http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  السيد نجم
 
لاأخشى على هويتي من الفايسبوك



السيد نجم
روائى- ناقد
(أمين سر اتحاد كتاب الانترنت العرب)
القاهرة فى 14-9-2010م
الاخوة الأعزاء
أظن أن ما يطلق عليه بالشبكات الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية أو الانترنت، هو شكل ما من أشكال معطيات الانترنت، وقد راجت وانتشرت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، لعدة أسباب منها أنها بسيطة وسهلة فى الشكل والمحتوى، بحيث دفعت بعدد هائل للتعامل معها، ليس بهدف (اجتماعى) بل بهدف أن يقدم المتعامل نفسه الى العالم الافتراضى الذى ما زلنا نجهل هويته، ومؤثراته النفسية، بحيث يتدافع الكبير والصغير نحوه على شكل محادثات وتفاعلات غيرها، وبجرأة -على دراجات عالية الى حد غير ملائم أحيانا- على ظن منه أن لا أحد يراه أو ربما لن يتعرف عليه على أرض الواقع! وهو ما جعل بعض الأطباء النفسيين لا يجدون تفسيرا محددا لهذه الظاهرة التى رصدوها، وربما مع المزيد من البحث سيجدون تفسيرا وبالتالى اعطاء محددات للظاهرة من أجل أن نتعامل مع تلك الشبكة بمزيد من الوعى والتفاعل الايجابى.
هذه المقدمة أو هذا المدخل أكتبه كى أبرر به ما أظنه حقيقى، أولا.. ليست موافقا على المسمى (الشبكات الاجتماعية) نظرا للفوضى العارمة التى تكتسى وجه شاشة الحاسوب، وفى الوقت نفسه على قناعة بأنه يمكن لكل مجموعة متجانسة فى التوجه والرؤية العامة أن تخلق لها مجموعاتها أو حتى صحيفتها الرقمية.. اذن المجتمع الواقعى الواعى بذاته وتوجهاته هو السابق على توظيف معطيات الشبكة وليس العكس.
أهمية ذلك هو أننا سوف ندخل الى مجموعة ما، أو نتعامل مع واحدة من الفيس بوك أو التويتر وغيرهما، ونحن أو من الأفضل القول وأنا واعيا عما أريد ولماذا ومع من سوف اتعامل؟
أتنبأ فى السنوات القليلة القادمة، سوف يختفى مصطلح الشبكات الاجتماعية، وما حدث مع زخم وفوضى انشاء المواقع خلال السنوات الأولى من شيوع شبكة الانترنت، ثم اختفاء أعداد هائلة فيما بعد، حتى أننى أرصد عام 2006م أصبحت المواقع الجادة صامدة ومستمرة، بينما تلك التى ظهرت عشوائيا، اختفت!
*ولما كانت الأسئلة قد حددت محور اساسى هو مستقبل علاقة المتعامل مع تلك المسماة شبكات اجتماعية، وهو توجه حميد وذكى من واضعى الأسئلة.. يصبح التناول أكثر دقة، فأجيب:
-لا اخشى اطلاقا على هويتى من "الفيس بوك" أو غيره، لأننى أنظر اليه ولغيره باعتباره وسيلة أستخدمها وقتما اشاء، ومع من أشاء، وفى الغرض الذى أريده.. والا فلا توظيف له عندى، ولن التفت اليه. مع الوضع فى الاعتبار ان هويتى الواعية بابعادها الانسانية العالمية او الكونية تشكلت قبل الفيس بوك وبعوامل وعناصر أخرى أكثر عمقا، وهنا مربط الفرس كما يقول العرب.. ماذا نريد نحن من هذه الوسيلة أو تلك؟!
-ربما تلك الأشكال المسماة شبكات اجتماعية، أقرب الى شكل التليغراف (البرق) كوسيلة لنقل المعلومات أو الأخبار الخفيفة، وليس للتثقيف أو الدعم الثقافى.. غير ميزة سرعة نقل الخبر لا أجد. أما اذا كان السؤال يعنى أننى عن طريق تلك الشبكات تعرفت على عشرات أو مئات أو حتى آلاف من الأشخاص لمجرد أن صورتهم تزين صفحتى، فهذا غير حقيقى.. أى صداقة تلك التى يمكن أن تجمع بين أكثر من مجموعة فى حدود عدد اصابع اليد الواحدة (صداقة حقيقية)؟!
-الانخراط فى مثل تلك المجموعات منطقى ومبرر على الأقل الآن.. لكن العبرة فى المستقبل، لننتظر ماذا سيحدث بعد سنوات قليلة، وهو ما أشرت اليه سلفا فى المقدمة.
-الانكفاء على الذات فى (موقع أو صفحة على الفيس بوك أو مدونة) دون التفاعل مع بقية معطيات الشبكة العنكبوتية، فى غير صالح الفرد وخصوصا المبدع.. ومع ذلك فلا خوف ولا قلق على الأشكال المختلفة من صفحات الفيس بوك التى ينعزل بها أصحابها، فهى قليلة ولا تؤثر لو استخدمنا المنهج الاحصائى.
السيد نجم
روائى- ناقد
(أمين سر اتحاد كتاب الانترنت العرب)
القاهرة فى 14-9-2010م

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free