرك أنه يضع في جيبه مارد المصباح الشهير حتى وصله عرض مثير من إحدى الشركات يعرض شراء الفيس بوم بمليار دولار دفعة واحدة.

"8"

لكن مارك وسط دهشة المحيطين به يرفض العرض، انه يتحسس سبيكة الذهب في جيبه ويربت على رأس مارد مصباحه طالبا منه المزيد.

"9"

يرفض مارك العرض، ويرى أن عملية تحقيق التواصل بين الناس هي مشروع كبير لهدم البوابات والحواجز بينهم، أنه يسعى بطريقته إلى عالم لا عساكر فيه يحملون
بنادقهم ويحرسون منافذ الدخول والخروج، إنه بلعبة تقنية واحدة يفتح البوابات
دون حتى أن يطلب الإذن.

"10"

الفيس بوك إذا يكبر، ويصل إلى آفاق لم يحلم بها صاحبه، وترتفع قيمته إلى العشرة
مليارات بدل المليار ويصبح في سنوات هي أقل من القليل مشروعا مثيرا للجدل ومنبرا بالغ الخطورة يستطيع تغيير وجهة رأي العالم بمجرد كبسة زر صغير.

"11"

مارك، طالب الجامعة النابغة، لم يكن يدرك أنه بمشروعه الصغير لقن لنا نحن
العرب عبرةً لن نعتبر بها وأثبت لنا بالدليل القاطع أن الأحذية الخشنة وشاشات
المراقبة حادة البصر والبنادق الآلية والحراس المدججين، كلها صارت الآن مفردات عتيقة لا يليق بها إلا متحف التاريخ القديم، داست عليها التقنية وتجاوزتها كبسات الأزرار وتلاعب بها حتى طلبة المدارس.

"12"

هذه هي التقنية عندما تنتفض وتغدو ماردا يخرج من مصباحه كما في قصص سندباد القديمة، غير أن مردة المصابيح كانوا يعودون إلى مساكنهم آخر النهار بينما لا يستطيع ألف سندباد أن يقنعوا ماردا حقيقيا كالفيس بوك أن يعود إلى قمقمه.. من قال إن أساطير مردة المصابيح هي محض أوهام؟ من لا يصدق فليطالع المقال من أوله!!

 
 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free