http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  يغلق رواقه للفنون التشكيلية
 
الفنان التشكيلي وافي أحمد
يغلق رواقه للفنون التشكيلية
·       الرواق كان من أجل تهذيب الذوق
·       و تربية الحس الفني
 
 عبد الغني سيدي حيدة    
 
 
                الفنان وافي أحمد واحد من الفنانين الموهوبين الذي عانق الفنون التشكيلية منذ نعومة أظافره ، و شارك في العديد من المعارض الفردية و الجماعية على المستوى الوطني و الدولي . لمساته الإبداعية تخترق كل الاتجاهات و المدارس التشكيلية . و تبقى ميزته الخاصة أن كل واحد من أعماله التشكيلية يحتضن موضوعا تراثيا بشكل أو بآخر حيث تمتزج الألوان و الظلال لتعبر ، و بلمسات فنية تشد الرائي ، عن موضوع واضح المعالم إلا أنه كثير الإيحاء و متعدد الدلالات.
 
           و كان أحمد وافي قد أسس في العشرية الأخيرة من القرن الماضي رواقا يحمل إسمه للفنون التشكيلية بمدينة مكناس ، دام لسنوات ثم قرر اغلاقه .
وعندما سألناه : ما الغاية من تأسيسك لذلك الرواق ، الذي لم يعد موجودا ، و أصبح في خبر كان .
أجاب : كان هدفي من إنشاء ذلك الرواق هو فتح المجال أمام الكفاءات الشابة لإبراز مواهبها و عرض منتوجاتها في مجال الفنون التشكيلية جنبا إلى جنب مع الأسماء اللامعة في مجال الرسم ، و تحسيس الآخرين بأهمية الفنون التشكيلية التي تهدف ، ضمن ما تهدف إليه ، إلى تهذيب الذوق وتربية الحس الفني . إضافة إلى التعريف بالتراث الحضاري على مستوى مدينة مكناس و على امتداد رقعة المملكة . و قد كانت كل الأعمال التشكيلية التي احتضنها ذلك الرواق تعالج جانبا من التراث الثقافي المغربي الذي تجلى في اللباس ، و الحلي ، والمعمار ، إلى جانب خصوصيات أخرى لها جماليتها ومكانتها ضمن الموروث الثقافي الوطني .
 
         تأخذ إحدى لوحات وافي أحمد بين يديك ، ثم سرعان ما تتساءل ، لماذا وضع الفنان هذا اللون و في هذا الجزء من اللوحة و لم يختر لونا آخر ، أو لماذا فضل وافي أحمد تقنية الصباغة الناتئة ، عند اشتغاله على هذه اللوحة أو تلك و لم يعتمد أسلوب الصباغة الزيتية أو المائية المتداول لدى أغلب الفنانين و كما فعل مع لوحات أخرى .
 
       لكنك عندما تضع تلك اللوحة على رافد جداري ، و تنظر إليها متأملا من بعيد ، و من زوايا مختلفة ، تتملكك الدهشة و أنت تدرك بأنك أمام أيقونة بالغة الجمال تكاد تنطق بسر ما من خلال ألوان و أشكال و ظلال عرف الفنان وافي أحمد كيف يصوغها بدقة و كفاءة متناهية .
 
        عندما وضعنا السؤال التعجبي التالي : لماذا اختفى رواق وافي أحمد للفنون التشكيلية !
        أجاب أحد المهتمين : لعلها لعنة ما تصيب كل ما هو جميل بهذه الحاضرة.
        قال آخر : لا وجود للعنة تقدر على طمس معالم الجمال ، بل هي الرداءة التي تصارع الإبداع ، وتشوش عليه ، حينما تغفل عين الرقيب أو تنام .               
عبد الغني سيدي حيدة
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free