http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  غالية خوجة
 
ملف حول ظاهرة الشبكات الالكترونية
الجنون المرضي في العالم الافتراضي
عصفورية الكترونية
 

غالية خوجة
أتهم فضولي بالفضول تجاه المعرفة، والتجريب في الفضاءات المرئية واللا مرئية، لكن لي واعية تستهدي بالفطرة، فتعير الزمن الذي لن يتكرر من حياتي، زمنها، وتختصر على نفسها ما لا تثق به كثيراً، أو قليلاً، ومنها هذه التكنولوجيا التي لا أتعامل معها إلا للضرورات.
ورغم كل هذا الجنون الذي أصابت به الشبكة العنكبوتية أنصارها التعارفيين، في مجتمعها الافتراضي، إلا أنها لم تشكل لي هاجساً سواء ماسينجرياً أو تويترياً أو فيسبوكياً، أو..، وذلك لعدة أسباب، أهمها: الوقت الذي سأمنحه لهذه الحياة الافتراضية، أستطيع توظيفه واستثماره في القراءة والكتابة والتأمل والتوغل في الغياب والقادم من الذاكرة والمخيلة والحدس، وثانياً، الناس هم الناس، ولن يكون هناك جديد سوى الفوضى والمزيد من الفضول لمعرفة الآخر، بتفاصيله وهوامشه وما إلى ذلك، وهذا لا يعني لي شيئاً بينما قد يعني للآخرين الذين يستهدفون هذا الفضول، والذين من مهامهم الخبيئة، وخاصة القائمين على هذه الشبكات، ومن معهم في الكواليس، قد يعني الكثير، أولها دراسة هذا المجتمع الافتراضي نفسياً وذهنياً واجتماعياً، وليس آخرها، تسيير أفراده من حيث لا يشعرون، ضمن مخططاتهم المتشعبة، المصابة بالتخريبية غالباً، لأنهم يضعون هؤلاء الأفراد أهدافاً لمصالحهم المتشابكة اللا محدودة، وثالثاً، أجزم بأنني أينما كنت، سأظل أنا بهويتي العربية الإنسانية، وأكون فاعلة إن شاء الله، لأنني لست من العقول المنفعلة، ورابعاً، أجزم بأن وجودي هو الذي يضيف للشبكة وليس العكس، وخامساً، أرى بأن بعض المواقع العربية الملفتة، هو أهم من هذه الشبكات التي تفتح بواباتها لغايات مبرمجة، حدودها الوصول إلى ما تريد الوصول إليه، ثم إغلاقها بسكتة فايسبوكية، مثلاً، وإلا لما هددت أمريكا بأن بيدها مفاتيح هذه الشبكة التي تستطيع إغلاقها متى تشاء! والأهم من كل هذه الشبكة، أن نطور كعرب مستهدفين، شبكة تكنولوجية، خاصة بنا، موثوقاً بها، منافسة، وقبل ذلك كله، علينا أن نسعى لامتلاك لحظتنا الممتدة من الماضي والآن إلى المستقبل، بكافة الوسائل المضيئة، متحدّين ما يجري، مستبصرين في الذي سيجري، بعيدين عن الجنون المرضي، مقتربين من العقل الفاعل.
أما ماذا يعني لي هذا التهافت بين الصحافيين والكتاب وسواهم على هذه الشبكات والمواقع الأجنبية، فلربما يظنون بأنهم يجدون مجالهم هناك، إما تعويضاً لنقص، وإما ثقة زائدة بهذه المواقع، وإما أنهم يعانون من فراغ ووقت ضائع، وإما أنهم يحسبون بذلك أنهم أقرب إلى نقاط القوة الوهمية بالتأكيد.. لماذا؟ هذه الشبكات لا تعني لي شيئاً لأن رسالتي الثقافية الإنسانية لا تهجس بالشهرة كهؤلاء، ولا تعاني من نقص والحمد لله، بل من فيض يرتفع إلى الكمال كهدف وغاية، لأنني موقنة بأن الإنسان الجوهري، ليس بحاجة إلى مواقع إشهار زائفة، ومغرضة، ولمن لا يصدق، أن يسأل ابن عربي، والمتنبي، ابن سينا، وابن خلدون، هوميروس، وسواهم من الذين كانوا انفجاراً كونياً للكلمة وقيمتها السلوكية والعلمية والإبداعية، وهذا لا ينفي أن يكون لمن يشاء موقعاً خاصاً، أو مساهمة في المواقع العربية أولاً، لأنني أثق بنا كعرب، لكن ألا تسيطر هذه المنظومة الالكترونية على حياتنا لدرجة أن الغالبية لا تشعر بوجودها وفائدته إلا إذا كانت موجودة فيها، وأعتبر هذه الطريقة في التفكير تبعية، اتـّباعية، تبتعد عن الإبداع والحرية، بقدر ما توهم بأنها قريبة.. وأعتقد بأن كل من يجهل التناغم بين الباطن والظاهر، ولم يعرف أبجدية حدّه انقلب ضده.. أخيراً، ألا يمكن أن تكون هذه الشبكات الموهمة بالحرية والديمقراطية والحوارية والتفاعلية الإيهامية هي ذاتها زنزانة جماعية أو فردية، أو عصفورية الكترونية، وهي ذاتها أيضاً مأسورة لجهات مأسورة بدورها، ومحكومة بالظلمات المقصودة والقصدية؟ فماذا لو أن كل من يهجس بهذه الشبكات الافتراضية، استفاد من وقته بطريقة أنفع وأجمل؟ وماذا لو أنه رأى ذاته موجة تمشي على الشاطئ الكوني، لتستعيد الأسئلة والكون، وترى بعمق لا تراه الموجات المستلبة؟ أتمنى لو أنهم يتفكرون.
 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free