http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  كنتُ كمن يتلقى صفعـة
 

كنتُ كمن يتلقى صفعـة
لبنى أزابال.

 أخيراً، مثلت المغربية الأصل والبلجيكية الاقامة لبنى أزابال في فيلم "حرائق" لدوني فيلنوف الذي انطلق في البندقية ثم عُرض في ابو ظبي حيث كان لهذه الفنانة المتمكنة جائزة أفضل ممثلة عن اضطلاعها بدور نوال التي كانت ضحية حرب شُبّه لكثيرين بأنها الحرب الأهلية اللبنانية التي قطّعت البلاد أشلاء. التقيناها في تيراس فندق "أكسيلسيور" في الليدو، في ايلول الماضي، وطرحنا عليها بضعة أسئلة... - أجد أن هذا الفيلم نجح كثيراً في جذب المشاهد، انه سينما حقيقية. الاقتباس الذي أنجزه فيلنوف قوي للغاية وهو أحسن في نقله من الورق الى الشاشة. فخور جداً بما قدمته في هذا العمل وسعيد لأني ارتبطت به منذ البدء. تأثرت جداً عندما شاهدته للمرة الاولى. كنت كمن يتلقى صفعة!  كيف جرت ظروف التصوير؟ - كانت ظروفا قاسية كوننا لم نكن نملك الكثير من المال. كان صعباً ايضاً علينا أن نتعامل مع قصة على هذا القدر من القسوة. ناهيك بالطقس الحار، الذي قارب أحياناً الاربعين درجة مئوية. كانت تجربة مؤثرة وقوية، لكني لم أشعر بالألم. متعة العمل مع فيلنوف وبقية أعضاء الفريق عوّضت عن كل شيء آخر. كنا محاطين بأفضل العناصر البشرية.  هذه المرة الاولى تعملين خارج فرنسا؟ - لا. لا أتوقف عن العمل خارج فرنسا. سبق أن مثّلت في أكثر من عشرين فيلماً، منها "منافٍ" لطوني غاتليف. في السنة الماضية وحدها، اضطلعت بأدوار في نحو أربعة أفلام صوِّرت في كل من الأردن وأرمينيا وبلغراد وانكلترا.  كيف عملت على اللهجة اللبنانية التي لم تكن في منتهى الدقة (على رغم ان الفيلم لا يقول إن الحرب هي تلك التي دارت في لبنان)؟ - عملت مع مدربة لبنانية، لكن اللهجة لم تكن لبنانية. لا استطيع أن أحكم لأنني لست عربية مئة في المئة، أنا مغربية امازيغية من جانب والدي، ولهجتنا مختلفة تماماً عما نتكلمه في الفيلم. عملت طوال 15 يوماً على تقليد اللهجة، وآمل أن تكون قريبة الى الاصل. كان هذا تحدياً كبيراً.  كيف كان الدور عندما قرأته في السيناريو الاصلي، هل تحمست له منذ البداية؟ - نعم، تحمست له ما إن قرأت النص، علماً انني كنت قد طالعت نص المسرحية سابقاً. شخصية نوال عظيمة وتلقيتها كما يتلقى المرء هدية. هذا الدور هو أفضل ما يمكن أن تناله ممثلة. كنت أصلّي ليلاً نهاراً كي يُسنَد الدور اليَّ. فيلنوف أثبت انه يثق بي كثيراً عندما اختارني، لكن كان عليَّ ألا أخيّب ظنه. لم يكن سهلاً. اعتنيت بكل التفاصيل من الألف الى الياء، بدءاً من الملابس وصولاً الى تسريحة الشعر، كنت أريد أن يكون هناك ترابط بين الحقبات المختلفة التي تمر بها الشخصية. كنت أميل الى البساطة في تجسيد الشخصية. عادةً أميل الى غريزتي في تكوين الملامح، لا أشغل تفكيري، بل أحمل ما في داخلي من طاقة وأذهب الى الدور مع ذلك المخزون. لست بسيكولوجية في إدائي، أحاول أن أكون مخلصة للحقيقة.  علامَ اقتصرت توجيهات فيلنوف؟ - قادني أكثر مما وجّهني. كان الأمر أشبه في أن يكون المرء في سيارة ويتلقى التعليمات من شخص آخر يقول له بالتوجه يميناً أو يساراً، الخ. لم يفرض عليَّ أي شيء، بل كنا نتحدث مطولاً. كان الواحد منا يكمّل الآخر. كنا نناقش الدوزنة، وحجم الاداء الذي كان مطلوباً من أجل إنصاف الشخصية وعدم الوقوع في المبالغة. كان علينا ايجاد الدوزاج المطلوب.  اتساءل كيف وصلتِ الى التمثيل؟ - بمحض المصادفة. لم أكن أريد أن أصير ممثلة. لكن اقتُرح عليَّ دورٌ في "القيلولات". كنت اعمل كنادلة كي اغطي تكاليف دراستي الجامعية، حين تلقيت هذا العرض من محمود بن محمود. كان هذا فيلمي الاول، دخل محمود الى البار الذي كنت اعمل فيه واقترح عليَّ السفر الى تونس لمدة شهرين بغية تصوير الفيلم. مذذاك، كرّت السبحة. جاءني عرض آخر، هذه المرة من اندره تيشينه وفيلمه "بعيداً" الذي عرض في مسابقة مهرجان البندقية. ثم تحول الامر مخدراً، لم يعد ممكنا التخلص منه بتلك السهولة. صار التمثيل همي الاول. شيئاً فشيئا نجد أنفسنا امام اقتناع مفاده "لا شيء آخر يمكن أن افعله في هذه الحياة".  ماذا عن ثقافتك المزدوجة؟ - لا اسأل نفسي مثل هذه الأسئلة. ثقافتي المغربية احملها معي اينما حللت، عندما أطبخ مثلا، تجدني مغربية مئة في المئة. لا اسأل نفسي اذا كنت مغربية أكثر ام بلجيكية. طبعاً عليَّ النضال احيانا للحصول على دور ما نظراً الى مظهري الخارجي الذي يضعني اوتوماتيكياً في ادوار معينة كون والدي مغربياً، بعضهم يعتبر أنه من غير الممكن اسناد ادوار فرنسيات اليَّ. هذه حماقة الناس، ولا شأن لي بها. لحسن الحظ هناك مخرجون اقل حماقة من غيرهم، فيقترحون عليَّ ادوار فرنسيات في فرنسا. اصولي قد تكون عائقاً، لكن خارج فرنسا، ما من مشكلة نابعة من هذا الموضوع. هناك طريق طويلة امامنا. لكن لا اتذمر كوني اعمل وافعل ما اريده.  هل تودين المرور خلف الكاميرا؟ - نعم، احب ذلك من دون ان أُحسَب على موجة الممثلات اللواتي يؤلفن كتباً ويعتلين المسرح للغناء. (ضحك) لست مستعدة بعد لهذه المغامرة. كي تكون لي تلك الرغبة، عليَّ ان اجد القصة التي أريد فعلا نقلها الى الشاشة. وعليَّ ان امتلك رؤية. لست مستعدة بعد، لكن لا اخفي انه لديَّ رغبة في ذلك. لكن في اليوم الذي ستجدني خلف الكاميرا، فهذا يعني انه لديَّ ما اقوله للعالم. في الوقت الحاضر، هناك افكار تجتاحني، لكني لست مستعجلة لتجسيدها. انا متأكدة من ان هذه الافكار ستجد طريقها الى السينما، لكن ربما بعد خمسة أعوام او عشرة او خمسة عشر. (hauvick.habechian@annahar.com.lb)

 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free