http://kouttab-al-internet-almaghariba.page.tl/
  الانفجار الروائي.. لماذا؟
 
 
كتبها : مجموعة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في الإثنين، 29 نوفمبر، 2010 | 
الانفجار الروائي.. لماذا؟

العثمان: الكاتب الباحث عن الشهرة.. كالفراشة الباحثة عن الضوء.. نهايتها الاحتراق
فرزات: الرواية تشبه ثرثرتنا.. ولهذا يقبل الجميع عليها
بوغيث: البعض يتباهى بأخطائه معتقدا بأنها اسلوب جديد وفريد
أجرت التحقيق هنادي البلوشي:
لايخفى على اي مطلع على الساحة الثقافية، كقارئ او كاتب او ناقد، الكم الهائل من الروايات التي تصدر عن دور النشر والطباعة المختلفة في كافة ارجاء الوطن العربي، وتجلت هذه الصورة بشكل فاضح في معرض الكتاب الذي انتهى منذ اقل من شهر وبمرورنا على العديد من دور النشر، وقراءتنا للعديد من العناوين الروائية، لكتاب غير معروفين، لم نسمع بهم من قبل في محفل ادبي، ولم نشهد لهم اية بداية ولو متواضعة قبل ان نقرأ اسماءهم بالخط العريض على اغلفة تلك الروايات، يجعلنا نتساءل حول هذه الظاهرة، ظاهرة الانفجار الروائي:
الروائية الشابة ميس العثمان حول هذه الظاهرة قالت: هي حالة عامة في الوطن العربي على ما يبدو، وفي حالة – الآن – اراها شبيهة بالانفجار «الغنائي» مثلا الذي حدث قبل سنوات.
وهي سعي اول للشهرة والظهور والتكالب، بعيدا عن كون «الكتاب / الاصدار، يحترم مكانته، ورؤاه وافكاره، وارى انها موجة مكثفة، تشتد، كما اشتدت في فترة سابقة «موجة الشعر والشعراء». من يهوي الكتابة الفصيحة كان يسمي نفسه شاعرا ومن يكتب خاطرة يدعو نفسه مؤلفا، ويقتنص الاعجاب من هنا وهناك، ولكن من الطبيعي انها حالة تمضي بعد فترة ولايبقى الا الاصوات الحقيقية الاصيلة التي تبحث عن الفهم والثقافة والابداع، وليست تلك التي تبحث عن الضوء فتحترق. وحده الكاتب الحقيقي الحقيقي يعرف بان هناك زيفا كبيرا في نوايا كثيرة من يوسمون انفسهم بالكتاب.
وعن تأثير النقد على ظاهرة الانفجار الروائي قالت: ربما ساهم الناقد في رفع اسم موهوب ما ليحتل مراتب عليا في المحافل الادبية، واقول ربما، لأن مقياس الذائقة النقدية مختلف من شخص لآخر، إنما معايير الابداع ثابتة ولا خلاف عليها.
< ثرثرة أما الروائي والكاتب الصحافي عدنان فرزات، فقد عبر عن رأيه بخصوص ما يحدث حالياً في الساحة الثقافية العربية من ظهور العديد من الاسماء التي تطلق على نفسها لقب كاتب روائي، قائلاً انه من الناحية الفنية التسمية صحيحة بغض النظر عن المستوى، فمثلاً كل من يكتب سرداً مشتملاً على قواعد السرد من حبكة ومتن وتصاعد أحداث وحلول وبناء شخصيات فهو روائي من الناحية الفنية ولكن نعود للسؤال السابق: هل هو روائي جيد أم رديء؟ ربما كون الرواية تمنح فضاء أوسع للتعبير من الشعر وهي تشبه ثرثرتنا اليومية التي نحكيها بيننا، قد ساهم في الاقبال على كتابة هذا النوع الادبي. ولأنه من الصعب جداً على أي إنسان فاشل ابداعياً ان يعترف بذلك، يبقى القارئ هو الناقد الأكثر صدقاً، ولكن تبقى المسألة معقدة لذلك الافضل ان ندع كل انسان يدلي بدلوه من باب حرية التعبير، فإن يولد الحبر على الورق ميتاً أفضل من أن يموت الحبر في الأقلام. وعن سؤالنا له عما اذا كان يعتقد بوجود مواهب جادة فعلا وسط هذا الكم المزدحم الاسماء، أكد على وجود هذه المواهب، مبدياً إعجابة برواية وليد الجاسم «فانيلا» وهو الذي لم يكتب رواية من قبل ولم يعرف على الساحة كروائي قبل «فانيلا». ولاحظ فرزات في السنوات الأخيرة حضورا للمرأة الروائية في الكويت والخليج، فهناك أسماء وجدت لنفسها مكانة مثل: بثينة العيسى وميس العثمان وهبة بوخمسين وسمر المقرن ورجاء الصانع.. وغيرهن الكثير، ربما لاجل ذلك نجحت المرأة الروائية كون النساء اقدر على صياغة الكلام، وان هناك سيلا من الاسماء الجيدة في الرواية الخليجية والعربية بشكل عام، يصعب حصرها. < استسهال أما الروائية هبة بوخمسين فقد شاركت برأيها حول ما يحدث مبينة أن الساحة الأدبية- كغيرها من مجالات الابداع- تستقبل العديد من الاسماء الجديدة التي تتمتع بموهبة الكتابة وأحياناً برغبة الكتابة فقط، مذكرة أن هناك عوامل كثيرة في وقتنا الحاضر تتيح فرص النشر والتوزيع والتواصل مع الاخرين بشكل أسرع وأوسع من أي وقت مضى، وهذا يدفع الكثيرين لتقديم محاولاتهم الكتابية للساحة الثقافية. معربة في الوقت ذاته عن احقية كل شخص في ذلك، خصوصاً في ظل وجود القبول والترحيب من دور النشر ذوات السمة التجارية غالباً وكذلك من الصحف التي تهدف إلى ملء صفحاتها ليس إلا، أما القراء فثمة تنوع في الذائقات والمستويات الثقافية لديهم، فنجد لكل جنس كتابي محبيه، ولكل كاتب- بغض النظر عن رأينا فيه- من يميل لمتابعته، ويجد أن فكره ورؤاه يتوافقان معه. واكملت: رغم ما يقدمه البعض من اعمال يراها الكاتب الجاد او الناقد او القارئ الواعي دون المستوى الفني والابداعي بل ومتجردة من القيم الادبية المفترض توافرها في اي عمل ادبي ذي قيمة محترمة، نجد ان لها متذوقيها، ويروج لها بشكل خطير ولافت احيانا، مما يدفع بالكتبة او بمستسهلي الكتابة الى الاستمرار دون مراعاة لمبدأي التطور والنضج كتابة وافكارا. واضافت ان انعدام الدور الفعلي والايجابي للنقد والنقاد، وهم الذين من واجبهم متابعة الساحة الادبية عن كثب ورصد كل ما يقدم بها، يساهم في ضبابية الصورة لدى القارئ العادي لو اراد المتابعة والاطلاع على نقد حقيقي يتناول بالرصد والتفكيك تلك الاعمال الهشة التي لن تصمد، وسرعان ما ستتفتت وتأخذ حجمها الطبيعي. فداحة أما القاصة ومديرة منتدى المبدعين برابطة الادباء نورا بوغيث فتعتقد ان الكل لديه حرية ولكن يبقى للناقد والجمهور التأثير الاكبر في زيادة شهرة كاتب ما، البعض وجد من الكتابة متنفسا عن افكاره.. وسواء كان اسلوبه جيد او سيئاً فقد وجد من يصفق له، مخطئ كان ام على صواب وهذا شجع الاغلب ان يخوض في هذا المجال وارى بعضهم فخورين بانجازاتهم حتى وان كانت لها عيوب ونقاط ضعف واخطاء، بل المشكلة في انهم احيانا يتباهون بأخطائهم تحت ظل ان هذا اسلوب جديد وهم اول من يتبعه ولا اعتقدهم يعون فعليا فداحة ما يرتكبونه بحق انفسهم وبحق الادب. وتكمل بوغيث: من وجهة نظري ان الذي يستحق والكاتب الحقيقي هو الذي سيظل ويفرض نفسه وسط هذا الكم الهائل من الكتاب، ولابد ان تظهر منهم نخبة حقيقية ولا اعني بها نخبة الواسطة او نخبة النفاق، بل نخبة ادبية اصيلة مع الوقت ستفرض نفسها اكثر فأكثر. تطبيل ومن جهته، ابدى القاص حميدي حمود عدم ممانعته ظهور الاسماء العديدة من الكتاب مضيفا: في نظري تظل اقل بكثير مما هو مرجو الوصول اليه، ولكن ارى ان من يملك احقية اطلاق لقب روائي على كاتب هم النقاد المتخصصون في الادب لا الكاتب نفسه او دار النشر، بالطبع هناك مواهب جادة تبحث عن الفرصة الحقيقية للبروز ولن يتحقق هذا الامر الا بإعطائهم الفرصة ليثبتوا انفسهم ككتاب جديرين بالقراءة وفي النهاية البقاء والاستمرار للافضل مع مرور الوقت. واعتقد ان مرونة فن الرواية الى حد ما اكثر من اي جنس ادبي اخر، ربما يكون السبب لتوجه العديد من الكتاب لها، وان كنت لا اظن ان الغالبية منهم يدركون المسؤولية الجمة في الكتابة والهدف السامي لها. فالاغلب يريد الانتشار والشهرة، فقط الانتشار والشهرة، فلا يهم ما هي القيمة الفنية الادبية في ما يكتبون ولا يهم ما هي الفكرة والقيم التي يبثونها في السماء الثقافية والتي غالبا ما يتنكرون لها مستقبلا بدليل ان غالبيتهم يتنكرون لعملهم الاول ويوافقون انهم استعجلوا فيه. اتمنى ان يتم عمل دراسة لهذه المشكلة على فئة من هؤلاء الكتاب والخروج بنتائجها ليستفيد منها من يريد ان يخطو هذه الخطوة الجريئة في مجال الادب. وعن دور النقاد في المساهمة في انتشار هذه الظاهرة يقول: بلا ادنى شك بل انني احملهم المسؤولية الاكبر هم ودور النشر في رداءة الكثير من الاصدارات الادبية وبالتالي تردي حال الساحة الثقافية وهي التي من نعول عليها الكثير في النهوض بالوطن العربي، فسكوتهم على ما يرونه من رداءة ما ينشر، او اشادتهم، والتطبيل لكاتب رديء لسبب ما، هي مصيبة كبرى تزيد من تفاقم هذه الظاهرة.
 
 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free