ملف حول ظاهرة الشبكات الإجتماعية الإلكترونية
قالوعن الشبكات الإجتماعية الإلكترونية
ماهي خدمة الشبكة الاجتماعية؟
خدمات الشبكات الاجتماعية هي خدمات تؤسسها وتبرمجها شركات كبرى لجمع المستخدمين والأصدقاء ومشاركة الأنشطة والاهتمامات أ، وللبحث عن تكوين صداقات والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى أشخاص آخرين.
معظم الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً هي عبارة عن مواقع ويب تقدم مجموعة من الخدمات للمستخدمين مثل المحادثة الفورية والرسائل الخاصة والبريد الإلكترونيوالفيديووالتدوين ومشاركة الملفات وغيرها من الخدمات. ومن الواضح أن تلك الشبكات الاجتماعية قد أحدثت تغيّر كبير في كيفية الاتصال والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات وتبادل المعلومات. وتلك الشبكات الاجتماعية تجمع الملايين من المستخدمين في الوقت الحالي وتنقسم تلك الشبكات الاجتماعية حسب الأغراض فهناك شبكات تجمع أصدقاء الدراسة وأخرى تجمع أصدقاء العمل بالإضافة لشبكات التدوينات المصغرة، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً فيس بوكوماي سبيسوتويترولايف بوونوهاي فايفوأوركت والشبكة العربية عربيز.
نشأة الشبكات الاجتماعية
بدأت مجموعة من الشبكات الاجتماعية في الظهور في أواخر التسعينيات مثل Classmates.com عام 1995 للربط بين زملاء الدراسة وموقع SixDegrees.com عام 1997 وركز ذلك الموقع على الروابط المباشرة بين الأشخاص. وظهرت في تلك المواقع الملفات الشخصية للمستخدمين وخدمة إرسال الرسائل الخاصة لمجموعة من الأصدقاء. وبالرغم من توفير تلك المواقع لخدمات مشابهة لما توجد في الشبكات الاجتماعية الحالية إلا أن تلك المواقع لم تستطع أن تدر ربحاً لمالكيها وتم إغلاقها. وبعد ذلك ظهرت مجموعة من الشبكات الاجتماعية التي لم تستطع أن تحقق النجاح الكبير بين الأعوام 1999و2001. و مع بداية عام 2005 ظهر موقع يبلغ عدد مشاهدات صفحاته أكثر من جوجل وهو موقع ماي سبيس الأميركي الشهير ويعتبر من أوائل وأكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم ومعه منافسه الشهير فيس بوك والذي بدأ أيضاً في الانتشار المتوازي مع ماي سبيس حتى قام فيس بوك في عام 2007 بإتاحة تكوين التطبيقات للمطورين وهذا ما أدى إلى زيادة أعداد مستخدمي فيس بوك بشكل كبير ويعتقد أن عددهم حالياً يتجاوز 400 مليون مستخدم على مستوى العالم.
تلك الشبكات الاجتماعية أصبحت محل الدراسة للكثير من الدارسين في مجال المجتمعات والباحثين في عدد من المواضيع مثل الخصوصيةوالهوية ورأس مال المجتمعات واستخدامات المراهقين.
لمحة عنالـ Facebook
هو موقع مناحد مواقع الشبكات الإجتماعية وهو يتبع شركة Facebook وتم تاسيس الموقع من قبلMark Zuckerberg وصديقهDustin Moskovitzمن جامعة هارفارد عام 2004 وهو بدأ كموقع تعارف فقط لطلاب جامعة هارفارد ثم مالبث ان تحول إلى الجامعاتالاخرى ثم انتشر إلى اي مستخدم يزيد سنه عن 13عاما.
إلا انهؤلاء الطلاب تركوا الجامعة وتفرغوا إلى ادارة هذاالموقع الذي اصبح من اشهر المواقععلى مستوى العالم والذي تتسابق الشركات الكبرى على شرائه حيث وصل عدد مستخدميه إلى 200 مليون مشترك!
ويعتبرمؤسس الموقع Mark من اصغر الاغنياء الذين اعلنت عنهم Forbes العالمية حيث وصلتارباحه إلى ما يقرب 1.5 بليون دولار
ورغمانتشار هذا الموقع إلا انه لاقى بعض المعوقات في بعض الدول مثل سوريا التي منعتالموقع وايران، رغم ان ايران عادت وفتحت الموقع مرة اخرى في عام 2009 وايضا تم منعهذا الموقع في العديد من الشركات لما يتسبب فيه من ضياع لوقت العاملين بهذه الشركاتوايضا مشكلات الشبكات الإجتماعية المعروفة مثل تعرض العاملين لجرائم اليكترونية قدتؤدي إلى اختراق الشركة باكملها..!
ويتيح هذاالموقع التعارف بين الاصدقاء والغرباء على حد سواء كما يتيح العديد من الإعداداتللخصوصية إلا ان غالبية المستخدمين لا يعيرون اهتماما لهذا الامر وهو ما ينتهي بهمإلى مشكلات كبيرة فيما بعد.
ويتيح ايضاهذا الموقع تبادل الكثير من الاشياء مثل النقاش والصور والفيديو مما جعله اكثرانتشارا في المنطقة العربية عن غيره من المواقع الاخرى كما تشير الإحصائياتالسابقة.
وذهبتالشركة إلى ما هو اكثر من ذلك حيث اصبح الموقع يسهل تصفحه من الهواتف النقالة مثل iPhone .
وتعتبر هذه المواقع من اكثر المواقع التي يتعرض عليها المستخدمينللجرائم الإليكترونية طبقا لابحاث في الجرائم الإليكترونية في المنطقة العربية حيثيتعرضون لإصطياد المعلومات Phishing وايضا يستخدمه الكثير من المجرمين لتجنيد البشروايضا في مناطق اخرى من العالم مثل ايطاليا اشارت الملفات الدولية انه تم استخدامهمن قبل المافيا للـتأثير على الحكومةالإيطالية!
تبقىالشبكات الإجتماعية ظاهرة تثير الجدل والدراسات والابحاث في الجامعات العالمية وهيتقنية لها مميزاتها كما انها تنطوي على العديد من الاخطار التي يجب ان يحطاط منهاالمستخدم حتى لا يقع في مشكلات لا يحمد عقباها.
الشبكات الاجتماعية -منطقيًا- واقعة، فطبيعة الحال نحن من نختار استخدامها من عدمه فلن يفرضوا علينا استخدامها، وعلى مختلف توجهاتنا وتخصصاتنا اخترنا استخدامها والمشاركة فيها إن أحسنّا استغلالها لصالحنا، لأن هي بالمقام الأول للمستخدم وله منها ما يشاء؛ إن أراد تواصلًا فله، وإن أراد تعلمًا فله، وإن أراد لهوًا فله، لذا من الصعب حصر استخداماتها حتى لو أنها تعطي شيء يسيرًا في خدماتها، فليست المشكلة في قلة إمكانياتها وخدمة أفضل من أخرى، فالشبكة هي بخدماتها والمستخدم يحتاج إليها في أموره ويوفق في توظيفها التوظيف الصحيح.
إذن، الشبكات الاجتماعية خُلقت للمستخدم بالمقام الأول، والحقيقة التي يجب أن تقال: أن المستخدم هو من يسيّرها، فإن أحسنَ أحسنت، وإن أساءَ أساءت، فلن يضرها شيء. وإن جئنا على شهرتها وشعبيتها ليس في عدد مستخدميها ولا كيف استخدموها، فشهرتها هو نتاج توظيف المستخدمين لها في صالحهم وتجسيدها، وفهمها لما يراد لها، حالها حال أي تقنية تظهر، فكانت الشبكات شخصية، اجتماعية، عملية، تعليمية؛ كلٌ منها يهدف لمبتغاه، فأخذ بها من على أرض الواقع كالشركات والمؤسسات وغيرها في أعمالهم، وأخذت بها المواقع والمدونات كحال موقع عالم التقنية الذي استخدمها وسيلة في نشر مواضيعه لتفاعل أكثر معها.
وظهرت نماذج وأفكار ربما لم تكن في متوقع منشئيها حتى، فهي أكبر من كونها اجتماعية وأداة جيدة للتواصل، أو كما هو متعارف عليه في استخدامها إضاعة وقت، وهذا يشمل العرب والغرب على حدِ سواء، فمنهم من يستخدم الشبكات الاجتماعية باستخدام حسن رغم ما وصلوا إليه من انحطاط أخلاقي. ولي أن أركّز على استخدامات الشبكات الاجتماعية محاوٍلةً تصحيح مفهومها والشخصي منها خاصة، والذي بات صورة نمطية عند بعض مستخدميها فآمنوا بها دون شعور بسبب السلبيات التي صاحبت ظهورها واستخدام بعضهم بما لا يُليق والتي انعكست على من جرّب الخوض فيها وأعلن هجرانها.
فالاستخدام الاجتماعي كمجموعتي حياة، رياض قيكس والتي أخذتا من موقع Facebookصفحة لهما، تهدف كلٌ منهما إلى المشاركة والتواصل بينها وبين الأعضاء، في حين تدوّن أخبارها ونشاطاتها، تفتح للأعضاء مجلسًا للمناقشة وإبداء آرائهم، كذلك مشاركتهم بالصور ومقاطع الفيديو، وتمكنهم من كتابة تعليقاتهم واقتراحاتهم. وشرعت مجموعة حياة في استخدام موقع twitter لكتابة أحداثها الهامة ولقاءاتها ومشاركة متابعيها بصور نشاطاتها، وبذلك يمكنها الاطلاع في الوقت نفسه على الملاحظات والأسئلة التي توجه إليها دون استخدام وسيلة أخرى حيث الانتظار الطويل كاستخدام البريد الإلكتروني، فكل هذا وأكثر.. لماذا ندفنه تحت سلوكيات أشخاص أساءوا استخدام الشبكات وعليه حكمنا أن لا فائدة ترجى منها؟
أما الاستخدام الشخصي والذي يُمثل صاحبه بدايةً من انضمامه إلى الشبكات، مرورًا بإضافته وقبوله لحسابات، ونهايةً بما يدوّنه من كتابات وتعليقات. فمن أتقنَ استخدام الشبكات بات أكثر إنتاجية؛ فتجده يُعلّم ويتعلم، يُرشد ويُسترشد، كذلك المشاركة في الأمور الحياتية والعملية للمساهمة في التشجيع والمساندة، ولا بأس في الترفيه عن النفس، أيضًا متابعة الأخبار والموضوعات لمواقع كثيرة دون تلقيها من الخلاصات لأن أكثر المواقع لها حسابات من الشبكات لنشر مواضيعها، كذلك طرح أسئلة ودراسات وتلقي مباشر للأجوبة والمعلومات دون عناء استخدام المراسلات وانتظار وقتًا طويلا، ومشاركة جماعية في طرح مواضيع وفتح باب المناقشة والتفاعل كل هذا في الوقت نفسه، ولا أنسَ النظرة السريعة في معرفة أخبار عائلاتهم وأصدقائهم والتواصل معهم، هذا لا يعني ترك استخدام البريد الإلكتروني ووسائل الاتصالات، وكذلك الخلاصات؛ تبقى الوسائل ما بقي الإنترنت، فكلٌ له استخدامه ووقته.
لنتساءل ونقس على ذلك تقنيات أخرى: كل هذا وأكثر وأكثر.. لماذا ندفنه تحت سلوكيات أشخاص أساءوا استخدام الشبكات وعليه حكمنا أن لا فائدة تُرجى منها؟! أن ندفنه هو أشبه باستخدامهم استخدامنا، أو اعتقادنا إن استخدمناها أصبح سلوكنا مشابه لسلوكياتهم، أو قلّة اطلاعنا على تأثيرات أشخاص إيجابية واستغلالهم لها فيما ينفع ورضينا بما نسمع، فلماذا النظرة الدونية لأنفسنا دون أدنى محاولة لتجربة الشبكات ومعايشتها، والأخذ فقط بما انتشر في مجتمع أو آخر، فليس من المنطق أن نقبل بتعميم أقوالهم وسلوكياتهم حتى على أنفسنا.
موجة ما يعرف ب الشبكات الاجتماعية أو social networks على النت تضاعفت خلال السنتين الأخيرتين بين مستخدمي الانترنت حول العالم، فعلى سبيل المثال، وصل حجم المسجلين في خدمة موقع Facebook إلى أكثر من 52مليون مشترك حول العالم حسب جريدة التايمز. وكذلك فقد شهدت مواقع مشابهة مثل tagged.com وbebo وmyspace لزيادة مطردة في أعداد المشتركين فيها بنسب تفوق 100% للسنة الواحدة. وقد كان لمستخدمي شبكة الانترنت في الدول العربية نصيبا كبيرا من الاستفادة من خدمات الشبكات الاجتماعية لا تقل عن بقية أرجاء العالم، فمن يسجل في موقع facebook، سيجد أعدادا هائلة من المشتركين من السعودية ومصر والكويت والإمارات وسوريا، معظمهم من طلبة المدارس والجامعات والشباب.
وقد نشرت العديد من التقارير والدراسات التي تحاول تفسير ظاهرة انتشار شعبية الشبكات الاجتماعية في الآونة الأخيرة، حيث عزى موقع webmarketinggroup البريطاني شعبية هذه المواقع إلى العزلة الاجتماعية التي فرضها نمط الحياة العصرية، فالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر والتسجيل في هذه الخدمات التي تتيح للمستخدم أن يتواصل مع زملائه وأقاربه وأهله ومجتمعه عبر هذه المواقع، قد يكون أفضل بديل عن التواصل الإنساني المباشر، نظرا لمساحة الرأي التي تتيحها هذه الخدمات.
وقد وجد عدد من الباحثين الاجتماعيين في العالم العربي أن مساحة الرأي وحرية المواقف هي إحدى أهم أسباب انتشار خدمات الشبكات الاجتماعية بين المستخدمين العرب على النت، فرغم أن البعض وجه انتقادات للسلبيات التي تطرأ من استخدام هذه المواقع وعدم الاستفادة الحقيقية منها، حالها كحال أي تقنية جديدة تطرأ على مجتمعاتنا، إلا أن الشواهد الواقعية تشير إلى وجود عدد غير قليل من المستخدمين الذين استطاعوا تسييس هذه المواقع لخدمة قضاياهم. فعند الانضمام إلى خدمات موقع facebook، ستلاحظ إقبالا من المستخدمين على التعبير عن قضايا مهمة، فمثلا ستجد مجموعة من المشتركات قد كون حلفا لمكافحة سرطان الثدي لدى نساء منطقة الخليج. مجموعة أخرى تدافع عن المسلمين في الخارج تحت شعار "توفقوا عن تسمية المسلمين إرهابيين"، وأخرى تدعم القضية الفلسطينية، والثانية تجمع المشتركين العراقيين تحت راية واحدة. وغيرها الكثير من القضايا والآراء والتوجهات التي تظهر وجها آخر لهذه الخدمة.
الغريب أن شعبية مثل هذه المواقع طال أيضا شخصيات سياسية واجتماعية معروفة، فقد تفاجأ أحد المستخدمين من فلسطين عندما استلم دعوى من جورج جالوي النائب في حزب العموم البريطاني وعمدة بريك لين في لندن، استلم منه دعوى لتسجيله كأحد الأصدقاء في ملفه الخاص على facebook. وبغض النظر إن كانت هذه الشخصيات المعروفة حقيقية على الموقع أو ملفقه، إلا أن الظاهرة كلها لها أبعاد اجتماعية كبيرة تلعب دورا في تغيير المجتمعات العربية في عالم يزداد ارتباطا واشتباكا بالتقنيات.
لندن: «الشرق الأوسط»
منذ بدايته ظلت الانترنت وسيلة للقاء الناس بعضهم ببعض، لكن في السنوات الأخيرة نما التفاعل بين مستخدمي الشبكة بشكل درامي، الأمر الذي ولد جيلا جديدا من المواقع الالكترونية.
المبدأ الذي يوفره الجيل الجديد من الويب Web 2.0 هو مشاركة المستخدمين في محتويات المواقع ، حيث يقومون بابتكار محتوياتها او تعديلها، وهذا ما أنتج أكثر المواقع شعبية على الانترنت. ولذلك فإن أي شخص يريد أن يكون جزءا من شبكة اجتماعية عبر الانترنت يستطيع تحقيق ذلك عبر هذا الويب.
وقد غذت مواقع مثل «بيبو» Bebo و«فريندستر» Friendster و«ماي سبايس» Myspace هذا الاتجاه في شبكات الانترنت ذات التوجه الاجتماعي، او ما يسمى بظاهرة «التشبيك الاجتماعي». ومن أول نظرة تبدو هذه المواقع وكأنها مجرد مدونات أثرياء، لكن الأدوات التي تجعلها أبسط تتيح امكانية استخدامها لإرسال نصوص وصور فوتوغرافية وموسيقى وعروض مصورة (مقاطع فيديو) صنعت في البيت. وقد حولت هذه الأدوات شبكات الاتصال الاجتماعية إلى ظاهرة على الانترنت.
* تشبيك اجتماعي
* موقع مثل «بيبو» الذي تشرف عليه سارة غيفن هو، في رأيها، «موقع قوي حقا. أظن أنها المرة الأولى التي يمتلك فيها الأفراد سلطة. لدينا مؤلفون يقومون بنشر كتبهم عبره. وإذا كانوا قد بدأوا كمنتجي أفلام فإن لديهم الفرصة كي يضعوا منتجاتهم على الموقع وأن يدعوا الجمهور لمشاهدتها وإخبارهم عما يفكر به أفراده. إنه وسيط قوي جدا والناس بدأوا للتو في فهم كم يمكن أن يكون فعالا».
عام 2003 تم إطلاق موقع على الانترنت، وغير هذا الموقع كل شيء. إذ تمكن الكثير من أن يصبحوا نجوما في الغناء ثم تم شراء هذا الموقع من قبل شركة اخبارية تابعة لروبرت مردوخ ملك الصحافة المعروف بمبلغ 580 مليون دولار. وذلك الموقع هو «ماي سبايس» وكان دخول الموسيقى اليه من أكبر الأسباب وراء نجاحه.
وأظهر فنانون مجهولون أن مواقع الشبكات الاجتماعية هذه قادرة على أن تكون وسيلة فعالة للترويج لأعمالهم، ففنانون مثل ليلي ألن وفرقة «أركتيك مونكيز» (القردة القطبية) قد استخدموا موقع «ماي سبايس» كنقطة انطلاق لنجاحهم.
ليست شبكات المواقع الاجتماعية هذه وسيلة للترويج للفرق الموسيقية فحسب، بل انها تتيح للناس التعارف بينها. وبينما يتمتع «ماي سبايس» بجزء كبير من حصة الشبكات الاجتماعية الالكترونية فإن المواقع المتنافسة مثل «بيبو» قد شنت هجوما معاكسا، بتقديمها لنفس النوع من الخصائص التي يقدمه «ماي سبايس» ناجحا بهذا الشكل.
وفي حديثها لموقع «بي بي سي» الالكتروني تقول سارة غيفن صاحبة «بيبو»: «لقد اضفنا أشياء أخرى. وواحد من الأشياء الأساسية بالنسبة لنا كانت الموسيقى، والتي كانت نجاحا كبيرا لنا. لقد حصلنا على 100 ألف فرقة موسيقية وقعت معنا خلال ستة أسابيع. والشيء الآخر هو أننا شاهدنا خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة اتجاها صوب الفيديو».
* جماعات متقاربة
* تتجه بعض المواقع نحو مجال أصغر في التخصص كي تجلب اهتمام مجموعات محددة، فمحطة «Last FM» الموسيقية تستخدم برنامجا قادرا على تعقب أذواق أفرادها. ويمكن استخدام هذه الطريقة من قبل مجموعة من الأفراد يحبون نوعا ما من الموسيقى، أو تقديم أعضائها إلى موسيقى جديدة تتوافق مع ما يحبون.
ويقول مارتن ستيكسل عن محطة «لاست أف أم»: «أظن أن مستقبل الشبكات الاجتماعية ما زال يتحدد في الاواصر التي تربط ما بين الناس وما هو كامن من امكانيات في هذه الاواصر بين الناس». ويضيف: «إذا كان ممكنا جمع هذه المعرفة ووضعها في مكان واحد مثل ما تقوم به الشبكات الاجتماعية لصالح كل شخص فإن ذلك سيكون قويا حقا».
وبينما لا تميز مواقع الشبكات الاجتماعية بين أي من مستخدميها وتسمح للجميع أن يرتبطوا بها، فإن هناك مواقع قليلة تنطلق للتعامل مع مستخدم محدد. وموقع «الاشخاص الوسيمون» Beautiful People يطلب أن يكون مستخدموه وسيمين. ويقول غريغ هودج عن هذا الموقع إن «الموقع هو مثل ناد للنخبة عبر الانترنت حيث يكون كل شخص مسؤولا عن الباب، فأنت تضع صورة مع تعريف بنفسك وتنتظر لمدة ثلاثة أيام كي تعرف إن كنت جذابا من الأعضاء الذين هم الجنس المعاكس لجنسك. إنه ليس فقط مثلما تتوقع، موقع للمواعيد العاطفية. إنه الموقع الذي يساعد فيه الأشخاص بعضهم بعضا في العثور على شقق أو عمل، أو حفلات مثيرة».
محمد الإدريسي من ميلانو:
بلغ عدد مستعملي الفيسبوك المنتمين إلى البلدان العربية إلى حدود يوم 17 ماي الجاري أكثر من 15 مليون مستعمل، 70% ينتمون إلى خمس دول عربية فقط هي مصر (3.359.660) العربية السعودية (2.267.060) المغرب (1.767.380) والإمارات العربية (1.596.160) فتونس( 1.554.760).
وحسب دراسة لوكالة "سبوت اون بابليك رولايشنز" المختصة في دراسة الرأي العام والتسويق والتي يوجد مقرها بمدينة "دبي" الإماراتية فإن الفيسبوك أصبح "ظاهرة إعلامية على جميع الفاعلين الإقتصاديين الإهتمام بها لأن نسبة مهمة من المستهلكين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،والتي يشير إليها التقرير بالحروف اللاتينية "مينا"، تتواجد على الفايسبوك" بل إن عدد المسجلين (أكثر من 15 مليون) يتجاوز عدد نسخ الصحف المكتوبة بجميع اللغات التي يتم بيعها بجميع الدول العربية والتي يصل عددها 14 مليون نسخة.
ومن خلال معطيات الفيسبوك للفترة مابين 12 و17 ماي الجاري والتي تناولتها الدراسة بالتحليل فإن التسجيل بهذا الموقع أصبح يحتل نسبة مهمة من حيث عدد مستعملي الإنترنيت بالبلدان العربية تفوق الأربعين في المائة بكل من تونس والإمارات العربية المتحدة وحوالي 20% بكل من مصر والسعودية والمغرب كما أن نسبة مهمة من سكان بعض الدول العربية هم "سكان الفيسبوك" بحيث أن 33% من الإماراتيين مسجلين بالفيسبوك وكذلك الشأن بالنسبة ل15% من التونسيين و6%من المغاربة.
ويتمتز المسجلون بالفيسبوك المنحدرين من إحدى دول شمال إفريقيا بما فيها مصربصغر سنهم بحيث أن أغلبهم لا يتجاوز عمرهم 25 سنة (68% من المغاربة،61من المصريين و62 من المصريين) عكس المنحدرين من بلدان شبه الجزيرة العربية الذين لا تتجاوز نسبتهم 50% (48% من السعوديين، 31 من الإماراتيين). كما أن نسبة المتزوجين من العرب المسجلين بالفيسبوك تبقى ضئيلة خصوصا ببلدان شمال إفريقيا التي لا تكاد أن تصل 5% بمعظمها.
ومن حيث جنس المسجلين فإن المعطيات تكشف أن النساء المنحدرات من إحدى الدول العربية يمثلن 37 % فقط من نسبة العرب الذين يتواجدون على الفيسبوك مع استثناءات بسيطة بالنسبة للبنان والبحرين التي تمثل بهما نسبة "نساء الفيسبوك" 44%.
ويستعمل حوالي 50% من العرب المتواجدين بالفايسبوك اللغة الإنجليزية خاصة الذين ينتمون إلى دول الخليج العربي (68%) وكذا المصريين (65%)، في حين تأتي اللغة الفرنسية في الرتبة الثانية من حيث الإستعمال ب25% وإن كانت بالنسبة لدول المغرب العربي تكاد اللغة الوحيدة المستعملة بحيث أن 95% من التونسيين و87% من الجزائريين وكذا 82 % من المغاربة اختاروا اللغة الفرنسية كلغة رئيسية لحساباتهم (حوالي 3,7مليون مستخدم) .
في حين أن 23% فقط من العرب يستعملون اللغة العربية في الفيسبوك بل إن 1% فقط من التونسيين المتواجدين على الفيسبوك يستعملون العربية و 4% من اللبنانيين و7% من الجزائريين و9% من الإماراتيين في حين لا يشكل الإستثناء إلا اليمنيون ب 65% و الليبيون ب 50%، ويشكل عدد المغاربة المستعملين للغة العربية على الفيسبوك 11% فقط من نسبة المغاربة المسجلين بهذا الموقع.
ولم تشمل الدراسة بلدان الصومال وجزر القمر والسودان وذلك لأن الفيسبوك لا يقدم أية معطيات حول هذه البلدان، وكذلك بلدي جيبوتي وموريطانيا لأن عدد المسجلين المنتمين إلى هذين البلدين يبقى ضعيفا يكاد ينحصر في حدود 25 ألف مسجل بالفيسبوك.
عندما انطلقت المنتديات الحوارية على الإنترنت ، أحدثت ضجة ثقافية واجتماعية ، وأعطت أبعادا جديدة للحوار والنقاشات والعلاقات الاجتماعية التي تولدت من خلال التواصل بين الأفراد من بيئات مختلفة ومتنوعة .
وبعد تلك الثورة ظهرت ثورة المدونات وما رافقها من حرية في التعبير واستقلالية في نشر المعلومات والأفكار وانتشار على جميع المستويات وتواصل بين الجميع وإمكانية التعليق على ما يكتبه الآخرون بكل سهولة ويسر ، رغم السلبيات والملاحظات الكثيرة على كيفية استغلال واستخدام هذه المدونات .
وفي السنة الأخيرة ظهرت ثورة أخرى أحدثت تغييرا جذريا في طبيعية العلاقات الاجتماعية على الإنترنت ، وهي ظاهرة (الشبكات الاجتماعية - Social Networks) ، وهي مواقع ضخمة جدا توفر التواصل السهل وبجميع الوسائل بين الأفراد من مختلف دول العالم .
ومن أشهر هذه المواقع والشبكات في الوقت الحالي هو موقع (فيس بوك – Facebook.com) وهو موقع يتيح إمكانية التواصل والتعرف على الأصدقاء في جميع أنحاء العالم ، ويتيح إمكانية تأسيس بيئة خاصة لكل فرد يتواصل من خلالها بأساليب مختلفة ومتنوعة مع الآخرين .
طلب مني أحد الأصدقاء أن أشترك في الموقع وأرى خصائصه المثيرة – على حد قوله – ولم أهتم بهذه الدعوة كثيرا وتوقعت أن يكون الموقع كغيره من مواقع الشبكات الاجتماعية ، فالخصائص معروفة ومكررة وكلها تهدف إلى تواصل مع الآخرين وفتح قنوات للتعارف وتكوين علاقات عامة واجتماعية مع الجميع .
لكني بعد فترة قررت أن أشرتك في الموقع وأرى ما يحويه من خصائص ، خاصة وأنه كثر الحديث عنه وعن مميزاته وعن الهجرة الجماعية التي تزحف إليه .
البداية والانطلاق :
تذكر بعض التقارير على الإنترنت أن موقع (فيس بوك) تم تأسيسه بواسطة الطالب (Mark Zuckerberg ) في 4 فبراير 2004 ، وكان يهدف إلى تواصل طلاب جامعة هارفارد بين بعضهم البعض من خلال موقع انترنت يتبادلون فيه المعلومات والهويات والبيانات .
واسم (فيس بوك) هو اسم الكتاب الذي تقدمه جامعة هارفارد إلى طلاب السنة الأولى لكي يتعرفوا على طلاب الجامعة في بقية السنوات من أجل التعرف عليهم والاستفادة منهم .
وحيث أن الجامعة كانت تمنع الوصول إلى كافة المعلومات عن الطلبة عن طريق موقع الجامعة ، فقام (مارك) بتأسيس هذا الموقع وجعله متاحا لجميع طلبة الجامعة ، وبدأ الطلاب يشتركون في الموقع ويتبادلون المعرفة والبيانات . ثم توسع الأمر واشتركت كليات أخرى في الموقع وبدأ طلابها يشتركون مع طلاب جامعة هارفارد في هذا الموقع . وفي 11 سبتمبر 2006 تم فتح الموقع لجميع زوار الإنترنت وكل من يملك بريد إلكتروني لكي يشترك فيه . وفي يوليو 2007 وصل عدد المشتركين والأعضاء في الموقع إلى 34 مليون مشترك !!
ما سر هذا التضخم والانتشار السريع ؟
هناك عامل مهم يجب ألا نغفل عنه في تحليل هذه الظاهرة ، وهو عامل الاستعداد النفسي لدى الكثير من مستخدمي الإنترنت للهجرة إلى المجتمعات الإلكترونية التي توفر لهم عامل الأمن والاستقرار وتعويض النقص الذي يعانون منه على أرض الواقع .
ولذلك عندما يتم توفير بيئة متكاملة للتواصل وبناء العلاقات الاجتماعية بين الأفراد توفر عوامل بناء الذات وتوقير واحترام الذات ، فإن الكثير ممن يعاني من هذه المشاكل يقومون بالهجرة إلى هذه المجتمعات كبديل للحياة الصعبة التي يعيشونها !
قال لي أحدهم عندما تناقشت معه حول هذه الفكرة : لا أدري لماذا يتم التركيز كثيراً على الجوانب السلبية فيها ؟ لماذا لانركز على الأمور الايجابية الكثيرة ونحاول تنميتها وتطويرها، ونعرض الأفكار الجديدةالتي قد تزيد من استفادتنا من هذه الخدمات . ويجب أن نعترف بأن الحياة الآن أصبحت أصعب من قبل ، وأصبح العلاقات الاجتماعية أضعف، فلماذا لاتكون هذه الشبكات الاجتماعية على الانترنت وسيلة لاستعادة العلاقات والتواصل بينالعائلات والأصدقاء ؟!
فقلت : لا أحد ينكر الإيجابيات .. وهي عوامل قوية لو تمت الاستفادة منها في الاتجاه الصحيح ، ولكن الغرب هم من يستفيد منها !! أما نحن فكأنه عالم جديديجب أن نهاجر إليه ونترك كل شيء خلفه ! وهنا تكمن المشكلة!
الإفراط في الهجرةوالهرب نحو الواقع الافتراضي هو الذي جعل السلبيات تظهر بشكل فاقع جدا في المجتمعاتالعربية. ولا بد من ضوابط تعيد الأمور إلى نصابها حتى يكون هناك توازن يرجحكفة الإيجابيات في هذا الأمر .
أما أن هذه الشبكات الاجتماعية أصبحت بديلا حقيقيا للعلاقات الاجتماعية الضعيفة وصعوبة الحياة! فهذا أمر فيه نظر ..!
صعوبة الحياة وتفككالعلاقات الاجتماعية لا يعني أن نطرح بديلا افتراضيا يلغي خصائص اجتماعية كثيرة منأهمها (الشعور بالآخر والإحساس به) ، أنا أعرف (عمر) و أرسم له صورة معينة فيخيالي من هذا الواقع الافتراضي ! وهو كذلك يفعل بصورتي في ذهنه ..
ولكننا علىالواقع شيء آخر ! وعندما نتقابل تختلف المشاعر والأحاسيس والانجذاب والمودة ! وهذاأهم فرق وميزة وخاصية لا نجدها في العلاقات الافتراضية التي توفرها الشبكات الاجتماعية العملاقة .
أضف إلى ذلك تلك الفترات الطويلة التي نقضيها في هذا العالم الافتراضي ، فلها تأثيراتسلبية على ثقافتنا وفكرنا وعملنا على الواقع ..!
لو تخيلنا أن الجميع سكن هذاالعالم وقضى وقتا كبيرا فيه ..! فإن كثيرا من خصائص البشر الاجتماعية والحسية تختفيتماما من الواقع ! وهذا له تأثير على عمارة الكون والأرض.
فالأمر ليس سهلا منناحية السلبيات .. كما أنني لا أنكر الإيجابيات أبدا .. ولكن التوازن هو الذي نفتقده فيعالمنا العربي.
خدمات وخصائص الفيس بوك :
بعد أن يقوم المشترك بالتسجيل في موقع الفيس بوك ، يوفر له الموقع صفحة خاصة به يستطيع من خلالها أن يضع معلوماته الشخصية وصورته الشخصية التي تعتبر هي واجهة صفحته الخاصة . ثم يقوم المشترك بوضع بعض المعلومات الخاصة الأخرى مثل معلومات الدراسية والعمل والوظيفة والعنوان ، باختصار سيرة ذاتية مختصرة للمشترك .
أهم ميزة يقدمها الفيس بوك هي عملية الربط بين المشترك وبين أصدقاءه الآخرين ، وذلك عن طريق البحث عنهم من خلال البريد الإلكتروني أو الإسم أو أي مواصفات أخرى ، فإذا تم العثور عليه تتم دعوته إلى صفحتك الخاصة وبالتالي يظهر هو في صفحتك وتظهر أنت في صفحته . وهكذا تتم عملية الربط بين الأصدقاء ، وتظهر في صفحتك الرئيسية مربع خاص بالأصدقاء المرتبطين معك ، وتستطيع الدخول إلى صفحاتهم ومعرفة ماذا يفعلون أو أي بيانات أخرى عنهم .
كما يقدم الفيس بوك خدمة (الكتابة على الجدران) وهي ميزة تجعلك تكتب على صفحة صديقك فتظهر الكتابة لديه فقط ، ويقوم هو بالرد عليك بالكتابة على جدارك فتظهر لديك فقط . وهذه الخدمة هي بديل عن الرسائل أو التهاني أو الكلمات التي تريد أن تتركها لصديقك أو هي محادثة كتابية مختصرة بعبارات قصيرة .
من الخدمات الأخرى التي يقدمها الفيس بوك خدمات : إضافة الروابط من مواقع انترنت خاصة ، إضافة ملفات الفيديو من موقع (اليوتوب) أو مواقع أخرى ، إضافة الصور من موقع (فليكر) أو مواقع أخرى أو تحميل مباشرة من جهازك الخاص ، إضافة إلى إمكانية الاشتراك في مجموعات متنوعة ذات أهداف محددة ، أو يمكن لك أن تقوم بإنشاء مجموعة خاصة لهدف معين تدعو أصدقاءك للاشتراك فيها .
كما يوفر الموقع خدمة الرسائل الخاصة بينك وبين أصدقاءك ، وأضاف مؤخرا خدمة إمكانية إرسال رسائل إلى عناوين بريدية خارج نطاق الأصدقاء وإلى عناوين أخرى متنوعة .
وأكثر خدمة مثيرة يقدمها موقع الفيس بوك ، هي خدمة التطبيقات المتنوعة التي توفر خدمات مختلفة تبدأ من خدمة جلب الأخبار من مواقع أخرى والمعلومات المتنوعة من مواقع أخرى ، مرورا بخدمات ترفيهية وألعاب ، وانتهاء بتطبيقات ذات خصائص محددة علمية أو ثقافية أو مالية أو علاقات عامة توفر لك التواصل المتنوع مع الآخرين .
بل وأكثر من ذلك ، يتيح لك الفيس بوك إنشاء تطبيق خاص بك يقوم بمهمة محددة ويتيح لك أن تنشره بين أصدقاءك وبين جميع مشتركي الفيس بوك .
كيف يمكن الاستفادة من هذه الشبكة ؟
لا شك أن توفر مثل هذه الشبكة العملاقة بأكثر من 50 مليون مشترك ومرشحين للزيادة بشكل هائل خلال فترة بسيطة ، يجعل الإنسان يفكر في كيفية الاستفادة من هذا التجمع البشري الضخم وكيف يخدم دينه وأمته من خلال هذه الشبكات الاجتماعية .
من وجهة نظري أن الاستفادة تكمن في أمرين اثنين :
الأول : هو تكوين علاقات اجتماعية مع أكبر عدد ممكن من المشتركين في الموقع وذلك من أجل توثيق التواصل والتعارف من أجل خدمة قضايا الأمة .
الثاني : تكوين المجموعات البشرية التي يتيحها موقع الفيس بوك ، وذلك من خلال إنشاء مجموعة جاهزة ودعوة الأصدقاء للاشتراك فيها . ويجب أن تكون أهداف هذه المجموعات تخدم الأهداف العامة للأمة والشعوب .
مخاوف وتحذيرات وعلامات استفهام !
لا يوجد شيء كامل في أي عمل يقوم ، وتظهر السلبيات والإيجابيات من خلال الاستخدام المتزايد أو من خلال النقد الموجه والبناء .
موقع الفيس بوك ، كغيره من المواقع العالمية تعرض لموجة من الانتقادات القوية من أكثر من جهة سواء تقنية أو اجتماعية أو أكاديمية .
النقد الأول والمهمة الذي انتشر صداه في كل مكان هي قضية ملكية المعلومات التي تنشر على الفيس بوك وهل هناك حقوق حماية لها أم أن هناك جهات يحق لها الاطلاع على هذه المعلومات ؟! فقد ظهر أكثر من تقرير حول هذه القضية وأوضح أن موقع الفيس بوك يتيح هذه المعلومات الهائلة عن الأفراد لجهات معينة حين الحاجة لها ، مثل جهات استخباراتية أو دولية ، ويتضح هذا الأمر من خلال الموافقة على شروط العضوية ، حيث أن هناك شرط يقول بأن المشترك موافق على إتاحة هذه المعلومات لأي جهة قد تحتاجها . وهذا هو الأمر الذي يغفل عنه الكثير .
أضف إلى ذلك أن المعلومات المتاحة على صفحات الأعضاء تكون صيدا سهلا وثمينا لأصحاب الأغراض السيئة من مجاميع أو أفراد يرقبون مثل هذه المعلومات لتحقيق أهدافهم السيئة . وهذا له تأثير في مجتمعنا العربي .
من المشاكل الأخرى التي تتولد عن استخدام الفيس بوك كم ذكرت تقارير غربية تقنية :
أولا: كمية الرسائل الغير المرغوب فيها (سبام) والتي تصل من خلال الفيس بوك .
ثانيا : مشكلة خصوصية المعلومات ، وأن هناك جهات أصبحت تبيع معلومات المشتركين لأطراف أخرى للربح المادي .
ثالثا: هناك تقارير عن بدء الفيس بوك بعمل نظام إعلاني على طريقة جوجل بحيث تظهر الإعلانات في صفحات الأعضاء ويتم استهداف صفحاتهم بطريقة مزعجة .
رابعا: عدم إمكانية حذف المعلومات التي تضعها ، وهذا يعني أن أي معلومات تنشرها على الموقع فسوف تبقى في خزينته يستخدمها كيف يشاء ، وهذا مثار جدل الآن بين التقنيين من أجل خلق بيئة يستطيع فيها المستخدم حذف ما يشاء من المعلومات التي ينشرها .
خامسا: الوقت الكبير الضائع في استخدام الفيس البوك والبقاء فيه ! حيث ذكرت تقارير أن الموظفين في استراليا يستخدمون الموقع ساعة يوميا وهذا مما إلى خسارة قدرها (6200 دولار) في السنة لكل موظف ! وانظر النتيجة لشركات أو مؤسسات تعداد موظفيها يتجاوز ألف موظف أو أكثر !
وقد قمت من خلال صفحتي على الفيس بوك بطرح سؤال عن الوقت الذي يقضيه أحد الأصدقاء على الفيس بوك ، فكان الجواب أن متوسط الوقت هو تقريبا ساعة يوميا ! وأعرف أن بعضهم يقضي وقتا أكثر من ذلك بكثير .
أخيرا :
باعتقادي أن ظاهرة الشبكات الاجتماعية Social Network سوف تكون لها الكلمة في الفترة المقبلة بعد أن طغت على ظاهرة المنتديات والمدونات ، حيث أنها توفر بيئة خصبة وكاملة أفضل من بيئات المنتديات الحوارية أو المدونات .
لكنها في الأخير سوف تخبو كما خبت ظاهرة المنتديات ، وسوف تكون الكلمة لاكتشاف جديد وثورة جديدة كما عودتنا التقنية السريعة جدا !
كل شيء يظهر سريعا ولكنه في نفس الوقت يختفي سريعا ليحل مكانه شيء جديد !