http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الكتاب يدعون
 
الكتاب يدعون إلى التغيير ويطالبون اتحادهم بمسايرة التحولات المجتمعية

سعيدة شريف
خاص بالموقع
الكاتبات يطالبن بتمثيلية وازنة للمرأة داخل هياكل المؤسسة
أجمعت مجموعة من آراء الكتاب والكاتبات على ضرورة إعادة الاعتبار لاتحاد كتاب المغرب، وتغيير أساليب تدبير شؤونه، خاصة بعد المشاكل والمهاوي، التي انساق فيها في السنوات الأخيرة، بسبب تغليب بعض مسيريه للأسئلة الذاتية على حساب الأسئلة العامة، وتهميش الثقافة المغربية بشكل عام، وإدخال الاتحاد في نفق مسدود، يأملون في أن يكون المؤتمر المقبل للاتحاد، الذي تأجل بسبب تأخر قانون المالية، وانحسار الدعم عن هذه المؤسسة، محطة أساسية للنهوض بهذه المنظمة العتيدة، التي تخلد هذه السنة ذكرى تأسيسها الخمسين.
كما طالبت الكاتبات المغربيات هذه المؤسسة بضرورة إيلاء الشأن الثقافي الأهمية اللازمة، ومسايرة الاتحاد للتحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، وشددن على الرفع من تمثيلية المرأة داخل هياكله، وإعطائها المكانة اللائقة به، وأعربن عن تخوفهن من أن يسلك الاتحاد نهج الحكومة الجديدة بالمغرب، التي لا تضم إلا امرأة واحدة ضمن تشكيلته الوزارية، وهو ما جعل القاصة لطيفة باقا تعلق عليها في تصريح لـ"المغربية" بالقول ""إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" هو لسان حال الحكومة البنكيرانية وربما يكون الاتحاد أكثر "تعددا" هذه المرة".
 وفي هذا الإطار صرحت الناقدة رشيدة بن مسعود لـ "المغربية" أنه بغض النظر عن تمثيلية النساء المحدودة داخل الاتحاد، فإنه "بادر إلى مقاربة النوع الاجتماعي في مكاتب سابقة، إلا أن ما حدث في المؤتمر 17 للاتحاد وغياب المرأة عن تشكيلة مكتبه التنفيذي، زرع لدينا كمثقفات نوعا من القلق". ودعت إلى ضرورة دمج المرأة في المكتب التنفيذي، والفروع، أو اللجوء إلى مبدأ الكوطا، ما دامت المناصفة مستبعدة، لأن عدد الكاتبات أقل بكثير من الكتاب.
وأشارت بن مسعود إلى أن المؤتمر المقبل للاتحاد ينعقد في ظرفية وطنية لها خصوصيتها، في مرحلة ما بعد دستور 2011، وفي ظرفية تأتي على المستوى الداخلي للاتحاد، الذي يعرف بعض الاختلاف، ولهذا، كما قالت، تعد لحظة المؤتمر حاسمة ومركزية في مصير الاتحاد، الذي من المفروض أن يكون فاعلا في النهوض بالشأن الثقافي في المغرب، وبلورة ثقافة جديدة.
وأوضحت بن مسعود أن المدخل الأساسي لكي يعيد الاتحاد عافيته ونجاحه هو إنجاح محطة المؤتمر الأساسية، وأن يفرز أجهزة قوية منسجمة تضم كفاءات ثقافية، وعلى معرفة واعية بمسار وحاجيات المنظمة، وكيفية التدبير الرشيد للمنظمة، التي يجب أن تتحلى بالجرأة في طرح وملامسة الإشكالات الثقافية الكبرى. 
من جهتها، رأت الشاعرة ثريا ماجدولين أن المؤتمر المقبل للاتحاد يجب أن يطرح سؤالا أساسيا حول دور هذه المنظمة اليوم، خاصة أنه بعد مسار، متألق، على مدى 50 سنة، أصبح اليوم يقوم بدور جمعيات عادية ولم يعد له ذلك الدور الطلائعي، وتساءلت: هل مازالت مؤسسة الاتحاد صالحة اليوم أم لا؟
وأضافت ماجدولين أن على هذه المؤسسة أن تغري الكتاب بالانتماء إليها، وأن تدعهم من خلال مشاريع ثقافية واضحة تخدم البلد وليس العكس.
أما الشاعر محمد بودويك فذكر أنه "يفترض في المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب أن يكون مؤتمرا نوعيا حتى لا أقول استثنائيا، بالنظر إلى عدة عوامل ودواع، من ذلك، تجاوز الإحباط الذي رَانَ بُعَيْدَ المؤتمر السابع عشر، وإنجاح المؤتمر الثامن عشر من حيث رفع سقف اليقظة، والحرص على إعمال السؤال الديمقراطي في جلسات المؤتمر، ما يستدعي تصحيح وتعديل بعض البنود، بغية رفع اللبس عنها، وإبعاد التآويل التي كانت واحدا من الأسباب التي شقت صف المكتب التنفيذي الحالي".
وأضاف بودويك أن المرحلة التاريخية والاجتماعية والثقافية التي يمر بها المغرب تقتضي من منظمة الاتحاد، حضورا ضاربا، متورطا، بالمعنى الإيجابي والمسؤول للكلمة، في الشأن التعليمي والثقافي، من خلال إبداء الرأي، وطرح الأفكار، وعقد الندوات، قصد تقديم وجهات نظره للدوائر المسؤولة، وللقطاعات الحكومية المعنية، مشيرا إلى أنه يطمح في أن تعود تلك الروح الوثابة، والتوهج الثقافي اللافت، والفكر التقدمي الذي شكل رافدا أساسيا لهذه المنظمة، التي من المفروض أن نحتفل بذكرى تأسيسها الخمسين اليوم.
من جهته، اعتبر الكاتب مصطفى النحال أنه بعد الكبوة التي عاشها الاتحاد مع الرئيس السابق، دخل في مرحلة البيات، وأنه منذ الاجتماع الأول كان الاتفاق على أن يتكلف المكتب التنفيذي بالإعداد للمؤتمر، الذي لم يكتب له الانعقاد بعد، موضحا أنه ليس هناك إلا خيار واحد لكي يضطلع الاتحاد بدوره الجديد، من خلال جوابه عن سؤال أساسي مرتبط بعلاقته بالدولة، خاصة أن هناك حكومة جديدة، وبالتالي فعلى الاتحاد أن يوضح علاقته مع الدولة، ومع مؤسسات المجتمع المدني، ومع مؤسسات خارج المغرب.
وأشار النحال إلى أن الاتحاد لا يمكن أن يعود إلى لعب أدوار مهمة ببنياته المهترئة، وقال إن على المؤتمرين أن يتجاوزوا الطابع الاحتفالي بالذكرى الخمسين لتأسيس هذه المنظمة، بالقيام بوقفة تأمل ونقد حقيقيتين في مسار هذه المؤسسة، التي تحتاج إلى الكثير من التصويب والتصحيح لأشياء مصيرية.
أما الشاعر والفاعل الثقافي بمدينة وجدة، يحيى عمارة فذكر أن "أهم شيء تقدمه المنظمة للمغرب الثقافي هو الاشتغال على حياة المثقف المغربي، الذي يعد قمة الرأسمال البشري الناضج والعنصر الفعال في تطوير آليات التفكير الثقافي المغربي، بالإضافة إلى الإسهام في التعريف بالمشهد الثقافي بكل أصنافه وأجناسه"، مؤكدا أن المطلوب من المؤتمر هو التخلي جذريا عن بعض المظاهر الغريبة التي بدأت تسيطر على ذهنية بعض أعضاء الاتحاد، التي ولم تكن موجودة حتى في فترات الاحتدام السياسي الإيديولوجي، من بينها حضور الذات العمياء أثناء وضع الاسترتيجيات الكبرى للاتحاد، وغياب الوعي عند بعض الكتاب بأن المنظمة ليست ملكا خاصا لهم.
وأوضح عمارة أنه يجب "استحضار الثقافة الديمقراطية  أثناء المؤتمر، وحسن الإنصات للاختلاف، والتشبث بمبادئ الحكامة الجيدة، وعدم السقوط في  العنصر العشائري والقبلي والجغرافي  أثناء الاقتراع، لأننا في أمس الحاجة إلى مكتب تنفيذي منسجم، يراعي تاريخ المنظمة، ودورها الطلائعي، وانتظارات المثقفين من هذا المؤتمر. فالمطلوب من المؤتمرين، التصويت على مثقفين متزنين، يستوعبون المرحلة، ولا يقدمون استقالتهم بسرعة، لأن من لا يؤمن بالاختلاف والحوار، والموضوعية، والمصلحة العامة، وشروط التاريخ الديمقراطي، ليس مثقفا بالمعنى البسيط للمثقف".

 

 

 
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free