http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  قطف الأحلام
 
كتبها : مجموعة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في السبت، 8 يناير، 2011
«قطف الأحلام»..
متعة الانفتاح على أفق التخييل الذاتي وحقائقه 1/2
حميد ركاطة
*
هل يمكن القول إن القصة القصيرة جدا بالمغرب، ورغم حداثتها، تحاول من خلال بعض مبدعيها أن تخط لها مسارا جديدا؟ طرحنا لهذا السؤال نابع من تتبعنا لأعمال بعض المبدعين كالقاص إسماعيل البويحياوي الذي يبرز، بالملموس من عمل لآخر، أن كتابة القصة القصيرة جدا ليست على منوال واحد قائم وثابت يمكن الركون والاحتكام إليه، بل هي بحث مستمر واختراق للأجناس الكبرى والصغرى والعالمة والشعبية بمحاورتها وتمثلها والارتحاق منها، على اعتبار أنها نوع سردي مفتوح يسير نحو اكتساب المقومات التي تضمن له صفة الجنس الأدبين حسب القاص إسماعيل البويحياوي"*".
فبقدر ماهي اشتغال دائب، فهي هم يومي تحضر فيه القصة بكل آلياتها، كسفر نحو كيينونة قصصية مشرعة على الآتي، وقطف للأحلام وتحويلها إلى منارات مضيئة في حلكة ليل الكتابة البهيم في أفق فجر ما.
مجموعة "قطف الأحلام" تجربة جريئة، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، في اللعب على ثيمة واحدة، لكن من زوايا التقاط متعددة ومتكاملة في نسج أنا حلمية. فهل كسب القاص المغربي إسماعيل البويحياوي الرهان أم أن مغامرته لا تعدو أن تكون مجرد محاولة لها شرف الجرأة والاستقصاء والتجربب والبحث ؟
برجوعنا إلى تقديم المجموعة، الذي كتبه الناقد العراقي محمد صابر عبيد، نلمس إضاءة رفيعة ودقيقة من خلالها يكشف الناقد عن خط الكتابة ومقوماتها عند القاص المغربي إسماعيل البويحياوي باعتبار قصصه " تسهم في تحويل النوع / الجنس ق ق ج إلى محكي سردي يختلط بأفق السرد ويحيا به ويحييه كي يرتفع بالمسرود والمحكي والمصور والمرئي والمتخيل والمخبوء والمسكوت عنه والمحجوب والمعلن إلى أعلى مستوى ممكن من الاصطدام بالقارئ وتحفيزه وإثارته وتحديه" "2".
وهو أمر لم نلمسه فقط في هذه المجموعة بل عايشناه عن قرب خلال دراستنا لمجموعة القاص " طوفان"" 3" التي وظف فيها القاص الحذف والإضمار والصمت والبياض والتناص. لكن ما يميز "قطف الأحلام" هو الارتكاز على مبدأ أساس يتجلى في الانفتاح على أفق التخييل الذاتي وحقائقه. ففي الثقافة الغربية دراسات تحتاج الثقافة العربية لترجمتها والنهل من معينها، ثم تمثلها ومحاورتها في أفق الإضافة. ورغم أن الدراسات والمقالات والبحوث قليلة فعلا في الثقافة العربية فإن كتابات محمد برادة، وأحمد المديني، ومحمد الداهي حول السيرة وبخاصة مؤلفه" الحقيقة الملتبسة" تقدم صورة واضحة حول جوهر ماجاء به الدارسون الغربيون بعامة. إضافة إلى رسالة دكتوراه الباحثة الزوهرة صدقي التي تابعنا فصولا منها على صفحات موقع دروب.
أكيد أنه لا توجد سيرة بدون تخييل، ولا تخييل عار عن الواقع. هكذا تحاول" قطف الأحلام" خلق حوار ومفاوضات بين الإحالي التسجيلي والتخييلي الحلمي وتجاوز الحقيقة بمعناها الحرفي المطابق للعيان الخارجي إلى الحقيقة بمعناها المحلوم والمرغوب الذي تتشوف إليه الذات أو مايمكن أن نطلق عليه: حقائق التخييل. طبعا عبر جنس/ نوع القصة القصيرة جدا.
وبما أن الحكاية الحلمية لازمن لها فهل يمكن للقاص أن ينجح في إيهام القارئ بواقعية ما يسرد ؟ أو هل يمكن أن يحدث العكس ما دمنا بصدد قراءات. ومع كل قراءة هناك آليات تساهم في نشر هذه الأشكال الحكائية، متعددة الأوجه والمظاهر، أو في تغييبها ؟ لكن ما يثيرنا منذ البداية هو أسلوب هذه المجموعة المختلف طولا وعرضا بالمقارنة مع ما ألفناه في المجاميع القصصية الخاصة بهذا الجنس القصصي القصير جدا .
إنه مشروع جديد قلبا وقالبا، ومبنى ومعنى، بالاشتغال على ثيمة واحدة: الحلم المتنوع الأشكال. ما يجعل آليات الاشتغال هي الأخرى بقدر ما تساهم في اللعب على تقنيات الكتابة القصصية القصيرة جدا تروم خلق الدهشة من خلال تضمين تشكيل بصري مثير ومغاير، مع تقطيع الكلمات بل أحيانا الجمل، وتوطينها فوق مساحات من البياض، أو ضمن النص مجزأة، أو اعتمادها بشكل تصاعدي أو تنازلي تبعا لحالات السارد النفسية والحلمية في تساوق مع أهمية و خصوصية اللحظة والقصة المسرودة من خلال توظيف جمالي.
إنه أمر يخلف، فعلا، دهشة وأحيانا صدمة للقارئ قبل قراءة النص الذي يصعب العثور على مقوم الحكاية واضحا من خلاله بسهولة، نظرا لارتكاز بعضها على أجناس أدبية متعددة وأشكال كتابة وجيزة ذات قرابة مع القصة القصيرة جدا كاللغز والخبر والخاطرة أو الوصف المسهب لحالة ما كما هو الأمر في نص " بوح" ص 13.
نشير كذلك إلى أن العتبات، طالها هي الأخرى، التشكيل البصري. ولم تخرج عن ثيمة الحلم بالمطلق، رغم اتخاذها عناوين مخالفة " تجوهر / الموت / احتضار / طوفان ... فإيحاءات النص المكون لها بمساعدة التشكيل البصري جعل الحلم يستأثر بكل نصوص المجموعة. لكن هل يسعفنا التخييل الذي سمح بدوره للمتخيل أن يعالج القضية المطروحة من استقصاء مفتوح لا تحده حدود ؟
إذا كان الأمر كذلك فإن ملاحظة أساسية تستوقفنا، وتتجلى في كون قصص المجموعة تخالف جوهريا "طبيعة النص الواقعي الذي يكتفي بسرد ما جرى في حدود معينة " "4". وذلك ماسنحاول إبرازه عبر المحطات التالية:
1- نحو أفق جديد للقص القصير جدا "حقائق التخييل الذاتي" في قطف الأحلام
إن المجموعة استشرفت أفق القص الممكن عبر بوابة الحلم الذي أضحى زمنا ومكانا وموضوعا في ذات الآن. وهو ما جعل أطوار وأحداث بعض النصوص تتخذ منحى عجائبيا تمارس عبره القصة طقوسها و تنجزالكتابة تحليقها بغية تحقيق تحول يعيد للمكن رونقه ويحقق قوالب كتابة جديدة ضدا عن كل اقتباس ونمطية ، ما دام الحلم مجرد جسر للعبور من الواقع المريع نحو ممكن القص الذي يصبح سريرا للدهشة والكشف والفضح، وعالما بقدر ما يحتضن غواية الكتابة التجريبية، يحتضن قبلها عالم القص المنفلت.
في بحثها المتميز، تشير الدكتورة زوهرة صدقي حول مفهوم التخييل الذاتي وسماته قائلة " هذه السمات هي التي تجعل المبدعين كما يقول فليب لوجون: “يلعبون على إمكانية التنويع، وتجريبية الأنا، إقتراح وضعيات افتراضية ودفعها نحو الأقصى، دون حصرها في خطاب الحقيقة ، وإنما بإدماجها كوجوه في فضاء تمثيل الذات. وتستلزم منطقة التجريب هذه اتخاذ مسافة معينة ، فلا يُطلب من القارئ الثقة في كل ما يُروى، إذ يتم الابتعاد عن الصدقية الأوتوبيوغرافية مقابل اقتراحات لعبية. هذا ما سماه سيرج دوبروفسكي بالضبط في كلمة جامعة ”التخييل الذاتي” "5"" انطلاقا من روايته”.
مفهوم سنلمسه من خلال مجموعة "قطف الأحلام" بحيث نجد أن الأشياء والمفاهيم لا تحافظ على مفهومها المعتاد بقدر ما تتحول إلى مجالات للدلالة المفتوحة المليئة بالرمزية " دمعة القصة / كمثال" والإحالة على استمرارية وتحول ذات المحكي عنه إلى ذات السارد . تحول طال العديد من الأشياء والقضايا " الحب / الموت / الكتابة / الجنون / التصوف / الأنا / .." بحثا عن الماهية المشتركة بين ّ الأناّ ذات الكاتب وروحه من خلال أحاسيس غير مرئية تحاول الارتفاع، بعد تبخيسها واحتقارها، نحو مراق تفتح أبوابا ومسارات للعبور عبر ذوات تشظت إليها الأنا التخييلية. تحولت لأنا مغتالة تروم تحقيق شروط ذلك الارتقاء من خلال فعل القتل.. إذن كيف سنمارس طقس قراءة "قطف الأحلام" وبأية وسيلة يمكننا ذلك؟
إن أول ملاحظة نسجلها هي الصعوبة التي تواجه المتلقي العادي في التعامل مع المجموعة التي جاءت ثمرة دراسة وبحث وتنقيب متأن لما يربو عن سنوات طوال حول الحلم. حالم محكي عنه، ومن خلاله، وداخله، وبه. فالحلم لم يكن ذلك الحلم العادي المألوف بقدر ما تحول، من خلال هذه النصوص، إلى معطى أساسي وأداة فعالة لتحقيق الممكن والقبض على المنفلت واقعيا وتوجيه سهام النقد إليه، ومن خلاله لمنظومات بأكملها: دينية / ثقافية / سياسية / أخلاقية ...، وذلك عبر تحويل الذات الحالمة أحيانا إلى مملكة تتقد فيها الأحلام وهي تواجه كل القوى الشريرة بحثا عن جانب خير في ذات الجسد مقتصرة على عقل تتفاعل معه دون روح ، وعبر العقل تستعيد الذات المهيضة قوتها وعافيتها، وهي تقصي عاملي الزمان والمكان في محاولة للعبور نحو آفاق الأنا المحلومة الممكنة.
وهو ما يجعل الاحتراق مجرد مرحلة من مراحل تحول الذات، وبالتالي إمكانية لتخليص الروح من جسدها، بنبذ الأصول بحثا عن امتدادات أخرى تضحى فيها الخطيئة تكسيرا للشرف البائد كما الزبد الجاف. حينها تتحول الأشياء وتشحذ قدراتها على الكلام والانتقاد ، انتقاد سيوجه للسلطة الرمزية الدنيوية والدينية وللتاريخ الدموي المرعب. وذلك ما يفتح إمكانية الحديث عن حقائق غائبة كامنة ضمن حقائق التخييل الذاتي. حقائق صارت، في زمننا، مطية للتطرف والإرهاب والموت والقمع . يرى الدكتور سعيد بنكراد في قراءته لرواية" الثوب" لطالب الرفاعي "إنها مفارقة تبنى ضمن السرد وتُرفع ضمنه أيضا. إن حقائق التاريخ متغيرة، أما حقائق التخييل"فثابتة"، إنها أشد وقعا على النفس من "تفاصيل الوجود المرئي".
لذلك، فإن من لم يرُقْه وجهه الواقعي، عليه أن يصنع آخر من تراب التخييل ومائه. "6". فالتخييل الذاتي كمصطلح عرف تحديدات متنوعة وهناك تعريفات عدة له. تقول الباحثة زوهرة صدقي في محور - التخييل الذاتي ومأزق التعريف:" قدم سيرج دوبروفسكي تعريفا بسيطا للتخييل الذاتي معتبرا إياه سيرة البسطاء من الناس الذين لايستظلون بمجد يؤهلهم لكتابة سيرة ذاتية، بالإضافة إلى اعتباره “مؤلف أدبي من خلاله يخترع الكاتب وجودا آخر ويتقمص شخصية أخرى مع المحافظة على هويته الواقعية” وقد أتاح التخييل الذاتي للبسطاء إمكانية تطعيم حيواتهم الفقيرة بالاستيهامات والآمال المفتقدة.
وإذا كانت هذه إحدى فضائل هذا الجنس المستجد إذ يتيح لمفتقدي المواهب تدوين حيواتهم وبالتالي إنتاج أدب من طرف اللا أديب، فإن هذه الإمكانية هي عينها التي دفعت بالكثير إلى نعته بالحقارة والوضاعة وهو النعت الذي تطاولوا به حتى على أعمال الأدباء الذين استظلوا بهذا النوع في بعض تجاربهم، وإذا أردنا أن نقابل التخيل الذاتي كشكل فني أدبي فإننا نضعه في الجهة المقابلة لعلم التعقيد وهو العلم الحديث جدا الذي يحاول الإجابة عن طبيعة الخواص المنبثقة أي الخواص الغير منتظرة منطقيا ونحن إذ نقابله بهذا العلم فإننا نجعل منه واحدا من أهم الأشكال الفنية التي ستغير وإن بطيئا من نظرتنا للكون، كون بات فيه الإنسان الآن شاهدا على انهيار العديد من الأنساق الفكرية التي استأنس بها آلاف السنين."7"
في حين تشير الباحثة جمانة حداد في مقال لها حول إشكال التعريف" ولد تعبير "التخييل الذاتي" في فرنسا الثمانينات، وهو يعني كتابة سيرة متخيّلة، ينصهر فيها الكاتب والراوي والشخصية الرئيسية ليشكلوا "أنا" وهمية، ثلاثية الهوية، تتأرجح بين الواقع والخيال وتعتمل بتناقضاتها. كثرٌ هم الذين ينتقدون - أو يمجدون - هذه الهجمة الأنوية، في الرواية الفرنسية خصوصا، بدءا من أواخر القرن العشرين، وكثيرة هي النظريات والنظريات المضادة والنقاشات التي تتمحور اليوم حول هذه الظاهرة الأدبية "الجديدة"، ويبدو لي ذلك كله في غاية العبثية والافتعال، ويليق به وصف الجدل البيزنطي أو "الحركة بلا بركة":"8"
من هنا فالحلم سيحضى بمقاماته الخاصة به وإيقاعاته وتراتبيته "الحلمية"، ومن خلالها سنلحظ التحول الجوهري في ذات الحالم ونفسيته بما تحمل من مفارقات ودهشة قد تصل حد ذوبان الذات الحالمة في حقائق الكون ونوره كدلالة أحيانا على مكانتها التصوفية. فالدنيا ومتاعها تصبح، بالنسبة للحالم، كالحامل لصخرة سيزيف لن يصادف في طريقه سوى القهر والخنوع والطاعة والملل.
لقد تم توليد المعنى والذات المتشوف إليها في هذه النصوص انطلاقا من مفهوم التخييل الحلمي ضمن ما يسمى بحقائق التخييل الذاتي الذي ظل حسب بعض الباحثين "9" بعيدا عن المساءلة والتقويم " لم يُسَاءَل “التخييل الذاتي” تاريخيا بما يكفي، وبالتالي لازال حظه من الدراسة والمتابعة فقيرا قياسا إلى الأجناس الأدبية الأخرى، وربما كان قصـر مدة ظهوره – وأعني هنا التخييل الذاتي القصدي، المعلن عنه، وليس ذلك المتخفي في تلابيب الإبداعات الأدبية على مر التاريخ – بالإضافة إلى عدم حصره وتحديده نظريا هو ما دفع فانسون كلونا Vincent Colonna إلى اعتباره مجرد وضعية تلفظية وليس إلا نمطا من القراءة، “هو مجرد شكل من أشكال التلقي في سيرورتها نحو البروز” وهو ما سوف يطالعنا من خلال هذه النصوص التي نزحت نحو هذه الآفاق.
وهي آفاق بقدر ما تنتج فيها الأحداث انطلاقا من/ وضمن بؤرة حالة رهيبة، نلاحظ نوعا من الاستمرار والتوغل في بنية الحلم ذاته ورفض الطفو على سطح الحدث الحكائي ، وهذا الاستمرار إعلان عن استقصاء العوالم الأكثر خصوصية والأكثر رهبة ولذة وعنفا بحثا عن ذات وأناها، أو عن الحلم وأجزائه المتناثرة بل المتشظية. وقد حاول سراد هذه القصص لم شتاتها بحثا عن حلم واحد ، واحد فقط من خلال خلخلة النور والظلام / السواد والبياض / الحضور والغياب/ التحقق والتمنع لتسليط الضوء على هذه الأنا وإفساح المجال لها.
2- الأنا ضمن مكونات الكتابة الحلمية
في نص "بوح " "ص 13" نلمس صراعا ومخاضا للتشكل من جديد لكلمة " الأنا " المغرقة في النرجسية من جهة، والدالة على هوية وحضور ذاتي ،من جهة أخرى. أنا ستحاول من خلال البحث عن لم شتاتها تخطي صراط كالشعرة ممتد بين السماء والأرض نحو العدم يقول السارد "يرفعني الألف إلى سدرة الضوء أشع بين النجوم كما الملائكة..تغمسني النون في جذر الظلام أسري في الغياهب كما الشياطين".
هل هي منزلة بين المنزلتين، ورفض لطرفين متناقضي الوجود والعدم حول قبول ذات مفعمة بالأنانية ومغرقة في الانشطار أن تتوحد، بل أن تعود إلى الأصل والجذر الظاهر المفتقد؟ وهو صنيع يجعل البوح تعبيرا عن أقسى وأقصى درجات التمزق الحلمي. فصراع مكونات الأنا ذاتها حال دون تحقق الاتحاد وتسبب في تضخمها المهول وبالتالي إقصاؤها وتشتتها. يقول السارد في نفس القصة" هكذا أنا كرة بياض سوداء تتقاذفها الأرض والسماء".
في حين نجد نص " احتراق " "ص 16". يقصي من مكون الحلم عنصري الزمان والمكان ، ويحول الاحتراق إلى طقس راقص نتيجة للعصيان الذي يحول ذات الحالم العارية إلى فراشة تحوم حول النور والنار لممارسة احتراق جماعي بغية تحقيق الذات المرغوبة والمحلومة. فمفهوم الاحتراق من خلال الحلم، هو بحث عن الكشف ومحاولة للعبور نحو أفق حلمي آخر بعد استنفاد مقام الحلم الأول بريقه وحقيقته. وهو ما يجعل من الاحتراق والفناء وسيلة للتسرب إلى ذوات الآخرين وغرس الاحتراق فيها.
ولعل هذا الطرح الجميل قد خلق تناصا وحوارا مع نص شيخ القصة المغربية السي أحمد بوزفور "العازفة الزرقاء" "10" في طرح مفهوم الانمحاء والغياب الظاهري. لكن الحضور الأبدي يظل في أنفس وأرواح الآخرين وكذلك مع نص " البالون " للقاص أنيس الرافعي "11"، وكذلك مع نص للمبدع محمد سعيد الريحاني في مجموعته "موت المؤلف" "12" "قاتلي أنا لازلت حيا". إنها الذات التي تنهض من رماد التمنع والقمع والاستحالة والوهم تماما كالعنقاء التي تولد من جديد.
يتحول الحلم في نص جريمة ""ص 14" إلى رصاصات قاتلة صاحبها يبحث عن ضحيته المرتقبة بإصرار ما دامت المدينة حسب إدعائه "مدينة كافرة" بالأحلام "لاغتيال المخبرين" وكلما كشفني مخبر أطلقت عليه حلما واحدا
فقط.."
يقول الدكتور حميد لحميداني "والواقع أن كل من يعيد النظر جذريا في طبيعة الكتابة عن الذات لابد أن يكون قد استحضر التحول الذي طرأ على مفهوم الذات في الدراسات الفلسفية والنفسانية على الخصوص. إنه سؤال يعيد النظر أولا في صورة وطبيعة الذات الديكارتية التي تقول أنا أفكر إذن أنا موجودة . لم تعد الذات هي هي، بل أصبحت هي غير هي، وقد عزز هذا التصور الجديد ما كتبه العالم النفساني سيجموند فرويد حين وضع مفهوما مركبا للذات الفردية التي تتصارع فيها القيم المتعارضة: هكذا أصبحت الذات مجرد تركيب ولم تعد وحدة نسقية منسجمة مع نفسها."13"
فتحول الأحلام بهذا المعنى إلى آلة للحتف والتصفية تجلى، بداية، في المواقف من المدينة لا شعوريا بتكفيرها. وهو أمر له دلالاته الضاربة في عمق الواقع المرير.ويمكن إسقاطه، في مستوى أول بسيط، على حراس النوايا وهو يمارسون إقصاءهم الاجتماعي من تكفير للعامة وحصد للأرواح بالتشكيك في إيمان البعض وهم ينزهون أنفسهم كأنهم أرباب للناس جميعا. بل إن الأمر أعمق من ذلك حيث التقابل والصراع بين الفرد والجماعة ونوازع الذات، وصرامة القانون القائم على خدمة مصالح جماعة تستخدمه لمصلحتها ضدا على مصلحة العامة بفعل السلطة.
إن قصة "جريمة" لا تروم جعل الحلم مطية لبلوغ أهداف المعنى فقط، ولكنها توظف الحلم ودلالاته لتحقيقه أيضا ولو بالعنف وقتل قتلة الحلم. فيصبح القتل الحلمي حياة وتحقيقا تخييليا للحلم المغتال وتتحول الجريمة القصصية إلى فعل ثوري تصحيحي نبيل يحقق إنسانية الإنسان وذاته.
في قصة "لوحة الحلم" نلمس وثيرة بناء سريعة بقدر ما تنبئ بالخسارة الكبرى تفتح هوامش للسؤال المرير لماذا نصادر الجمال والفن الممانع ونسعى للقضاء على أصحابه؟
فعل المصادرة إيذان باكتساح القبح القلوب، واتشاحها بالحقد والسواد لأننا في قبضة حراس النوايا ، وربما هذه النظرة القاصرة للنفس تعبر عن كبت وقصور في النظر إلى الحياة نفسها يقول السارد " يقتحم سجن الفن الإجرامي / يعتصم معانقا لوحته ، يطوقه الحراس ، لا يستسلم ، طلقة واحدة وتنساب دماؤه ، في صربة لوحته، الحالمة " ص 56
فـ"لوحة الحلم" رسم لفظاعة جرائم الواقع ومحاصرة الجمال، واغتيال صريح للحلم و أصحابه في وجهه الفني. فالحدث المهيمن داخل هذا النص هو الموت دفاعا عن الحرية: حرية المبدأ / والحياة / والعقيدة ، وان اختلفت النصوص في تطرقها للواقع فإنها تكاملت في رصدها لعمقه وسوداويته انطلاقا من تحريك اللاوعي والمنسي عبر بوابة الأحلام. وهو وجه من أوجه الأنا التخييلية كما تجسدها فئة الفنانين خاصة والمثقفين الأحرار عامة.
هذه البوابة تفضي إلى جغرافيات العالم والروح على السواء، وتتحول جسرا مرتدا نحو تاريخ عرف بالبتر والنقصان ومليء بمغالطات كتبة البلاط مزيفي الحقيقة. وهو أمر نلمسه في بيعة الأحلام مثلا وكأن قدرا يضعنا أمام مخطوط لمؤلف مجهول نظرا لكون ما خطته يده هو عبارة عن جمل قصيرة ولقطات منقولة عن سراد ، مما فتح شهية التقاط مداخل لتاريخ واحد هو في الأساس لقطات حلمية تحولت إلى سرود متعددة لرواد يتقاسمون عبء الخبر الواحد.
تقاسم يبرر كونهم كانوا عليه شهود عيان، بل عاشوا تفاصيله المريرة كما أنه، ونظرا لتراتبية الحدث، يبرز التقاط الكتبة تاريخ الإمبراطورية " من نشأتها حتى انهيارها " من خلال مساحة حلمية لصراع سيبدأ بالقضاء على الحالمين والمنافسين لمجد الإمبراطور وانتصار الذات الحالمة لتقطف حلمها الدفين. يقول الراوي الأول " وفي الساحة العامة أشرف الحاكم بنفسه على إحراق رجل أصابه مرض الحلم بسقوط الإمبراطورية " ص 28.
موقف تتجلى فيه مفارقة وبطش ظاهر في القضاء على المعارضة، والتي أشار الراوي الثاني أو اكتفى بالإشارة فيها إلى نفيهم وإبعادهم ، ناهيك عما عاشته الإمبراطورية، بعد استتباب أمنها ومجدها، من كوارث وجوائح طبيعية بانتهائها سيخلد السلطان، ظاهريا، على متعه وعالمه الذي سينهار بتحقق أحلام معارضيه والمنفيين في الجبال. يقول الراوي الرابع" وعاش الناس حتى شاهدوا الإمبراطور حافيا عاريا راكعا يبايع الأحلام المتوحشة تربعت على عرش المملكة " وهنا نلج تناصا للقصة مع مسرحية الملك لير لويليام شكسبير "14". وانتصارا تخييليا للحلم والذات الفردية والجماعية التي تبنيها المجموعة القصصية وتنتصر لها.
3- قتل الأب / قتل الكاتب والسارد على السواء
في نص "حلم" يتحول البطل إلى تفاحة صغيرة تأكل شجرتها الشريفة ، وهذا التحول من الضعف إلى القوة يحيل على ممارسة القتل والعقوق تحقيقا للأنا وسعيا نحو تمكينها من سلط دنيوية، وجعلها منبعا وملاذا للخلق والابتكار والتجديد. والحياة يقول السارد " حتى صرت أراني ملاك المنامات اللواقح أنفخ في كواعب الأحلام فاكهة رؤى يرشف منها الأمل شموخه الآتي" ص17.
إن هذا التحول من مسبب للحتف إلى مانح للحياة يجعل من تفاحة الحلم تفاحة للخطيئة والعصيان والتمرد الجميل الإيجابي. و بقدر ما تحقق من خلالها الاستمرار ستعرف هي الأخرى نهاية وحتفا تعرضت له "الشجرة الشريفة الضخمة"، و تمت الإشارة إليه بحروف متناثرة تعبيرا عن الوهن والضعف والتفكك وبالتالي العجز، وكأنها مملكة تمزق على ثوار بل ثائر حالم واحد أحس بالاحتلال ورغب في تحويل مجرى تاريخ الملك "ليلتها شاهدتني تفاحة قلقة تحتلني ش ج ر ة ش ر ي ف ة ض خ م ة من محيط حلمي إلى خليجه. قلت بيني وبين خطيئتي سأكون الصغير الذي أكل الكبير" ص 17.
فالقتل من أخطر ما ناقشته المجموعة بالإضافة إلى الإرهاب والجنس والدين. موضوع القتل لم يكن قتلا عاديا بقدر ما هو قتل موجه من الفرع نحو الأصل كما رأينا في نص "حلم". لكن نصا آخر كان أكثر رهبة من الأول، كابوسا حقيقيا تجسد في قصة "الدودة" ص 34، مما يدفعنا للتساؤل عن سبب التلذذ بغزو العتمات وتجاوز الخطوط القزحية. هل بإمكاننا الحديث عن دودة القص المتحولة، والتي تروم نسج خيوط الحكايات الحريري فوق جثث الآخرين بهدف البحث عن التحول الجذري؟ وهل من حق النص أن يتخلى عن أهم مكوناته الحكائية أو التفريط فيها، والسماح بالسقوط من علو شاهق في ذروة الأحداث كي تحقق دودة القص طموحاتها الذاتية ضدا عن المؤلف وتمارس طقوس القتل والإقصاء والهتك؟
في نص الدودة تتحول القصة القصيرة جدا إلى آلة للحتف والقتل والتصفية والمحو يقول السارد "وطفقت تأكل أشباح فقهاء وقواد وكتاب وحكماء وأفكار متحللة في قاع الكلمات" ص 34.
إنها نفس الدودة التي سوف لن تكتفي بقتل أفكار الآخرين أو تنحية المعارضين لتبادر وبشهية مفتوحة أكل صاحبها يقول السارد "التفت إلى نفسه فوجد الدودة تأكله.
وكانت النهاية
القصة
دودة
جدا". ص 34.
إن النهاية المساوية تجعل الكاتب في بطن دودة أفكارهن وأناه التخييلية الحلمية، التي بمجرد ما نحت معارضيه بادرت إلى قتله كمصدر للمعرفة، مما جعلها نقيضا لنفسها هي لنستخلص أن القصة وسيلة للمواجهة لكنها غير آمنة ما دامت تنتكس وتتحول إلى رصاصات تقتل صاحب البندقية. إنه حلم أنا التخييل الذاتي التي تمارس القتل على المعيقات وعلى الجزء الميت من ذاتها، هي نفسها، للوصول إلى المقام الحلمي العميق واللهب المحرك دون حدود على جميع المستويات. ومنها الذات التاريخية والدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية التقليدية، ومنها القصصية، كقطيعة قصوى مع الآخر العائق الواقعي والافتراضي القابع في حضن اللغة والصيغ الجمالية لإدراك العالم وتمثيله.
هكذا نلمس أن هناك تحولا في تشييد القصة القصيرة جدا من الاعتماد على شخوص لتصعيد الحبكة إلى الاعتماد على السارد نفسه تستنهض همته كي ينقذ الحدث من مأساويته والمساهمة في تطويره إيجابيا ولو على سبيل تقديم مساعدة ما، أمر لمسناه في نص الموت ص 38 حيث السارد يرصد حالة لقصف المدنيين المتسبب في حتف أم كانت ترضع طفلتها. أمر سيؤدي إلى حدوث بتر في تشييد الحكاية لتستمر أطيافها والتماعاتها في نقط الحذف وشاشة البياض المترعة بالأحداث التي جعلت النص مفتوحا على الجراح والموت الضمني. أمر سيحفز القصة ذاتها وهي تنتفض ضد واقعها وتستنكره، تلفظه وكأنها في حالة كابوسية. أمر جعلها "تهرع إلى السارد فلا تجد سوى
ج
ث
ة
ح
ز
ي
ن
ة " ص 38.
إن موت السارد يعني ضمنيا موت الكاتب. موت بالجملة يسوقه النص المتمرد النازع نحو الإثارة والقتل لتشييد الأنا الحلمية التخييلية الشمولية على جميع الأصعدة كما أوضحنا ذلك.
4- الحلم بين الحقيقة والمجاز
إن حقائق تفسير الأحلام تظل ضمن تاريخ التفسير ذاته مجرد تبرير لوقائع تتوق النفس لتحقيقها، حتى إذا ما كان ذلك بحد السيف تحول تفسير الأحلام ذاته إلى تبريرات لاستعمال العنف والقوة والغلبة. عنف ضارب في الذات الإنسانية التواقة للبحث عن بر أمان يقيها شرور أحلامها، لكن التفسير يحول الفراغ إلى رهانات مستقبلية ضاربة في عمق العنف. وهو أمر تجلى من خلال المقتطفات التي ضمنها سارد النص من كتاب ابن سيرين الذي تحول إلى كتاب دامي ونازف. وقد ساق طرحا غريبا رابطا بين مقدمته "من رأى آدم على هيئته نال ولاية عظيمة " وبين موقف الصراع الدامي الذي استمر حتى النهاية يقول:
" كتاب
يقطر
دما
دم
دم
دم
م
م
م
.
.
" ص 31.
إنه السارد وخلفه القاص يدين حتى الجهاز المعرفي لتفسير الأحلام الذي وجه الأحلام وفق منظور أيديولوجي ديني أعاق جوهر الحلم – وفق طرح المجموعة طبعا- وحوله إلى بركة دماء مازالت نازفة، كما توحي كلمة دم التي تشظت إلى حروف تقطر دما وألما وأنينا "م م م". وقطرات مداد موحية جدا أغرقت القصة في جو القتل والموت والجريمة.
في بعض نصوص المجموعة ينتقل السارد من الإخبار عن لحظة الحلم وأحداثها وجبروتها وعوالمها وفضاءاتها الممتدة وأحداثها الملغزة إلى الحديث عن لحظة ما بعد الحلم ليتحول إلى واقع ضمن حكي داخل حلقة لانهاية لها. والسارد يتوسط حشودا بحثا عن حل لغز مبتدئا كلامه "خيرا وسلاما يا قارئي" ص 26.
وهي مقدمة يرددها متلقي الحلم وليس سارده. أمر يجعل من نص لغز يلعب أدوارا معكوسة بتحول المتلقي لحالم والسارد لمتلقي الحلم. وهي دعوة مبطنة للقارئ للمساهمة في حل لغز الحلم و توريط له في حلم مضاد كأنه خيط رفيع يمده السارد لجر القارئ لفك وإعادة نسج باقي خيوط المجموعة ككل. بل سيكون المتلقي أمام سارد عجائبي من خلال نص "الوردة الساردة" ص 27 التي تحكي قصة البستاني الذي قطفت رأسه الملكة. وهو تحويل للواقع وللأدوار داخل بوثقة حلم يتحقق فيه المحظور والممنوع ويتفجر المكبوت.
من هنا سنلمس في الواقع تشييد عالم الحلم العجائبي بشخوص يتم أنسنة بعضها لأداء المهمة الحلمية على أحسن وجه . فالبستاني الذي يزرع الحياة ويتعهد الجمال سيتحول إلى وحش " مصاص دماء / سفاك"" يمسح فمه فتتدلى منه باقات الياسمين" ص 27.
إنها كتابة مومضة وواخزة من خلال اللجوء إلى اللقطات المتوالية السريعة، مما جعلها دالة على احتواء آلاف الصور المرئية المركبة والثاوية لكثير من الأسرار المغيبة للحقائق التي من خلالها يمكن تبرير صمت الساردة. وقد بدا كلامها محذوفا في أكثر من مناسبة، وهي تهيء المتلقي للفاجعة الأخيرة التي تمثل انتقام الورد من سفاحه، من خلال مشهد مواساة من وردة لأخرى تقول:
" وردة تتدلى على جثة
تحكي لها عن
ملكة
قطفت
رأس
بستاني
حالم
.
.
.
" ص 27
إن مكونات هذا الحلم تجعل من بعض النصوص تغيب عناصر الحكاية الأصلية لتجعلها فاقدة لروحها بشكل متعمد. وهو أمر يترجم واقع الحلم ذاته حيث يصبح الجسد في علاقة تفاعل مع العقل لوحدهما. وهو ما يجسد حالة غياب وموت وغيبوبة، إن صح التعبير، حيث أن البنية الحلمية هي المسيطرة في النص الذي يطغى عليه الوصف. وقد أقصى من حسابه روحه . إن نص "شكوى" يطرح إشكالا من نوع آخر تجلى في تفسير الأحلام بين فرويد وابن سيرين.
وهي محاولة في الواقع لطرح إشكال كبير بين الرجوع إلى تأويل الحلم ذاته ورمزيته ودلالاته ، وبين اعتبار اللاوعي منطقة لتشكل الحلم والإرادات الكبوتة بالقوة. تضارب سيجعل السارد ينزح نحو البحث عن معطى وأدوات خاصة للتعامل مع حلمه من خلال ترجمة وتحقيق وصال مع الحلمة التي كانت مصدر الشكوى والسبب في إثارة المشكل ، وقد حققت ذلك وترجمته بالملموس من خلال إطفاء رغبتها وخضعت للراحة " تلك الحلمة رأت كابوسا" ابن سيرين يفرك أعضاءه التأويلية وفرويد يمسد قضيب اللاوعي.. تلك الحلمة تطفئ رغبتها في وتلوذ بالشخير " ص 46.
فالسارد بقدر ما تضايق من التفسير التأويلي الديني والعلمي للحلم أبرز أن حاجة الجسد تكون ضرورية بتلقيه جرعة حلمية أصيلة دون البحث عن حيثيات مغرقة في التأويل والتفسير غير المجدي لأنه يريد الفعل التخييلي ويحرض على توابعه في الواقع كنوع من تأثير فعل الكلام القصصي.**
_____________
* كاتب من المغرب
** من مداخلة القاص " القصة القصيرة جدا نوع تخييلي سردي جديد" في ندوة تكريم الناقد المغربي نجيب العوفي بكلية الآداب – الرباط 2010.
"1" إسماعيل البويحياوي "قطف الأحلام قصص قصيرة جدا، دار التنوخي للطابعة والنشر والتوزيع الرباط 2010
"2"محمد صابر عبيد من التقديم الخاص بالمجموعة ص 12
"3" إسماعيل البويحياوي " طوفان قصص قصيرة جدا سندباد للنشر والإعلام القاهرة 2009
"4" د عبد الرحيم مودن الشكل القصصي في القصة المغربية الجزء الأول ص 255 منشورات دار الأطفال الطبعة الأولى الدار البيضاء صيف 1988
"5"الباحثة: الزوهرة صدقيhttp://www.doroob.com/?p=46539 دراسة تحت عنوان " حول مفهوم التخييل الذاتي
"6"د . سعيد بنكراد حالات الثوب قراءة في رواية " الثوب " لطالب الرفاعي http://www.saidbengrad.com/ar/altawb.htm.
"7" الباحثة الزوهرة صدقي من أجل وعي نظري بالتخييل الذاتي موقع المظلة للقاص مصطفى لغثيري
"8" جمانة حداد بأكاذيب الخيال والذاكرة والعكس بالعكس. أو حريّ بي ان اقول: لحسن الحظ نقلاً عن: "النهار" – 16/1/06
http://www.terezia.org/section.php?id=394
"9" الزوهرة صدقي من أجل وعي نظري بالتخييل الذاتي مرجع مذكور سابقا
"10" أحمد بوزفور مجموعة قالت نملة نص العاوفة الزرقاء ص 333 ديوان السندباد قصص منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب طبعة ثانية 2009
"في الصمت الشامل العميق ، لم يكن يسمع إلا مزيج خافت من الزفير الناعس والهفهفات الرفرفراتالعابرة والحفيف الخفيف ، يشع في فضاء القاعة : مزيج خافت يتفاعل ويتداخل وتمحي حروفه وحافته فيلامس ويعذوذب وهو يتلاشى ويتسرب مع الأوكسجين ، إلى رئات الحاضرين"
"11" أنيس الرافعي اعتقال الغابة في زجاجة قصص صوتية دار التنوخي للطباعة والنشر 2009 ص 51
" أما هذا البالون . هذا البالون تحديدا . البالون الذي كان زوجها الراحل قد بث فيه زفيره قبل لأن يخونه قلبه على حين ذبحة .....بعد هذا فقط قادرة على مواصلة الحياة في غيابه ، ولكن وهي تحمل أنفاسه بداخلها إلى الأبد " ص50
"12" محمد سعيد الريحاني موت المؤلف مجموعة قصصية طوب بريس 2010
يقول السارد ص 49 " .. لكني فكرت في طريقة أخرى أعود من خلالها إلى الحياة : الإنبعاث داخلكم ، العودة إلى الحياة من داخلكم ومجالستكم في داخلكم وتأنيبكم من داخلكم . ... قاتلي أنا لا زلت حيا ...قاتلي أنا هنا داخلك فلا تنتحر ! "
"13" د حميد الحميداني ، السيرة الذاتية بين الحقيقة والخيال تقديم كتاب الدكتور محمد الداهي "الحقيقة المتلبسة "من النص إلى النص المرتبط : http://dahimohamed.unblog.fr/2008/06/17/48/
"14" وليام شيكسبير " الملك لير " مسرحية
مضمون النص " ليست مجرد قصة ملك ضليل مخدوع ، أخذته العزة بالإثم وغشى الله على بصره فانخدع بمعسول القول وأعطى حيث كان يجب أن يمتنع ، ومنع حيث وجب العطاء . ولم تنكشف بصيرته ويميز الخبيث من الطيب إلا بعد أن وجد نفسه ملقى كأنه كومة زبالة في العراء .. أنها قصة المبصر الأعمى ، والأعمى البصير " بدر سيد عبد الوهاب الرفاعي ص الأخيرة من غلاف المسرحية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "من المسرح العالمي الطبعة الثانية يوليو 2008.

 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free